س/ ما معنى (الله الصمد)؟
ج/ قال تعالى:-﴿ اللهُ الصَّمدُ ﴾
• قال ابن القيم: «الصمد: السيد الذي كمل في سؤدده، وتصمد نحوه القلوب بالرغبة والرهبة؛ وذلك لكثرة خصال الخير فيه، وكثرة الأوصاف الحميدة له؛ ولهذا قال جمهور السلف منهم عبدالله بن عباس: الصمد: السيد الذي كمل سؤدده، فهو العالم الذي كمل علمه، القادر الذي كملت قدرته، الحكيم الذي كملت حكمته، الرحيم الذي كملت رحمته، الجواد الذي كمل جوده. ومن قال من العلماء: إنه الذي لا جوف له، فقوله لا يناقض، فهو الذي اجتمعت فيه صفات الكمال، ولا جوف له».
• وهذه إجابة متميزة سابقة لشيخنا الفاضل د. رائد الكحلان حفظه الله:
جاء في معنى: ﴿الصَّمَد﴾ أقوال:
الأول: المُصمَت الذي لا جوف له، ولا يأكل ولا يشرب.
الثاني: الذي لا يخرج منه شيء.
الثالث: الذي لم يلد ولم يولد فكأنه جعل ما بعده تفسيرًا له.
الرابع: السيّد الذي قد انتهى في سؤدده. الخامس: هو الباقي الذي لا يفنى.
وهذا الاختلافُ من اختلافِ التنوع الذي يكونُ في العبارةِ لا المعنى؛ لأنَّ هذه الأقوال ترجع إلى معنًى واحد، وهو غِنى الله عن ما يحتاجه خلقه، لكمالِ سُؤدَدِه.
وذكر ابنُ تيمية (٧/٢٨٥) أنّ معنى ﴿الصَّمَد﴾: «فيه للسلف أقوال متعددة قد يُظَن أنها مختلفة؛ وليس كذلك».
ولا يَهُولَنَّكَ إنكارُ بعض الخَلَفِ لبعض هذه المعاني الوارِدة عن السلف، وزعمُهم أن هذه الأقوال لا تساعدُ عليها اللغة، وهذا قولُ من لم يفهم تفسيرَ السلفِ، ولا استفادَ منه في ثبوتِ معاني ألفاظ اللغة من تفسيراتهم، والله أعلم.
• وقد رجح ابنُ جرير القول الرابع مستندًا إلى اللغة. ورجَّح ابن تيمية أنّ «كلّها صواب، والمشهور منها قولان: أحدهما: أنّ الصَّمَد هو الذي لا جوف له. والثاني: أنه السيّد الذي يُصمَد إليه في الحوائج. والأول هو قول أكثر السلف من الصحابة والتابعين وطائفة من أهل اللغة، والثاني قول طائفة من السلف والخلف وجمهور اللغويين».
وذكر (٧/٣٦٩) في موضع آخر هذين القولين، ثم قال: «وكلا القولين حقّ؛ فإنّ لفظ الصَّمَد في اللغة يتناول هذا وهذا، والصَّمَد في اللغة: السيد؛ والصَّمَد أيضًا: المُصمد، والمُصمد: المُصمت، وكلاهما معروف في اللغة.
وقد أطنب شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان معنى الصمد في الفتاوى (١٧/٢١٤).