لم يرد في القرآن تحريم لحم حيوان باسمه إلا الخنزير، مع أنه لم يكن كثيرًا بأرض العرب، أليس هذا غريبًا؟! إنَّ الغرابةَ تزول حين نعلم أن الخنزير اليوم من أكثر الأطعمة انتشارًا في الأرض.. إنها عالمية القرآن.
(يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا) أليس التكشف هو المادة الأولى في قانون إبليس؟! لقد كانت طالبات الابتدائي عندنا بدمشق يخرجن بالحجاب الكامل، وعلى وجوههن النقاب، وأذكر أن دمشق أضربت مرة، وأغلقت أسواقها كلها، وخرجت المظاهرات تمشي في جاداتها؛ لأنَّ وكيلة مدرسة خرجت كاشفة وجهها.
كان لهارون الرشيد طبيب نصراني حاذق، فقال مرة لأحد العلماء: ليس في كتابكم من علم الطب شيء! فقال ذاك العالم: قد جمع الله الطب في نصف آية من كتابنا. فقال: ما هي؟ قال: قوله تعالى: (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ).
يقول أحد الإعلاميين (من دولة خليجية) ممن أوتي قدرة على الكتابة وخصوصًا الوصف، والكتابة في عالم الغزل، والتشبيب بالنساء: كانت تأتيني رسائل ثناء وإشادة كثيرة من المتابعين، وذات يوم جاءته رسالة قصيرة من جوال لا يعرفه، غَيَّرتْ مسار حياته الإعلامية وكتاباته، هي: (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ).
وفقًا لتقرير أعده قسم الأديان لمركز (بيو) الأمريكي: فعدد المسلمين في العالم (١.٧٥ مليار)، وتقول صحيفة التلغراف البريطانية إن عدد المسلمين في أوروبا سيصل إلى ٢٠٪ من سكان أوروبا.
علق أحد الغربيين قائلًا: لقد صار من المحقق أن الإسلام ظافر لا محالة على غيره من الأديان التي تتنازع العالم؛ فعدد المسلمين في نمو وتزايد مستمر.
وصدق ربنا: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).
(إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا) لا يبعد أن يدخل في إشارات هذه الآية فسح المجال للمتحدث، وترك الاستئثار بالحديث في المجلس، والبعد عن مقاطعة من يشرع بحديث، أو تكذيبه، أو إكمال كلامه، والله أعلم.
يؤسفنا كثيرًا أن يقع المسلمون في التكالب العظيم على جمع الدنيا وهم يقرؤون قول الله: (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)؛ فإن هذه القضية العامة الكلية تدل بمنطوقها على حصول الفلاح لمن وقاه الله شح نفسه، وتدل بمفهومها على حصول الخسارة لمن لم يوق شح نفسه، وهذا هو الواقع.
إذا فتح الله لك باب رزق، فلا تعجبنَّ بذكائك، أو تظن أنك رزقت بحذقك، بل تذكر أنَّ ذلك من فضل الله عليك، تأمل: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّه)، فإنما هو فضل الله ورزقه، وكم من بَليد رُزق من حيث لا يحتسب، وذكيٍّ جنى عليه ذكاؤه؟