عرض وقفات تذكر واعتبار

  • ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾    [الزمر   آية:٥٣]
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ" • قوة الرجاء في الإجابة تقوى في قلب العبد المؤمن في مواسم الخيرات.. ليس لاعتقاده صلاحا في نفسه، فإن المؤمن يخاف من ذنوبه أن تحول بينه وبين رحمة ربه. أما في مواسم العطايا كيوم عرفة فقوة الرجاء تتعلق بالزمن نفسه إذ هو زمن يعم الله بفضله خلقا كثيرا ويهب فيه مسيئهم لمحسنهم ويتجاوز عن مقصرهم فإذا دعوت فدع عنك هواجس الموانع وتذكر أنه خير يوم طلعت فيه الشمس فكيف يمر دون أن ينالك خيره سيجيبك الله في جملة الملايين ويعطيك الله مثلما يعطي الصالحين فإذا كان أربعة أو خمسة من الصالحين لا يشقى بهم جليس خامس فكيف تشقى غدا ويدك مرفوعة مع مئات الملايين فيهم ملايين من العباد والصالحين والأخيار وأولياء الله فيالها من عشية قال الله لك قد أجبتك يا مسيء معهم.
  • ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٤﴾    [الملك   آية:١٤]
"أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" حين تكسر القلوب تكون أشد فاقة للجبر من العظام. ومن آيات الله الدالة على وحدانيته جبره اللطيف لقلوب عباده جبرا لا تطيق الكلمات التعبير عنه؛ فهو خفي كسريان الجبر في كسور العظام حين تعصف بالعبد العواصف يقع شيء ما، ربما ليس كبيرا في صورته ولكنه عظيم في وقته ومعناه. شيء لا يمكن أن يكون من أحد سوى الله كلمة أو خبر او اتصال أو حدث تأتي باردة على الجرح نفسه. لا شيء يمكن أن يكون بديلا الكسر الذي لم تلاحظه عين ولم تسمع به أذن من جاء له بهذه الكلمة الآن حتى تعبر الطريق في زحام كل شيء لتقول لك: الله معك....رغم خفاء أوجاعك عن كل العالم. يأتي جبرك في كلمة شاردة كلمة لو اجتمع الخلق كلهم جاهدين أن يعرفوها لم يفلحوا يأتي الله بها وتنجبر القلوب....ومعها تشهد شاهدا من شواهد العظمة والقرب والحب لربها. وتتمتم دموعها ....يارب لك الحمد.
  • ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿٥١﴾    [التوبة   آية:٥١]
"قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا" كل أخطائك (في الدنيا) صواب: فلا تذهب نفسك حسرات! : ليتني اشتريت ليتني بعتت ليتني درست التخصص الفلاني ليتني سافرت ليتني فعلت مثل فلان ليتني لم أبن البيت هنا. فكل تلك الأفعال واقعة في المباح؛ فالشراء والبيع والتجارة والدراسة الدنيوية والاختيارات بين المباحات كلها في أصلها مباح. وأيا كان التفاوت في نتائجها فلا حرح عليك عند ربك. والأمر فيها كلها قريب، والنهايات متقاربة وحجم السعادة بالتفاوت فيها وهم. والتسليم للقدر فيها بعد فعل المشروع إيمان والرضا بما كتب الله فيها توحيد وعبودية وقصص الناجحين (زعموا) في الدنيا كقصص الخائبين..... و سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خير من كل القرارات الدنيوية الصحيحة برمتها رحل من القرية رجلان وبعد أربعين عاما رجعوا، أحدهم بمنصب عال وثراء والآخر بشيء متواضع منهما، يصليان في المسجد معا ويسمران معا، ولا يمكنك الحكم أيهما أكثر راحة، وحين يموتان ينتهي كل شيء. والعمل الصالح فحسب يصنع الفرق. فلا يغرنك تهويل المهولين بعض السير الذاتية تعويض عن الخيبة وكثير من حديث الناجحين مخدر للوجع والتراب سيظل ترابا.... وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم وردده في كل اختياراتك قال أنس رضي الله عنه: خَدَمْتُ النَّبِيَّ ﷺ عَشَرَ سِنِينَ فَمَا بَعَثَنِي فِي حَاجَةٍ لَمْ تَتَهَيَّأْ إِلَّا قَالَ: (لَوْ قُضي لَكَانَ - أَوْ لو قُدِّرَ لكان ـ)
  • ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ ﴿٨٣﴾    [البقرة   آية:٨٣]
"وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" إذا عبر لك أحدهم عن محبته أو ما يتمناه لك من الخير فتقول له من الكلام ما يجبر خاطره وما تحمل له من الخير. ومنه كلام الناس: ما تحب إلا من يحبك وما تعز إلا من يعزك وإذا قال له لك مكانة في قلبي قال : وأنت كذلك. في صحيح البخاري: وَقَالَ عَبْدَانُ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : جَاءَتْ هِنْدٌ بِنْتُ عُتْبَةَ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنْ أَهْلِ خِبَاءٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ، ثُمَّ مَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ. قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : وَأَيْضًا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ ، فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُطْعِمَ مِنَ الَّذِي لَهُ عِيَالَنَا ؟ قَالَ : " لَا أُرَاهُ إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ ". قال الحافظ ابن حجر: قوله: ( قال: وأيضا والذي نفسي بيده ) قال ابن التين: فيه تصديق لها فيما ذكرته، كأنه رأى أن المعنى: وأنا أيضا بالنسبة إليك مثل ذلك.
  • ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴿١٩٧﴾    [البقرة   آية:١٩٧]
"وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ" " من طلب العلم أو فعل غيره مما هو خير في نفسه لما فيه من المحبة له، لا لله ولا لغيره من الشركاء فليس مذموما، بل قد يثاب بأنواع من الثواب، إما بزيادة فيها وفي أمثالها فيتنعم بذلك في الدنيا، ولو كان كل فعل حسن لم يفعل لله مذموما لما أطعم الكافر بحسناته في الدنيا لأنها تكون سيئات، وقد يكون من فوائد ذلك وثوابه في الدنيا أن يهديه الله إلى أن يتقرب بها إليه، وهذا معنى قول بعضهم، طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله، وقول الآخر: طلبهم له نية، يعني نفس طلبه حسنة تنفعهم، وهذا قيل في العلم لأنه الدليل المرشد. فإذا طلبه بالمحبة وحصله وعرفه بالإخلاص فالإخلاص لا يقع إلا بالعلم، فلو كان طلبه لا يكون إلا بالإخلاص لزم الدور، وعلى هذا ما حكاه أحمد، وهو حال النفوس المحمودة، ومن هذا قول خديجة للنبي ﷺ: كلا والله لا يخزيك الله فعلمت أن النفس المطبوعة على محبة الأمر المحمود وفعله لا يوقعه الله فيما يضاد ذلك"
  • ﴿يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ﴿٣٩﴾    [غافر   آية:٣٩]
  • ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿٦٤﴾    [العنكبوت   آية:٦٤]
"یَـٰقَوۡمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا مَتَـٰعࣱ وَإِنَّ ٱلۡـَٔاخِرَةَ هِیَ دَارُ ٱلۡقَرَارِ" لا ينبغي لداعية أن يعظم شيئا من الدنيا في قلوب الخلق. لا بأس من حث الناس على شيء مما يحتاجونه فيها باعتدال. بعضهم يريد أن يحث الناس على الكسب فيغلو ويحمله الحماس حتى يشتط كأن الدنيا كل شيء وبعضهم ينصح للمحافظة على الصحة حتى كأن الجسد لا يبلى ولا يموت. وبعضهم يرغب في الزواج حتى كأن من لا يتزوج أو لا تتزوج من البائسين المحرومين. وكل متاع الدنيا قليل منغص ماحل مالها وصحتها وأهلها وزينتها وفرحها ودورها ووظائفها وشهاداتها ومناصبها أضغاث أحلام. (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون)
  • ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٢١٦﴾    [البقرة   آية:٢١٦]
"وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ" لو تأملت! لرأيت أن الأكدار والهموم من أعظم النعم. انظر إلى حبنا للدنيا وتعلقنا بها وطول الأمل والغفلة عن الآخرة؛ مع ما في الدنيا من الأحزان والبلايا والفجائع كيف لو كانت خالية من ذلك؟ وكلها فرح وسرور ؟ كيف سيكون حبنا لها وغفلتنا عن الآخرة! كل ألم رسالة رحمة تقول لك: لا تتعلق بهذا الدار استعد للرحيل.
  • ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿٥﴾    [الفاتحة   آية:٥]
"وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" انتشرت عبارة عن الاستعانة بالله والاستغناء به والأصل أنهما واحد وأنهما معا سبيل المؤمنين والقول: إن الاستعانة سبيل السالكين والاستغناء سبيل العارفين للإشارة إلى تفضيل الاستغناء: غلط، والحق يعرف بالوحي وليس بجمال العبارة. قال ابن القيم رحمه الله: وإذا عرفت معنى الفقر عرفتَ أنّه عينُ الغنى بالله، فلا معنى لسؤال مَن سأل: أيُّ الحالينِ أكمل؟ الافتقار إلى الله أم الاستغناء به؟ فهذه مسألةٌ غير صحيحةٍ، فإنّ الاستغناء به هو عين الافتقار إليه. وراجع مدارج السالكين ففيه بسط وبيان.
  • ﴿لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾    [النبأ   آية:٣٥]
قال الله تعالى في نعيم أهل الجنة ﴿لَّا یَسۡمَعُونَ فِیهَا لَغۡوࣰا وَلَا كِذَّ ٰ⁠بࣰا﴾ واللغو هو الباطل وما لا فائدة فيه والكذاب أي لا يكذّب بعضهم بعضا وقيل لا يكذبون. وتأمل مليا أن هذا في ذكر نعيم أهل الجنة وسرورهم وما أعده الله لهم وليس تكليفا بل تنعما محضا. ولو كان هذا اللغو لذة لتنعموا به أو بجنسه ولكن ليس إلا شقاء وكدرا فدلت الآية على أن مما يحزن الفطر ويذهب نعيمها ويكدرها ويغمها هو سماع اللغو والكذب. والناس يشتكون من الحزن والاكتئاب وضيق النفوس وقد فتحوا آذانهم لأعظم مصادر اللغو والكذاب من مواقع التواصل والتيك توك والسناب فإن غالب ما فيهما لا يخرج عن اللغو والكذب فتضيق النفوس التي فطرها الله على بغض اللغو والحزن منه. فيهرب المحزون إلى التيك توك والسناب ليداوي حزنه فيزداد ضيقا كالمستجير من الرمضاء بالنار. وأعلم أن كثيرا من الناس بلغوا من الإدمان حالا يتعذر عليهم الخلاص منه. ولكن يقال هذا لإقامة الحجة (ومعذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون)
  • ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿١٩﴾    [الحشر   آية:١٩]
"نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ" أن يهبط مراهق بمحتواه في مواقع التواصل يمكن تفسيره بشعبة الجنون والصبا فاقة الإنسان للتقدير والاهتمام والحضور فاقة تبررها كثير من دراسات علم النفس. لكن كيف يمكن تفسير قيام طبيب أو أستاذ في الجامعة أو رجل ذي قيمة اجتماعية أو تاريخ وظيفي ممتاز في محتوى هابط وممارسة سفيهة وحركات غبية وتصابٍ ممجوج وأصبحت مشاركاته حصريا منصة للتفاهة واللهو كيف ضحى الطبيب بعرقه عقودا طويلة من عمره ليفضل تقديم هذا المنتج الرخيص وهو لا يفتقر للتقدير الاجتماعي ولا للرضا الذاتي. كيف فضل مزاحمة الفاقدين للجدوى في ممارساتهم! كيف يمكن أن تصبح الأشياء الثمينة في الحياة قابلة للبيع! كيف يمكن للإنسان أن يكسب الآخرين ويضيع نفسه!
إظهار النتائج من 6101 إلى 6110 من إجمالي 6233 نتيجة.