عرض وقفات تذكر واعتبار

  • ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴿٢٨﴾    [الكهف   آية:٢٨]
(وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطࣰا) قال مجاهد : فرطا أي ضياعا وهلاكا. وقال قتادة: (ضاع أكبر الضيعة). لا أجد كلمة تعبر عن حالة الخلق وضياع أوقاتهم في مواقع التواصل ومتابعة ورؤية وسماع من وما تضيع به أعمارهم وتزيد سيئاتهم؛ من هذه الكلمة :(فرطا). عصر الفرط عصر يفرط العبد في عمره ويضيع حياته ويسكبها على شاشة جواله الفرط ثلاث، أربع، خمس، عشر ساعات كل يوم من زمن اليقظة والعمل والابتلاء والتزود للرحلة إلى الآخرة، تذهب في السناب شات والتيك توك وأخواتها. "وكان أمره" أي: شأنه وحاله وحياته ضياعا. اللهم إن نعوذ،بك أن يكون أمرنا فرطا.
  • ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴿٣٤﴾    [فاطر   آية:٣٤]
"وَقَالُوا۟ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِیۤ أَذۡهَبَ عَنَّا ٱلۡحَزَنَۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورࣱ شَكُورٌ " في الآية إشارة لأعظم أسباب الحزن ففي قوله تعالى (إن ربنا لغفور) أي عظيم المغفرة والعفو والتجاوز عن الذنوب الذنوب التي الأصل فيها أن تحزن صاحبها وتغمره بالهموم ولولا أنه سبحانه ما غفر لهم لما ذهبت أحزانهم. فجاءت جملة "إن ربنا لغفور شكور" تعليلية منهم لذكر سبب زوال أحزانهم إذ أدركوا في الآخرة يقينا أن الذنوب أعظم أسباب الأحزان وأنه بقيت معهم ذنوب لولا عفو الله لبقيت معها أحزانها المصاحبة. وهذا دليل من القرآن العظيم على أن أعظم أدوية الحزن والضيق والاكتئاب هو التوبة والاستغفار. ففتش أيها الحزين في حالك في بصرك وسمعك ولسانك ضع أشعة البصيرة على قلبك وجوارحك واستأصل أصل حزنك بالإقلاع والتوبة وكثرة الاستغفار. اللهم اغفر لنا وللقارئين مغفرة تذهب عنا الحزن في الدنيا والآخرة اللهم وفقنا والقارئين لتوبة لا تبقي للهموم لنا طريقا إنك أنت التواب الرحيم.
  • ﴿إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴿١٠﴾    [الكهف   آية:١٠]
(وَهَیِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدࣰا﴾ من توفيق الله لفتية الكهف أن ألهمهم هذه الدعوة الصالحة؛ حيث كانوا في حالة من الانقطاع من جميع الأسباب وفي مكان لا يعلمون ما سيصير حالهم فيه وفي مضايق كثيرة من الخوف من قومهم والبعد عن أهلهم والوحشة في كهفهم بلا طعام ولا شراب ولا فراش ولا لحاف مع كونهم فتية في مقتبل أعمارهم لم تعركهم التجارب والأسفار وبلايا الحياة ومصاعبها، وقد خرجوا في عجلة من أمرهم حتى لم يأخذوا زادا يكفيهم ولو عدة أيام لفجأة الأمر لهم. فسألوا ربهم هذه الدعوة الجامعة الملهمة التي فيها كمال التفويض والتسليم وغاية الافتقار (هيء لنا) سألوا الإعداد والتيسير والإصلاح والصنع والتجهيز وتولي الأمر كله من (أمرنا) جميع أمرنا في دنيانا وآخرتنا في ديننا ودنيانا في ثباتنا وهدايتنا وخوفنا وجوعنا ووحشتنا وغربتنا وتفاصيل قصتنا فأجاب