عرض وقفات تذكر واعتبار

  • ﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴿٢٤﴾    [الحج   آية:٢٤]
(وهدوا إلى الطيب من القول....) أكثر المفسرين على أن ذلك في الدنيا أي ألهموا الكلام الحسن في الدنيا وجاء الفعل هدوا ( لما لم يبين فاعله) أي هداهم الله ولم يقل (اهتدوا) للدلالة على أن التوفيق للكلام إلهام من الله لا قدرة للعبد عليه إلا بحول الله وقوته وهدايته. ليفتقر العبد إلى ربه بطلبه اللهم اهدنا للطيب من القول.... وقال بعضهم السياق في نعيم الآخرة أي هدوا في الجنة للطيب من القول. وفيه أن من لذائذ المؤمنين في الجنة أن يقولوا قولا حسنا.... كل كلمة طيبة تقولها فهي من نعيم الجنة وروحها يااارب طيب ألسنتنا
  • ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴿١١٩﴾    [التوبة   آية:١١٩]
"وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ" الصدق في الكلام نوعان: صدق الإرادة وأن تكون لله وحده صدق الكلام من حيث مطابقته للواقع وبعضهم يعتني بالأول ويقصر في الثاني فقصده صحيح لكنه يبالغ ولا يتحرى والعكس فبعضهم يتحرى الصدق فيما يقول لأنه يريد التأثير وهذا يحصل من ثمرة الصدق في الدنيا وينال من ثقة الناس وميلهم إليه بقدر صدق قوله ولا خلاق له في الآخرة ولا يكون الصدق إلا بهما معا فحين تكتب أو تتكلم ينبغي أن تتحرى الصدق فيهما فتجاهد نفسك أن تريد بما تقول وجه الله وتتحرى أن يكون ما تصف أو تعبر عنه مطابقا للواقع دون زيادة أو نقص وأن تكبح جماح الكلمة عن الغلو والمبالغة فإن تأثير الكلمة وبقاءها في القلوب في صدقها وأما البيان فإنه منه سحرا والسحر تأثيره ذاهب وزائل ومتعلق بوقت ومكان وحال وناس فإن البلاغة ناقصة الصدق تؤثر في مجلس أو عصر فتأخذ بأسماع الحاضرين لكن مع الزمن ينطفئ وهجها وتذهب ريحها وأما الصدق الصراح فإنه كالتبر الأحمر لا تذهب بريقه الأيام اللهم اجعلنا من الصادقين.
  • ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٧٥﴾    [آل عمران   آية:١٧٥]
(إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه) رجَّح ابن تيمية (٢/١٧) في تفسيرها ما جاء عن ابن عباس ومجاهد، وقتادة، بأن معناها : يخوفكم أولياءه، التخويف عمل الشيطان يضخم في قلوبنا الأمور، ويرعبنا من الأشياء والأحداث وينسج مآلات وعواقب مريعة في أذهاننا الأمر يكون سهلا في حقيقته لكن الشيطان ينسج منه صورا ومستقبلا مروعا إذا بدأت تفكر في مآلات وخيمة ونتائج مخيفة وتوقعات كارثية فاعلم أن إبليس هو من يعمل في خواطرك ويخيلها حتى تبدو موضوعية مقنعة فلا تخف واستعذ بالله منه.
إظهار النتائج من 6231 إلى 6240 من إجمالي 6233 نتيجة.