﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾:
محبة الله سبحانه أعلى أنواع الكرامات، فهو جل في علاه: يحب المتقين .. ويحب المقسطين .. ويحب المتوكلين .. ويحب الصابرين .. ويحب المحسنين .. ويحب التوابين .. ويحب المتطهرين .. ويحب الشاكرين .. ويحب الذين يقاتلون في سبيله صفا .. ويحب الذين يتبعون هدي رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - (جعلنا الله وإياكم من أحبائه).
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ ✧ ﴿الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴾:
اقرأ كانت أول تكليف قرآني، الله تعالى في هذه الآيات المباركات بين عنصري التعلم: القراءة والكتابة. فالأمة التي لا تقرأ أمة لا تعرف حاضرها من مستقبلها، ولا تأخذ عبرة من ماضيها ولا تمتد جذورها إلى أصولها، أمة عاجزة عن النهوض الحضاري والتقدم التكنولوجي.
﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾:
المستحيل غير موجود، لأن الله تعالى لا يعجزه شيء، فحينما نحسن الظن به - عز وجل - مع الصبر والسعي والإصرار وبذل الأسباب تتذلل العقبات وتتحقق الطموحات، ولكن هنالك أشياء قد تأخذ وقتاً أطول لتتحقق، أو أن الخيرة بعدم تحقيقها، فبعض الأمنيات انحباسها نعمة..!، فـــ لو كان خيراً .. لكان، لو كان خيراً .. لدام، لو كان خيراً .. لأتى، لو كان خيراً .. لبقى، ولكنه لم يكُن!، العوض الذي يأتي من الله تعالى مهما تأخر فإنه يأتي مُذهلاً، مُباركاً، جابِرٍ .. (إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ)، فلا يأس ولا بأس ولا انطفاء.
﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾:
كل إنسان له رزق مقسوم، لكن طريقة وصول هذا الرزق إلى كل إنسان، باختياره هو! مثال: تفاحة على شجرة في بستان، وهي مقسومة لفلان من الناس! قد يأكلها سرقةً، قد يأكلها ضيافةً، قد يأكلها تسولاً، قد يأكلها شراءً، قد يأكلها غصباً، قد يأكلها حيلةً، وقد يأكلها هديةً!، تنوعت الطرق في وصولها إليه بحسب اختياره ومقياس استقامته وميزان ورعه، لكن هذه التفاحة له. فحينما يصبر الإنسان عن الحرام، يأتيه الرزق الحلال. (كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ).
﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾:
حرمَ المؤمنُ نفسَه من مشتهياتٍ محرمة في الدنيا خوفاً من الله تعالى، فعوضه الله بكل ما تشتهي نفسة في دار النعيم.
﴿أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا﴾:
اختيار الله تعالى لك هو عين الخير، حتى لو غابت عنك حكمته؛ ولك في خرق الخضر للسفينة أسوة؛ فقد كرهوا فعله وأنكروا عليه فقالوا: (أخَرَقْتَهَا لِتُعْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا) فلما كشف لهم حجاب الغيب وظهرت حكمة الحكيم ﴿ﷻ﴾ شكروه على خرقه للسفينة التي لولا هذا الفعل الذي أنكروه عليه وكرهوه منه منذ قليل لضاع مالهم وسلب منهم غصبًا. كن عبدا لله في كل أحوالك ولا تتعامل مع أقدار الله بحدود عقلك البشري؛ وتذكر قوله ﴿ﷺ﴾: (فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرَّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ).