س/ ﴿فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا﴾
ما معنى (يستفزهم) في الآية فقد قرأت في تفسيرها (يخرجهم) ومن المعلوم أن فرعون كان رافضاً أن يرسل بني إسرائيل مع موسى؟
ج/ يقصد بذلك المؤمنين من بني إسرائيل بموسى عليه السلام.
س/ قضية التقوى تتكرر كثيرا في سورة البقرة. ما علاقة التقوى بمقصود سورة البقرة وموضوعها؟
ج/ لاشتمال آيات البقرة على كثير من الأحكام والآداب، ولا تحقيق لها دون تقوى الله في الغيب والشهادة.
س/ في سورة البقرة في قوله تعالى: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ۗ)
هل لهذا المقطع علاقة بما ورد قبله من قولهم (لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض…)
هل كتبت الذلة على بني إسرائيل والغضب لأنهم اختاروا الزرع على دخول الأرض المقدسة؟
هل يمكن الربط بين الآية وبين الحديث الذي فيه (ورضيتُم بالزَّرعِ وترَكتمُ الجِهادَ سلَّطَ اللَّهُ عليْكم ذلاًّ)؟
ج/ نعم لذلك علاقة كما في ظاهر الآيات، قال الطاهر الن عاشور: "﴿وضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ والمَسْكَنَةُ وباءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ﴾ عَطْفٌ عَلى الجُمَلِ المُتَقَدِّمَةِ بِالواوِ وبِدُونِ إعادَةِ إذْ، فَأمّا عَطْفُهُ فَلِأنَّ هاتِهِ الجُمْلَةَ لَها مَزِيدُ الِارْتِباطِ بِالجُمَلِ قَبْلَها إذْ كانَتْ في مَعْنى النَّتِيجَةِ والأثَرِ لِمَدْلُولِ الجُمَلِ قَبْلَها مِن قَوْلِهِ ﴿وإذْ نَجَّيْناكم مِن آلِ فِرْعَوْنَ﴾ [البقرة: ٤٩] فَإنَّ مَضْمُونَ تِلْكَ الجُمَلِ ذِكْرُ ما مَنَّ اللَّهُ تَعالى بِهِ عَلَيْهِمْ مِن نِعْمَةِ تَحْرِيرِهِمْ مِنَ اسْتِعْبادِ القِبْطِ إيّاهم وسَوْقِهِمْ إلى الأرْضِ الَّتِي وعَدَهم فَتَضَمَّنَ ذَلِكَ نِعْمَتَيِ التَّحْرِيرِ والتَّمْكِينِ في الأرْضِ وهو جَعْلُ الشَّجاعَةِ طَوْعَ يَدِهِمْ لَوْ فَعَلُوا، فَلَمْ يُقَدِّرُوا قَدْرَ ذَلِكَ وتَمَنَّوُا العَوْدَ إلى المَعِيشَةِ في مِصْرَ إذْ قالُوا ﴿لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ﴾ كَما فَصَّلْناهُ لَكم هُنالِكَ مِمّا حَكَتْهُ التَّوْراةُ وتَقاعَسُوا عَنْ دُخُولِ القَرْيَةِ وجَبُنُوا عَنْ لِقاءِ العَدُوِّ كَما أشارَتْ لَهُ الآيَةُ الماضِيَةُ وفَصَّلَتْهُ آيَةُ المائِدَةِ، فَلا جَرَمَ إذْ لَمْ يَشْكُرُوا النِّعْمَةَ ولَمْ يُقَدِّرُوها أنْ تُنْتَزَعَ مِنهم ويُسْلَبُوها ويُعَوَّضُوا عَنْها بِضِدِّها وهو الذِّلَّةُ المُقابِلَةُ لِلشَّجاعَةِ؛ إذْ لَمْ يَثِقُوا بِنَصْرِ اللَّهِ إيّاهم والمَسْكَنَةُ وهي العُبُودِيَّةُ فَتَكُونُ الآيَةُ مَسُوقَةً مَساقَ المُجازاةِ لِلْكَلامِ السّابِقِ فَهَذا وجْهُ العَطْفِ".
وأما الربط بين الآية والحديث فيمكن ذلك حيث اجتمعا في معنى عام وهو أن الركون إلى الدنيا عمومًا موجب للذل والهوان عياذًا بالله تعالى.
والله أعلم.
س/ وردت في سورة الطور كلمة (كسْفا) بسكون السين وفي مواضع أخرى بفتح السين فما الفرق بينهما؟
ج/ الكِسْف في كلام العرب: جمع كِسْفة، وهو جمع الكثير من العدد للجنس، كما تجمع السِّدْرة بسِدْر، والتمرة بتَمْر، فحُكي عن العرب سماعا: أعطني كِسْفة من هذا الثوب: أي قطعة منه، يقال منه: جاءنا بثريد كِسْف: أي قطع خبز. فأما الكِسَف بفتح السين، فإنه جَمْع ما بين الثلاث إلى العشر، يقال: كِسَفة واحدة، وثلاث كِسَف، وكذلك إلى العشر بمعنى: جمع الكِسْفة الواحدة من الثلاث إلى العشر، يعني بذلك قِطَعا: ما بين الثلاث إلى العشر.
