﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ﴾:
قال أحد الصالحين معلقاً على الآية الكريمة السابقة: كم من مصل (لم) يشرب الخمر لكنه لم ينتبه لما يقول، أسكرته (الدنيا) بهمومها.
﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ﴾:
لن نجد ألطف بِنا من الله تعالى .. يتودد لنا بقبول توبتنا ليلم شعث قلوبنا بالقرب منه، مع غناه عنا وحاجتنا إليه.
﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي﴾:
تأمل أينَ تكمنُ قُوَّة المُؤمن، وَهنَتْ عظامُه ولم يوهَنْ قلبه. قلوبُ المؤمنين شابةٌ لا تشيخ، فقد اشتكى وهْنَ العظمِ وشيْبَ الطموحِ. ولم يشتكِ وهْنَ الرُّوحِ، ولا ضعفَ الإرادةِ ولا شَيبَ الطموحِ. إنَّ الله عز وجل جعل قوة المؤمن في قلبه، ولم يجعلها في أعضائه، ألا تجد أنّ الشيخ الكبير يكون ضعيفًا وصائمًا يقوم الليل، والشَّاب يعجز عن ذلك! ليستْ المشكلةُ أن يهِن العظم، ولكن إيَّاك أن يهن العزم .. (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ).
﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾:
قد يستعمل المنافقون الدين لا حباً له بل ليهدموه من داخله، وقد يؤسسون محاضن دينية ومؤسسات خيرية، وقد يرفعون شعارات تمجّد الشريعة أو آل البيت وغيرها، ليوظفوها في تحقيق مصالحهم وتمرير مشاريع أسيادهم، لإضعاف أسس الإسلام الصحيح والعقيدة الصافية والتشكيك في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وتغيير حقائق التاريخ الإسلامي وتشويه القدوات.
﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ﴾:
ما زال يحفظك في فراشك، ويكلؤك في نومك، ويطعمك ويسقيك، ويجود عليك ويعطيك مهما قصرت .. فما أحوجنا إلى استشعار نعمه، وشكره على فضائله، والتوبة والإنابة، وكثرة الاستغفار والافتقار له عز وجل.