"آيات ثلاث قلبت حياتي وقادت قلبي للإسلام:
(وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)،
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) (الأنبياء:٣٠)،
(أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (٦) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) (النبأ:٦-٧)،
لا يمكن لأحد أن يكتشف هذه الحقائق قبل (14 قرن)! إن وراءها قدرة إلهية بلا شك.. فقادني ذلك للغوص في أعماق القرآن؛ حتى اكتشفت جملة من الحقائق أنارت أمامي الطريق.
"
بينما عمر بن الخطاب يسير على حماره لقيته امرأة، فقالت: قف يا عمر! فوقف، فأغلظت له القول، فقال رجل: يا أمير المؤمنين ما رأيت كاليوم! فقال: وما يمنعني أن أستمع إليها وهي التي استمع الله لها، فأنزل فيها ما نزل: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا).
المتأمل لما يسمع من تحليلات وتوقعات حول أحداث الأمة يلحظ اضطرابًا وغبشًا في الرؤية، والسر في ذلك: عدم الانطلاق من منهج القرآن في تقويم الأحداث، فأصبحوا كمن يسير في ظلمات متراكمة، تدبر آية النور: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ) إلى آخر الآية: (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ).
(أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ) قبل سنوات قليلة كتب فوكوياما -من أشهر مفكري أمريكا- كتابه (نهاية التاريخ)، محتفلًا باندحار الشيوعية أمام الحضارة الغربية، فالعالم -بوهمه- أغلق باب التاريخ ولم يعد له سوى قوى الغرب، وعلى رأسها أمريكا بقيمها الليبرالية، فأسخن الله عينه عاجلًا بانهيار إلهه الذي ظل عليه عاكفًا، فها هي الليبرالية تتفكك أخلاقيًّا بكوبا وأبو غريب، وبالتجسس حتى على الشعب الأمريكي نفسه، واقتصاديًّا بالكارثة المالية التي خرقوا لها حرية السوق، وتأميم الشركات.
"البرد يقتل العشرات في شرق أوروبا، والحرارة (٣٥ تحت الصفر)..المؤمن إذا عاش البرد، أو سمع أخباره، تذكر قوله تعالى -في أول (النحل)-: (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ) فهذه نعمته بالدفء، وأما نعمته بالوقاية من الحر فذكرها في أواخر «النحل»: (وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) إذ لما كانت الوقاية من البرد من أصول النعم ذكرت في أول السورة، ولما كانت الوقاية من الحر من مكملات النعم ذكرت بعد ذلك.
"
"تربية القلب بالقرآن:
مر الحسن بن علي - رضي الله عنه - على مساكين يأكلون فدعوه؛ فأجابهم وأكل معهم، وتلا: (إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) دعاهم إلى منزله فأطعمهم وأكرمهم.
"فهم ثاقب..
سئل الإمام مالك عن رجل أحرم قبل الميقات؟ فقال: أخاف عليه من الفتنة، قال تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ)، فقال السائل: وأي فتنة في ذلك؟ وإنما هي زيادة امتثال في طاعة الله تعالى! قال: وأي فتنة أعظم من أن تظن أنك خصصت بفعل لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟
"