إنّ من أعظم نعم الله على عبده،
أن يُحببه إلى خلقه!
قال الله تعالى لموسى عليه السـلام:
﴿ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةًۭ مِّنِّى ﴾
يقول ابن كثير:
ما رأى أحد موسى إلا أحبه!
قال ابن المكندر لأبي حازم:
يلقاني الناس فيدعون لي بالخير،
ما أعرفهم، وما صنعت معهم خيراً
فقال أبو حازم: ذلك فضل الله،
﴿ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدًّۭا ﴾
﴿ إِذْ يَقُولُ لِصَـٰحِبِهِۦ لَا تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا ﴾ (التوبة:٤٠)
ثمَة كــلام يُشبـه العِناق،
ثمّة مفردات كأنها حضن،
تضيقُ بنا الـدنيا أحيـــانا،
فتأتي كلمة حانيةٌ من صديقٍ لتوسعها،
وينكسر الخاطر أحــياناً،
فتأتي لمسـة حانية من حبيبٍ لتجيره،
ويحزن القلب أحيـــاناً،
فيأتي عناق من قــريب ليفـرحه!
ما نحن في هذه الدنيا إلا ضيوف،
فهوّنوا على بعضكــم الطـــريق!
﴿ لَّا يَضِلُّ رَبِّى وَلَا يَنسَى ﴾ (طه:٥٢)
لن ينسى الله لكَ خواطرَ جبَرتها،
ولا دموعاً مسحتَها،
ولا حــــزنــاً أزلتَــه،
لن ينسى لكَ دموعكَ وأنتَ تدعوه دعاء الموقن بالإجابة،
لن ينسـى لكَ كتمان الإساءة وأنتَ القـــادر على ردَّهــا،
ولا انسحابك من معركة الكلّ فيها خاسر،
لن ينسى لكَ صبركَ في لحظــات البــلاء،
ولا شكــــركَ فـي لحظــــات الرخـــــاء،
سترى ماذا يفعلُ الله بهــذا كلّــه!
﴿ إِنَّ ٱلْحَسَنَـٰتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ ﴾ (هود: ١١٤)
المعادلة بسيطة:
إن لم تستطع أن تتخلص من معصية،
فحاصرها بالطّاعات!
إذا نظَرتَ إلى ما لا يحلُّ لك، فتوضأ وصلَّ!
وإذا اغتبــتَ، فتصــدَّق!
إذا هزمكَ الشيطان مرةً،
فهناك ألف عبادة تردُّ له بها الصاعَ صـاعيـــن!
أنين المذنبين أحبُّ إلى الله من دعاء الطائعين،
الطائع قد يكون الشيطان يئس منه،
أما المذنب فما زال يخوضُ الحرب:
ينكسر بالمعصية، ويجبر نفسه الطاعة،
يتعثر بالذنب، ويقوم بالعبادة،
فما دمتَ تُذنــبُ وأنتَ منكسِرٌ،
وترجعُ إلى الله وأنتَ في خجل،
فـاطمئن فإَنّـكَ على خير!
﴿ إِنْ أَجْرِىَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ ۚ ﴾ (هود:٢٩)
سُئل حكيم: هـل هنــاك أقبَحُ من البخــل؟
فقال: نعم. المحسن إذا تحدثَ عن إحسانه!
ضَع الله نُصبَ عينيـــكَ في كلّ خيرٍ تفعـله،
لا تنتظر جــزاءً من أحد،
ولا تبحث عن التصّفيق والمديـــح،
كلّ عمل أردتَ به النّاس فهو للنّاس،
وكلّ عمّــل أردتَ بـه الله فهــو لله،
مخيفة جداً مقولةُ ابن القيم:
إذا لم تُخلص، فـلا تتعـب!
﴿ وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ، هَمَّازٍۢ مَّشَّآءٍۭ بِنَمِيمٍۢ ﴾
إنّها النّميمة،مفرّقة الجماعات،وهادمة العلاقات.
وما أكثر والنمامين!
إذا تكلّم أحدٌ بحقّ أحــد بالخير في غيـــابه،
لا تكاد تجد من يحملُ هذا الخير اليه ويبلّغه به،
وإذا تكلّــم أحدٌ عن أحد بسوء في غيــابــه،
سعى كثيرون يوصلونها إليه!
وقد دأَبَ الصالحون قديماً أن يُغلقوا الأبواب في وجوه النّمامين!
فعن الفضل بن عياش قال:كنتُ عند وهب بن مُنبه،
فأتاه رجل فقال له:إني مررتُ بفلان وهو يشتــمكَ،
فقال له وهب:أما وجــدَ الشيطان رسولا غيرك؟!
فلا تكونوا رُسلاً للشياطين!
﴿فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾
استوقفتني هذه السعة الإلهية .. جمعَ اللهُ لهم بين الدنيا والآخرة .. ثم ختم ذلك بالمحبة .. وكأن الحب هو أعظم عطاء .. أعظم مكافأة تُمنح وتعطى.
﴿ وَلَا تَاْيۡـَٔسُواْ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ لَا يَاْيۡـَٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ ﴾
قالوا:أفضل العبادة انتظار الفرج:
أن يكونَ كل ما حولك يَُوحي أن ليس هنـاك حلّ،
ولكنّك مـؤمن أنّ الأمـر بيد الله!
وأنّ كلّ ما حولك مجرّد أسباب تجري على النّاس،
لا على الله!
لا تيأسوا،لم يقلهـا يعقوب عليه السلام في رخـاء،
قالها حين فقد بنيامين، بعد فقده ليوسف عليه السلام،
فمـا هي إلا أيّـام حتى كان يشَمُّ ريح يــوســف،
وما هي أيام بعدها، حتى كان يضمّه إلى صدره،
ثِق بالله دوماً!