عرض وقفات أسرار بلاغية

  • ﴿انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا ﴿٥٠﴾    [النساء   آية:٥٠]
﴿انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ﴾: سعة دلالات القرآن الكريم ومرامي ألفاظه لا تستوعبه إلا لغة بلغت تراكيبها الكلامية ما بلغته العربية كلمة (انظر) تعطيك معنى نظر العين وإن شئت أعطتك نظر البصيرة. وإن شئت قصدتهما أو اكتفيت بدلالة واحدة منها (انظر كيف يفترون على الله الكذب) فالنظر يشمل الوقوف على كذبهم والتأمل فيه. ولا يدرك ذلك إلا بالقلب وأما نظر العين فيكون في نتاج الكذب المحسوس فأين اللغة التي تستوعب الفاظها ذلك لغة وسعت كتاب الله لفظا وغاية فكيف لا تسع أدب الأديب. وفكر المفكر وحديث المتحدث. بل بلغ منها الأمر أنها فتيل للفكر وذائقة للذوق. ومعطاءة للدقائق من الألفاظ ومحاسن البديع والبيان
  • ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴿٢٤﴾    [الإسراء   آية:٢٤]
﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾: تتعاظم بلاغة التصوير البياني في القرآني الكريم كقوله تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) فجملة (جَنَاحَ الذُّلِّ) صورت الذل وكأنه طائر يلزمه أن لا يرفع جناحه ترفعا ولو امتنع عن الطيران، ففيها مغالبة النفس على ما تحب. وفيها الأمر الذي لا مجال فيه للاختيار بين خفض الجناح ورفعه (وَاخْفِضْ) وفيها الوجوب وإذا كان الأمر بخفض الجناح فإنه من باب أولى خفض ما هو أعلى و(جَنَاحَ الذُّلِّ) كناية عن التذلل بأبلغ صوره اللفظية والحسية والمعنوية. فقد تناهت فيها أوجه البر والبلاغة.
  • ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨١﴾    [آل عمران   آية:٨١]
﴿أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي﴾: من دقة بلاغة القرآن الكريم اختيار اللفظة التي تستوفي جميع المراد؛ كلفظة (إِصْرِي) في قوله تعالى: (أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي) فهي تعني الميثاق الشديد المؤكد؛ فاستوفت: الميثاق، والشديد، والمؤكد. فأغنت (إِصْرِي) عن ثلاث دلالات مقصودة ومرادة.
  • ﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ﴿٣﴾    [آل عمران   آية:٣]
  • ﴿مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ﴿٤﴾    [آل عمران   آية:٤]
﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾ • ﴿وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ﴾: من جماليات ودقة البيان في القرآن العظيم: أنه بعد أن ذكر القرآن في قوله تعالى: (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ) أعاد ذكره بما هو نعت له (وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ) وهذا مدح كونه فارق بين الحق والباطل. بعد أن ذكره باسم الجنس تعظيما لشأنه وفضله. وهذا مزية فضل وبيان.
  • ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا ﴿١٢٧﴾    [النساء   آية:١٢٧]
﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ﴾: من البلاغة في القرآن الكريم عدم ذكر ما يغني عنه غيره؛ كقوله تعالى: (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ ۖ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ) فلم يذكر القرآن العظيم ما استفتوا فيه فاكتفى بذكر شأنهن ليدل ما ظهر من الجواب على السؤال. فالإجابة تغني عن تفاصيل السؤال.
  • ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾    [الفاتحة   آية:٦]
• التساؤل: ما سر فرض هذا الدعاء الذي تضمنته هذه الآية فى قوله ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾؟ • إجابة التساؤل: السر هو أنه أنفع دعاء للعبد يجمع له خيري الدنيا والآخرة. قال شيخ الإسلام: "أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ • صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته فلم يصبه شر لا في الدنيا ولا في الآخرة. ويدخل في ذلك من أنواع الحاجات مالا يمكن إحصاؤه ولهذا أمر به في كل صلاة لفرط الحاجة إليه".
روابط ذات صلة:
  • ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾    [الفاتحة   آية:٦]
• التساؤل: ما دلالة التعبير بالصراط دون السبيل أو الطريق؟ • إجابة التساؤل: لشمول طلب الهداية لصراط الدنيا بالاستقامة على دين الله، ولصراط الآخرة بالنجاة على الصراط. قال "ابن القيم" رحمه الله؛ والصراط: ما جَمَع خمسة أوصاف: أن يكون طريقا مستقيما، سهلا، مسلوكا، واسعًا، موصلا إلى المقصود؛ فلا تُسمَّي العرب الطريق المُعوج صراطا. ولا الصعب المشق، ولا المسدود غير الموصل، ومن تأمل موارد الصراط في لسانهم، واستعمالهم، تبين له ذلك.
روابط ذات صلة:
  • ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾    [الفاتحة   آية:٧]
• التساؤل: ما سر إطلاق الإنعام فلم يقيده بالإيمان مثلا؟ • إجابة التساؤل: كمال حال السالكين للصراط ونعيمهم، لكمال إنعام الله عليهم الإنعام المطلق التام بنعم الدين والدنيا والآخرة. وهذا يبعث على استحضار جميع الحاجات الدنيوية والدينية والأخروية عند الدعاء بهذا الدعاء.
روابط ذات صلة:
  • ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾    [الفاتحة   آية:٧]
▪️ التساؤل: ما فائدة الإتيان بالوصف دون الاسم الظاهر في الطوائف الثلاث؟ ▪️ إجابة التساؤل: لأن المقصود طلب كمال الاتصاف بحال الطائفة الأولى وصفاتهم، وكمال السلامة من حال الطائفتين الأخيرتين وصفاتهم. كما أنه أبلغ في الترغيب والترهيب، والحث والتحذير، والمدح والذم.
روابط ذات صلة:
  • ﴿وَالضُّحَى ﴿١﴾    [الضحى   آية:١]
  • ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴿٢﴾    [الضحى   آية:٢]
• التساؤل: ما مناسبة القسم بالضحى والليل إذا سجى؟ • إجابة التساؤل: - لأن الضحى وقت انبثاق نور الشمس فهو إيماء إلى تمثيل نزول الوحي، والليل وقت قيام النبي (ﷺ) بالقرآن، الضحى يبشر بضوء الوحي بعد ظلمة احتباسه. - أن فالق ظلمة الليل عن ضوء النهار، هو الذي فلق ظلمة الجهل والشرك بنور الوحي والنبوة. - لأن الضحى والليل طرفا الزمن، وظرف الحركة والسكون، إنه يقول له؛ مؤانسا: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) لا في ليل ولا في نهار.
روابط ذات صلة:
إظهار النتائج من 11321 إلى 11330 من إجمالي 11693 نتيجة.