وصف الله شهر رمضان بأنه:(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)؛ لتتأكَّد العناية به فيه، فلنشتغل بالقرآن: نقرأه وحدنا ومع أهلنا، ونملأ به وقتنا، منتفعين بالتقنية الحديثة من إذاعات وقنوات وعبر ملفات حاسوب وجوال، ويتهادى المسلم مع إخوانه المقاطع المؤثرة والتلاوات المرقَّقة؛ ليكون شهر القرآن.
كان خالد الربعي يقول: عجبت لهذه الأمة! أمرهم بالدعاء ووعدهم بالإجابة، وليس بينهما شرط! فسئل عن هذا؟ فقال: مثل قوله: (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات )(البقرة: ٢٥) فها هنا شرط -أي: البشارة مشروطة بالإيمان والعمل الصالح-، وقوله: (فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) (غافر) فها هنا شرط، وأما قوله: (ادعوني أستجب لكم) ليس فيه شرط.
(فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم ) أي: اقصدوا في مباشرتكم لزوجاتكم التقرب إلى الله بذلك، وابتغوا أيضًا ليلة القدر، فإياكم أن تشتغلوا بهذه اللذة وتوابعها وتضيعوا ليلة القدر -وهي مما كتبه الله لهذه الأمة- وفيها من الخير العظيم ما يعد تفويته من أعظم الخسران، فاللذة مدركة، وليلة القدر إذا فاتت لم تدرك، ولم يعوض عنها شيء.
تدبر هذه الآية إذا اشتد بالأمة البلاء: (حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ) حيث ما زال البلاء بهم حتى بلغ إلى شدته وغايته، عندها يقولون: (متى نصر الله) أي: يستفتحون على أعدائهم، ويدعون الله بقرب الفرج، وليس فيه استعجال النصر أو اليأس من نصر الله، كما بين الشوكاني( ينظر:فتح القدير (1/247).) وغيره.
أيام عشر ذي الحجة: أيام ذكر وتكبير وصدقة، ومسابقة في الأعمال الصالحة، وقد وصف الله المنافقين بأنهم: (وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ) وأنهم: (وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ) فاحذر أن تشابههم في صفة من صفاتهم.
بيع أمس فندق مشهور في نيويورك اشترته دبي عام ٢٠٠٦ بمبلغ 282 مليون دولار، ثم باعته السلطات الأمريكية في مزاد علني بـ(مليوني دولار) فقط! بعد أن تم الحجز عليه بسبب ديون دبي. فهل أيقن المرتابون بأن الربا يمحق؟ أم حقت عليهم هذه الآية: (أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ)؟
آلاف الرحلات الجوية تلغى!
مئات الملايين من الدولارات تذهب، فما السبب؟
إنه غبار البركان فقط لا البركان!
فما الظن لو ثار البركان؟
هذه آثار حرارة نار الدنيا «جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم»( البخاري ح(٣٢٦٥)، مسلم ح(٢٨٤٣))!
وهذه بعض قوة مخلوق، فكيف بقوة خالقه؟
ولكن (وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ).
النظام الرأسمالي السائد في عالم اليوم انهارت بعض أعمدته، وبدأت أخرى تهتزُّ، وإذا لم يعرفوا الرأسمالية إلا في صورتها عند (سميث): «دعه يعمل، دعه يمر»؛ فإننا نعلم من القرآن أنها نظرية قديمة من أهل مَدْين إذ قالوا: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ)، ونبيُّهم يدعوهم: (إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ ) (هود:٨٤)، وفي ذا عبرة للمسلمين وثقة بتعاليم ربِّهم.