﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم﴾:
إنما قال: "أهواءهم" ولم يقل "دينهم" لأن ما هم عليه مجرد أهواء نفس، حتى هم في قلوبهم يعلمون أنه ليس بدين، ومن ترك الدين، اتبع الهوى لا محالة، (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه).
﴿وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ﴾:
جاع موسى وصراخه يملأ القصر، لا يقبل المراضع! الكل مشغول به؛ آسيا، المراضع والحرس .. كل هذه التعقيدات لأجل قلب امرأة خلف النهر مشتاقة لولدها؛ رحمة ولطفاً من رب العالمين لها ولطفلها، (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ). فثق بربك.
﴿وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾:
الله تعالى لا تحصى، ومن أعظمها نعمة العافية، التي لا تساويها كنوز الدنيا. والعافية غير محصورة في السلامة من الأمراض بل هي أوسع من ذلك: عافية سلامة الدين من أمراض الشبهات، وعافية الجسد من المرض، وعافية الرزق من ذل السؤال، وعافية الستر من فضيحة الذنب، وعافية البر من معصية العقوق، وعافية العلم من آفة الجهل، وعافية نظافة القلب من مرض الغل والحسد، وعافية دفء الأسرة من ألم الوحدة والضيق، وعافية سلامة الأحبة من هول الفجيعة .. فكم نغفل عن المدلول الواسع لمعنى العافية!.
﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ﴾:
أطبقت الظلمات على يونس واشتدت الهموم، فلما اعتذر ونادی: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، قال الله تعالى: (فاستجبنا له ونجيناه من الغم) ثِق بربك.
﴿وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ﴾:
تأمل الرحمة في سورة الكهف؛ وصف الله بها نفسه: (ذو الرحمة)، وطلبها الفتية: (ربنا آتنا من لدنك رحمة)، فوهبهم الرحيم: (من رحمته)، وتفضّل بها على الخضر: (آتيناه رحمة)؛ وأبدل والدا الغلام خيرًا منه: (وأقرب رحما)، وحفظ كنز الغلامين: (رحمة من ربك)، وبناء السدّ: (رحمة من ربي).
﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾:
من اكتفى بالحد الأدنى من فعل الخيرات ضعف نشاطه إلى حد العجز والكسل .. ومن ألزم نفسه بسباق غيره ثبت وزادت منزلته عند ربه!.
﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ﴾:
المفوض لا يصل إليه قلق (لأن قلبه في السماء)، وما خاب من فوض وعلق أموره بالله عز وجل وأحسن الظن بمولاه. النتيجة: (فوقاه الله سيئات ما مكروا).