في هذه السورة سر الخلق والأمر
فإنها سورة الامتحان والابتلاء، وبيان حال أهل البلوى في الدين والآخرة، ومن تأمل فاتحتها، ووسطها، وخاتمتها
وجد في ضمنها أن أول الأمر ابتلاء وامتحان،
ووسطه صبر وتوكل، وآخره هداية ونصر.
" قد أفلح من تزكى، وذكر اسم ربه فصلى "
قُـدِّم التزكِّي على ذكر الله والصلاة لأنه أصل العمل بذلك كله
فإنه إذا تطهرت النفس أشرقت فيها أنوار الهداية، فعلمت منافعها وأكثرت من الإقبال عليها.
" بل تؤثرون الحياة الدنيا .."
قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه :
إن أخوف ما أخاف عليكم اثنتان :
طول الأمل، واتباع الهوى
فأما طول الأمل فيُنسي الآخرة
وأما اتباع الهوى فيصدُّ عن الحق
" إنه يعلم الجهر وما يخفى "
قال ابن رجب :
من علم أن الله يراه حيث كان
وأنه مطَّلع على باطنه وظاهره، وسره وعلانيته،
واستحضر ذلك في خلواته، أوجب له ذلك ترك المعاصي في السر
﴿أَوَمَن كانَ مَيتًا فَأَحيَيناهُ وَجَعَلنا لَهُ نورًا يَمشي بِهِ فِي النّاسِ كَمَن مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيسَ بِخارِجٍ مِنها﴾
إن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده يسعى بين يديه على الصراط، فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر الله.
{فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيل}
نعمل لأجل خمسين سنة
ونغفل عن خمسين ألف سنة
الحياة لحظات سريعة
للوصول إلى حياة لا تنتهي.