{ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}
وهذا فيه الزجر البليغ عن تعاطي بعض الذنوب على وجه التهاون بها، فإن العبد لا يفيده حسبانه شيئاً، ولا يخفف من عقوبة الذنب، بل يضاعف الذنب، ويسهل عليه مواقعته مرة أخرى
(وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانِ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَنًا وَكُفْرًا)
• قد فرح به أبواه حين ولد ، وحزنا عليه حين قتل، ولو بقي لكان فيه هلاكهما ؛ فليرض امرؤٌ بقضاء الله ؛ فإن قضاء الله للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب.
قال الله تعالى:
(وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)
لما ذكر الله أجر المحسنين بدأ بمعاناتهم بظمئهم بتعبهم بجوعهم قبل إنجازاتهم وبلوغ غاياتهم، في الطريق إلى الله لا يشترط الإنجاز ولا يضيع التعب بالانقطاع مهما كانت النتائج.
(إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)
قال الله تعالى:
(وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَكُمْ لِتُخْصِنَّكُم منْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ )
• شكر العبد لربه :
هو أن يستعين بنعمه على طاعته ..
• شكر الرب لعبده : هو أن يثيبه الثواب الجزيل من عمله القليل.
قال الله تعالى:
(أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنْ اللَّهَ كَانَ عَفُوا قَدِيرًا)
اعفوا فإن الله يعفو مع قدرته على العقوبة. وهذا أحد المواضع التي حث الله عباده فيها على التخلق بصفاته تعالى.
قال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنتُم مُسلِمون)
القرآن من أوله إلى آخره يأمر بالتقوى، ويحض عليها حتى لم يُذكر في القرآن شيء أكثر منها.
يقول أحد الصالحين:
كنت أظن أن العبد هو الذي يحب الله أولاً حتى يحبه الله، حتى قرأت قول الله: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) فعلمت أن الذي يحب أولاً هو الله
وكنت أظن أن العبد هو الذي يتوب أولاً حتى يتوب الله عليه حتى قرأت قول الله:
(ثم تاب الله عليهم ليتوبوا)، فعلمت أن الله هو الذي يلهمك التوبة حتى تتوب .
وكنت أظن أن العبد هو الذي يرضى عن الله أولاً ثم يرضى الله عنه؛ حتى قرأت قوله تعالى:
(رضي الله عنهم ورضوا عنه)، فعلمت أن الله هو الذي يرضى عن العبد أولاً .
• اللهم أحبنا وتب علينا وارض عنا ، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ولا تجعلنا من الغافلين