خاطب الله موسى وهارون عليهم السّلام فقال:
﴿ ٱذْهَبَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ
فَقُولَا لَهُۥ قَوْلًۭا لَّيِّنًۭا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ﴾
إذا كان هذا عطف الله
بمن قال: أنا ربكم الأعلى،
فكيف عطفه بمن قال:
سبحان ربي الأعلى؟
هكذا كان إبراهيم عليه السلام عندهم، مجرد فتى أما عند الله فكان أُمّة، غيّر لأجله قوانين الكون كلها!
أُلقِيَ في النار فكانت عليه بردا وسلاما
بلغت زوجته سارة من العمر عتيا، وصارت عجوزا فأصلحها الله، لتنجب له إسحاق عليه السلام
وعندما أراد الفرعون أن يستأثر بسارة؛ كشف الله له سبحانه حُجب الغيب فكان يرى المشهد ليطمئن قلبه.
فلا تبحث عن قيمتك في أعين الناس، قيمتك الحقيقيه هي من أنت عند الله.
﴿ فَٱفْسَحُوا۟ يَفْسَحِ ٱللَّهُ لَكُمْ ﴾ (المجادلة: ١١)القارئ عبدالله المطرود
الآية نزلت في الإفساح بالمجالس
ولكنها أعم من هذا معنى، وأجزل عطاء!
كل من وسع على من اشتدت به، وسع الله عليه!
وكل من جبر خاطراً، جبر الله خاطره!
وكل من أسعد قلبا، أسعد الله قلبه!
وكل من خفف وجعا، خفف الله وجعه!
وكل من مسح دمعة، مسح الله دمعته!
لا أحد أكرم، ولا أوفى من الله سبحانه،
وصنائع المعروف تقي مصارع السوء!
﴿ فَإِن تَوَلَّوْا۟ فَقُلْ حَسْبِىَ ٱللَّهُ ﴾ (التوبة: ١٢٩)
لو رحل عنك حبيب
(فقل حسبي الله)
لو رحل عنك قريب
(فقل حسبي الله)
لو رحل عنك صديق حميم
(فقل حسبي الله)
ولو رحلت الدنيا كلها عنك
(فقل حسبي الله)
يكفيك الله ويغنيك الله
لهذا قل لجميع من تفقده، ولكل ما تفقده: «إني لم أفقد الله عز وجل»، وهذا تمام الغنى، وتمام الكفاية، وكمال الكمال.
﴿ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍۢ ﴾
(ق :٣٢ )
الأوَّاب في اللُّغة صيغـة مبــالغـة،
وفي المعجم: كثير التوبة إلى الله،
وسياق الآية يقول:
لو لم يكن كثير الذنوب، ما كان كثير التوبة!
إياكَ أن تستكبر ذنبكَ أمـــام رحمة الله،
وإياك بالمقابل أن تستصغره أمام عقـابه،
كُن بين الرجاء والخوف:
رجاء من رحمته سبحانه، وخوف من عقابه!
وإياكَ أن يجعلك الشيطان تخجل من ذنبك فلا ترجع إلى ربك،
فإنه ما سمّى نفسه الغفور، إلا لأننا نذنب ويتوب علينا!
فـإذا أذنبتَ في اليوم ألف مرة
تُــب إلى الله ألـــف مـــرة!
﴿ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِى نُفُوسِكُمْ ﴾ (الإسراء : ٢٥)
فإن قالوا فيك ما ليس فيك،
وإن طعنوك في نيتك،
وإن رموك بسوء ظنهم ،
وإن غمزوا فيك ولمزوا،
فلم يضرك كل هذا ما دام الله يعلم ما في قلبك!
وإن كالوا لك المديح أطناناً من الكلام،
وإن مجدوك وصنفوك من الصالحين،
وإن ألبسوك ثياب المتقين،
فلن ينفعك كل هذا ما دام الله يعلم ما في قلبك!
وتذكر: إن الله لا ينظر إلى وجوهكم
وإنما ينظر إلى قلوبكم،
فأصلح موضع نظر الخالق ثم امض مطمئناً!