س/ في قوله تعالى:
﴿وَأَلۡقِ عَصَاكَۚ فَلَمَّا رَءَاهَا تَهۡتَزُّ كَأَنَّهَا جَاۤنࣱّ﴾ قرأت لكثير من المفسرين انها انقلبت إلى حية صغيرة سريعة الحركة (الجان) ولكن ظاهر الآية لا يدل على ذلك لأنها شبهت العصا بنفسها {كَأَنَّهَا} بمعنى بقائها على جنسها، وبالتالي فكأن المعنى أنها لم تتحول بداية إلى حية وإنما بدت بالتموج كعصا وهو ممسك بها وتهتز في يده وهذا ما أخافه عليه السلام فتخلص منها وألقاها من يده وولى مدبرا.. فلما ألقيت تحولت إلى حية صغيرة كما جاء في سورة طه.. وهذا يعني ان تحول العصا على مرحلتين:
الأولى بقائها على هيئتها كعصا في يده تتماوج وتهتز (سورتي النمل والقصص).
الثانية: بعد الخوف وإلقائها على الأرض وهنا تحولت من جنس العصا إلى جنس الثعابين كحية صغيرة تسعى (سورة طه).
فهل هناك من المفسرين من تكلم بشيء من التفصيل عن ذلك؟
ج/ بل ظاهر الآية يخالف ما ذهبتَ إليه ويؤيد ما ذكره المفسرون: فمن أين أخذتَ ما أسميته بالمرحلة الأولى أنها بقيت في يده تهتز وتتماوج؟ بل ظاهر الآية يا رعاك الله يدل على أن كل ما طرأ على العصا حصل بعد إلقائها، فبعد قوله تعالى (وألق عصاك) كلام محذوف تقديره: "فألقى موسى العصا" كما ذكر ابن عطية، فبعد إلقائها حصل لها ما حصل، لا أنّ التغير طرأ عليها وهي في يده فتأمل!
ثم إن عصا موسى عليه السلام صارت ثعبانا حقيقة بدلالة قوله (فإذا هي ثعبان مبين)، وإنما شُبهت بالجان وهو صغار الحيات في سرعة الاضطراب فقط (تهتز كأنها جان)؛ لأن الصغار أكثر حركة من الكبار، فاجتمع فيها بأنها صارت ثعبان في حقيقتها وكصغار الحيات في حركتها واضطرابها.
والله أعلم.
س/ ما الفرق بين ﴿يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ﴾ و ﴿وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ﴾؟
هل الآية الأولى تتعلق برحمة مخصوصة كالنبوة والإمامة في الدين والشهادة؟
ج/ في الأولى معنى زائد على الثانية وهو الاختصاص.
س/ ما الفرق بين﴿يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ﴾ و ﴿وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ﴾؟
هل الآية الأولى تتعلق برحمة مخصوصة كالنبوة والإمامة في الدين والشهادة؟
وما معنى الاختصاص؟
ج/ الاختصاص يفيد القصر والحصر لمن وفقه دون من أراد خذلانه عقوبة منه لسابق عمله، ويبين ذلك سياق الآية، والرحمة تفيد التوفيق في سياق المحروم والمعذب والمعاقب، لكنها قد لا تدل على الاختصاص في السياق العام.
س/ لماذا ذكرت قصة قوم عاد في سورة الأحقاف دون غيرها من قصص الأقوام؟
ما العلاقة بين قصة قوم عاد وموضوع سورة الأحقاف ومقصودها؟
ج/ سورة الأحقاف: جاءت لتقرير قضايا التوحيد والنبوة والبعث، وغالب السورة لهذه المحاور، وذكر الله في آخرها عاقبة المكذبين للأنبياء من قوم عاد ممن تعرف قريش قوتهم واستكبارهم وعذابهم وهلاكهم، تحذيرا لهم من طريقهم.
س/ ما الفرق بين أزّا وهزّا؟
ج/ الأز جاء في سياق فعل الشياطين مع الكفار ففيه دفع بقوة وتحريك شديد للشر، ومنه أزيز القدر إذا اشتد غليانه، وفيه دلالة على الاضطراب والتناقض، وأما الهز فهو التحريك برفق كما في قصة مريم، ويجمع اللفظين في المعنى: التحريك.
س/ في أول سورة الإسراء ﴿فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا﴾ وفي آخرها ﴿وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا﴾
هل ربط أحد من المفسرين بين الآيتين؟
قال أحد من المفسرين بأن المقصود بالعباد في المرة الأولى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأن الوعد المفعول في أول السورة هو ذاته الوعد المفعول في آخرها وأن المقصود بكلاهما النبي صلى الله عليه وأصحابه؟
ج/ ما ذكرتَه غير صحيح، فالمقصود بالوعد المفعول أي متحقق الوقوع، ولكن الوعد المفعول في أول السورة لا علاقة له بالذي في آخرها..
فالمقصود به في أول السورة هو تحقق الوعد بمعاقبة بني إسرائيل عند إفسادهم الأول بأن يُسلط عليهم عبادًا أولي بأس شديد يقتلونهم ويسبونهم ويذلونهم، وهؤلاء العباد اختلف المفسرون في تعيينهم إلا أنهم اتفقوا على أنهم قوم من الكفار وليسوا من المسلمين فضلا عن أن يكون المقصود بهم النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابة..
أما المقصود بالوعد المفعول في آخر السورة في قوله تعالى على لسان الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب: (سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا) فهو تحقق وعد الله في التوراة والإنجيل بمجيء الرسول الخاتم ﷺ الذي بُشروا به. والله أعلم.