الله سؤالهم يإعداد رباني عجيب تكاملت فيه أسباب السموات والأرض والشمس والظلال والحيوان والزمان والمكان حتى مشهد الكلب وبسط يديه في جمال التهيئة الربانية البديع الذي يأسر القلوب. وأجسادهم التي أسلموا تهيئتها لربهم هيأها أعظم تهيئة وأكملها وأنامها وقلبها وانتظمت كلها في هيئة ربانية لتجيب دعوة الفتية ولما كانت دعوتهم (أن يهيء لهم) وصف الله الهيئة وأفاض القرآن العظيم في تفاصيلها ووصفها وجمالها وإحكامها... ونبه القاريء للنظر للمشهد (وترى الشمس إذا طلعت ....) وقال سبحانه (لو اطلعت عليهم....) يالها من دعوة يارب هيء لنا من أمرنا رشدا
  • ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ﴿١٤﴾    [التوبة   آية:١٤]
(ويشف صدور قوم مؤمنين) (قوم مؤمنين) دليل على أنهم قوم غير المخاطبين المقاتلين إذ لو كانوا هم لكان الخطاب: ويشف صدوركم ويدل عليه تفسير السلف بأن المقصود بهم خزاعة. وفيه بيان لعظم تطييب خواطر المؤمنين وجبر قلوبهم وأنه مقام يحبه الله ويرضى عن أهله. إذ جعل الله ذلك من غايات الجهاد الذي فيه ذهاب المهج وإزهاق النفوس. فكيف يبخل المؤمن بالكلمة الطيبة والفعل اليسير الحسن الذي يحصل به هذا المقصود.
  • ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴿٤٠﴾    [البقرة   آية:٤٠]
من وسائل تطهير القلب من الحسد: تذكر النعم، قال تعالى: (يا بَنِي إسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أنْعَمْتُ عَلَيْكم) قال ابن عاشور: (أمرهم بتفكر النعم التي أنعم بها عليهم لينصرفوا بذلك عن حسد غيرهم فإن تذكير الحسود بما عنده من النعم عظة له وصرف له عن الحسد الناشئ عن الاشتغال بنعم الغير وهذا تعريض بهم أنهم حاسدون للعرب فيما أوتوا من الكتاب والحكمة ببعثة محمد ﷺ وانتقال النبوة من بني إسرائيل إلى العرب وإنما ذكروا بذلك لأن للنفس غفلة عما هو قائم بها وإنما تشتغل بأحوال غيرها لأن الحس هو أصل المعلومات فإذا رأى الحاسد نعم الغير نسي أنه أيضا في نعمة فإذا أريد صرفه عن الحسد ذكر بنعمه حتى يخف حسده فإن حسدهم هو الذي حال دون تصديقهم به).
  • ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣٤﴾    [آل عمران   آية:١٣٤]
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرّاءِ والضَّرّاءِ والكاظِمِينَ الغَيْظَ والعافِينَ عَنِ النّاسِ واللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ) (وذكر الله كظم الغيظ مع ذكره النفقة، تحذيرا ممن ينفق لحظ نفسه، فينفق على من يرضاه، ويمسك عمن لا يرضاه، وهذا من دقيق الرياء، ومما ينقص العمل أو يبطله ويذهب بركته، وكثيرا ما يفعل الإنسان ويظن أنه يفعله لله، وهو يفعله لحظ نفسه وهواه، وربما يعرف بعض الصالحين مواضع الرياء في العمل، ويخفى عليه مواضع الرياء في الترك، فيترك لغير الله ويظن أنه لله، وإنما هو انتصار لنفسه، فمن آذاه، منعه النفقة، ومن أحسن إليه، أحبه وأنفق عليه، والنفقة حق لله وللمحتاج لا للغني، فيجب أن يتخلى الغني عن جميع حظوظ النفس).
  • ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴿٥٩﴾    [النساء   آية:٥٩]
(فَإِن تَنَـٰزَعۡتُمۡ فِی شَیۡءࣲ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ خَیۡرࣱ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِیلًا) (شيء) نكرة في سياق الشرط تفيد العموم أي : في جميع المسائل وأسباب النزاع. ولم يردهم الله عز وجل إلى الكتاب والسنة إلا وفيه صلاحهم وائتلافهم وذهاب أسباب نزاعهم وبيان الحق فيما اشتجروا فيه. والرجوع معنى شرعي حقيقته فهم مراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيما تنازع فيه المتنازعون والعمل بمقتضاه فهم كفهم سلف الأمة الصالح وطريقتهم في التلقي والاستدلال. وبلوغ الجهد في تحصيل هذا المراد إما باجتهاد لمن كان من أهل الاجتهاد أو بتقليد لمن عجز عنه. وكل تنازع بعد أي رجوع مزعوم سببه إما فساد في إرادة الاحتكام للكتاب والسنة لهوى ظاهر أو خفي وفي هذا شبه بالمنافقين. أو خلل في الفهم؛ بمخالفة منهج القرون المفضلة إما باجتهاد من لا طاقة له (ممن حقه التقليد) أو تقصير في الاجتهاد من يطيقه. أما الرجوع الحق الكامل فإنه يجتث النزاع كله وكل نقص في حقيقة الرجوع تبقي من التنازع بقدر هذا النقص. والله المستعان.
  • ﴿وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴿١٤٦﴾    [آل عمران   آية:١٤٦]
(وكَأيِّنْ مِن نَبِيءٍ قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وهَنُوا لِما أصابَهم في سَبِيلِ اللَّهِ وما ضَعُفُوا وما اسْتَكانُوا ) في تقديم قوله تعالى (في سبيل الله) على قوله وما ضعفوا وما استكانوا المعطوفة مع أن المعنى فما هنوا وما ضعفوا وما استكانوا لما أصابهم في سبيل الله. في ذاك سر كريم وهو الابتدار إلى ذكر القصد والنية ولو أدى إلى تفريق المعطوفات. وأنه شأن عظيم يبنبغي التعجيل ببيانه. مع ما في التفريق أيضا من البلاغة بالترقي بالتعجيب من حالهم من عدم الوهن ثم ذكر جملة معترضة ثم عدم الضعف والاستكانة... وفيه من إدهاش المستمع ما تقصر العبارة عن بيانه فقبل أن يفرغ المستمع من دهشته من عدم وهنهم أتبعه تنزيههم عن الضعف والاستكانة
  • ﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿١٤٧﴾    [آل عمران   آية:١٤٧]
(وَمَا كَانَ قَوۡلَهُمۡ إِلَّاۤ أَن قَالُوا۟ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا....) هؤلاء الذين أصيبوا أُصْمِتوا عن الكلام في كل شيء إلا الدعاء (وما كان قولهم) أي لم يكن لهم أي قول إلا الدعاء.. اتخذوا الأسباب: نعم وفعلوا ما ينبغي: نعم لكن ألسنتهم ليس لها شغل إلا الدعاء. في ملماتك وضيقك في ديونك وفقرك في مرضك وخوفك كن مثل هؤلاء الصمت عن كل شيء إلا الدعاء لينالك ما نالهم فَـَٔاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنۡیَا وَحُسۡنَ ثَوَابِ ٱلۡـَٔاخِرَةِۗ وَٱللَّهُ یُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِینَ ۝١٤٨
  • ﴿فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٢٥١﴾    [البقرة   آية:٢٥١]
﴿فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ تحقيق التوحيد ونسبة الفضل لله جل وعلا في حصول النصر (بإذن الله) (وآتاه الله) (ولولا دفع الله) (ولكن الله)... الله الله الله الله أربع مرات متوالية في آية واحدة بالاسم الظاهر دون الضمير ليتجرد المؤمنون من قوتهم واعتدادهم بأنفسهم ويعلموا أن الأمر كله لله.
إظهار النتائج من 6181 إلى 6190 من إجمالي 6233 نتيجة.