قال الله تعالى ﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهَا ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذِّبِينَ )
قال الألوسي رحمه الله ( خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم استحالة صدور المنهي عنه صلى الله عليه وسلم تهييجا وحثاً لازدياد الإخلاص ؛
فهو كناية عن :
أخلص في التوحيد حتى لا ترى معه عز وجل سواه » . وفيه لطف " لسائر المكلفين ببيان أن الإشراك من القبح والسوء بحيث ينهى عنه من لم يمكن صدوره عنه ، فكيف بمن عداه).
قال الله تعالى ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ
نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى )
قال القرطبي رحمه الله
( كان عليه الصلاة والسلام إذا نزل بأهله ضيق أمرهم بالصلاة.)
وقال السعدي رحمه الله ( الأمر بالشيء أمر بجميع ما لا يتم إلا به ، فيكون أمراً بتعليمهم ما يصلح الصلاة ، ويفسدها ، ويكملها فإن العبد إذا أقام صلاته على الوجه المأمور به ؛ كان لما سواها من دينه أحفظ وأقوم، وإذا ضيعها كان لما سواها أضيع .) وقال ابن جزي
( كان بعض السلف إذا أصاب أهله خصاصة قال : قوموا فصلوا ؛ بهذا أمركم الله ويتلو هذه الآية .)
قال الله تعالى ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً ) قال ابن القيم رحمه الله .
( فُسِّرَتِ المَعِيشَةُ الضَّنْكُ بعَذَابِ القَبْرِ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا فِي الدنيا وفي البَرْزَحْ ، فَإِنَّ مَنْ أَعْرَضُ عَنْ ذِكْرِهِ الَّذِي أَنْزَلَهُ ، فَلَهُ مِن ضيق الصدر، ونكد العيش ، وكثرة الخَوْفِ ، وَشِدَّةِ الْحِرْصِ والتَّعَبِ عَلَى الدُّنْيَا ، وَالتَّحَسُّرِ على فواتها قبل حصولها وبَعْدَ حصولها..)إ .. هـ
(فلا طمأنينة له ، ولا انشراح لصدره ، بل صدره ضيق حرج لضلاله ، وإن تنعم ظاهره ، ولبس
ما شاء ، وأكل ما شاء ، وسكن حيث شاء ؛ فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة.)
قال الله تعالى * (فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدَّا )* قال الطبري رحمه الله : فلا تعجل على هؤلاء الكافرين بطلب العذاب لهم والهلاك ، فإنما نؤخر إهلاكهم ليزدادوا إثما ونحن نعد أعمالهم كلها ونحصيها حتى أنفاسهم لنجازيهم على جميعها ، ولم نترك تعجيل هلاكهم لخير اردناه بهم..
قال الله تعالى ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )
إنا لله .. كلنا .. كل ما فينا .. كل ما نملك وكل ما نحب وكل ما نفقد قل أو كثر لله وذاتيتنا .. لله ... وإليه المرجع والمآب في كل أمر وفي كل مصير.. التسليم.. التسليم المطلق .. تسليم الإلتجاء الأخير المنبثق من الإلتقاء وجها لوجه بالحقيقة وبالتصور الصحيح . انا لله وانا اليه راجعون هؤلاء هم الصابرون .. الذين يبلغهم الرسول الكريم بالبشرى من المنعم الجليل .
هم الذين يعلن المنعم الجليل مكانهم عنده جزاء
الصبر الجميل :
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون ...
صلوات من ربهم .. يرفعهم بها إلى المشاركة في نصيب نبيه الذي يصلي عليه هو وملائكته سبحانه .. وهو مقام كريم.
ورحمة .. تخفف المصاب وتذكر بالثواب والمآب
وشهادة من الله بأنهم هم المهتدون ...
وكل أمر من هذه هائل عظيم ... نعم كل واحد من هذه الثلاثة عظيم فكيف اذا جمعت لك كلها من العظيم
صلوات ورحمة وإهتداء.
• لا مفاجآت في سنن الله إلا في باب الدعاء، فهو مغير لحركة القدر، ومعيد لترتيب النواميس تعامل معه موسى فتحول الماء ليبس، وتعامل معه نوح فتحول اليبس لماء، و يوشع فتوقفت الشمس، ومحمد فانفلق القمر، أفيتعاظمه سبحانه أن يقلب حياتك الصغيرة بدعوة واحدة.
"وقال ربكم ادعوني أستجب لكم"
رسائل قرآنية ••
عبدك مضطر ..
( إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
( العليم ) الذي يعلم حالي، واحتياجي إلى تفريجه ومنَّته، واضطراري إلى إحسانه.
(الحكيم)
الذي جعل لكل شيء قدرا،
ولكل أمر منتهى، بحسب
ما اقتضته حكمته الربانية.