﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ﴾:
لُطف الله تعالى يأتينا وقد يئسنا من كُل شيء، يأتينا في أشد أوقاتنا قسوة، يأتينا حينما لا نستطيع أن نفعل أي شيء حيال أزماتنا، يأتينا لينجينا بمعجزاته المدهشة. لطف الله تعالى الخفي يحيط بالمسلم في كل شؤونه وأحيانه، ويسعفه في كل مخاطره، ويؤمنه من كل مخاوفه، ولولا لطف اللطيف الخبير لامتلأت القلوب وحشة وخوفا ورعبا، ولما طابت بالحياة عيشا.
﴿إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ﴾:
إذا كانت خطيئة الرجل في كِبْرٍ فلا تَرْجه، وإذا كانت خطيئته في معصية فارجه؛ فإن خطيئة آدم في معصية، وخطيئة إبليس في كبره.
﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾:
ليس بين العبد وبين المغفرة سوى قلب يتألم على ما فات، ويعمل صالحا فيما هو آت.
﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ﴾:
لم يكن أبداً من شروط الفرار إلى الله تعالى أن تسير إليه بحالة كمال، سر إليه ولو بقلب تائه، ولو بأثقال ذنوبك، ولو بلسان يتلعثم، والله لو سرت إليه وأنت مُحمَّلٌ بالأوزار لقَبِلَكَ، يحب قدومك إليه ولو حبوا، طُوبى لمن حثّ المسير، وعَلِم أن الدنيا مزرعة الآخرة، وأن الآخرة خيرٌ وأبقى.
﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾:
ليس شرطا أن تكون إماماً في المحراب! يمكن أن تكون إماما في التواضع، في الصبر، في العفو، في العطاء، في إخلاص العمل، في مناصرة الحق، في نشر الفضيلة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا﴾:
"ومن الفرقان النور الذي يفرق به العبد بين الحق والباطل، وكلما كان قلبه أقرب إلى الله كان فرقانه أتم، وبالله التوفيق".