"سؤال يحتاج إلى تدبر: عزى أحدهم صديقًا له أصيب في وفاة ابن له، فقال له: أيسرك وهو بلية وفتنة، ويحزنك وهو صلاة ورحمة؟
وقصَدَ المعزي بقوله (بليّة وفتنة): أن الله وصف الأولاد بقوله: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ).
وقَصَدَ بقوله (صلاة ورحمة) أن الله تعالى قال -عن الصابرين على المصائب-: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) (البقرة:١٥٧).
"
قال صالح بن أحمد بن حنبل: كان أبي إذا خَرَجَتِ الدلوُ ملأى، قال: الحمد لله، قلت: يا أبت، أي شيء الفائدة في هذا؟ فقال: يا بني، أما سمعت الله تعالى يقول: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ)؟.
خرج ابن عمر ومعه أصحاب له، ووضعوا سفرة لهم، فمر بهم راعي غنم، فدعاه ابن عمر؛ ليأكل، فقال: إني صائم! فقال ابن عمر: أتصوم في مثل هذا اليوم الحار الشديد سمومه وأنت في هذه الجبال ترعى هذه الغنم؟ فقال: إني والله أبادر أيامي الخالية!
شدة البرد من زمهرير جهنم - كما صح بذلك الخبر عن النبي - ولكمال نعيم أهل الجنة؛ فإن الله تعالى نفى عنهم الحر المزعج، والبرد المؤلم، فقال سبحانه: (لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا)، فهل يتذكر صاحب القرآن هذا حينما يقرصه البرد؟! جعلنا الله وإياكم من أهل ذلك النعيم.
نشرت بعض وسائل الإعلام أخبارًا مفادها: تسجيل أكثر من ١٥٨ ألف حالة إفلاس شخصي في مارس ٢٠١٠م، أي بمعدل ٦٩٠٠ حالة يوميًا في أمريكا إن التزام المنهج القرآني خير عاصم من هذه المآلات المخيفة: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا)، مع تجنب ما يمحق البركة: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ) (البقرة:٢٧٦).
كان عند ميمون بن مهران ضيف، فاستعجل جاريته بالعشاء، فجاءت مسرعةً ومعها إناء، فعثرت وأراقته على رأس سيِّدها، فقال: يا جارية أحرقتني، قالت: يا معلم الخير ارجع إلى ما قال الله تعالى، قال: وما قال؟ قالت: قال: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ)، قال: كظمت غيظي، قالت: (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ)، قال: عفوت عنك، قالت: (وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، قال: اذهبي فأنت حرَّة
"سُئل ابن باز: ما كتب العقيدة التي تنصحون بها؟ فأجاب: أعظم كتب العقيدة وأنفعها: كتاب الله القرآن، فيه الهدى والنور، فنوصي الجميع رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا أن يعتنوا به، فهو كتاب العقيدة والهدى: (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ).
مجموع فتاوى ابن باز ٧٣/٢٨
ثم أشار إلى بعض كتب أهل السنة، فانظر إلى هذه اللفتة التي تخرج من قلب متدبِّر.
"
"الزلازل والبراكين أحداث كونية يحذر الله بها عباده، وهذا لا يتعارض مع أي تفسير علمي صحيح، كما هو في الخسوف والكسوف.
وقصر تفسير حدوثها على الجانب العلمي المجرد صرف لها عن حقيقة أسبابها وثمرة وقوعها، تدبر: (وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا)، (قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢٤) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) (الأحقاف).
ولكن: (وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ) (يونس:١٠١)!
"
جزع ابن المنكدر عند الموت فقيل له:
لم تجزع ؟
قال :
أخشى آية من كتاب الله...
{وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون }..
فأنا أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب ..