﴿مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾:
سورة النحل تُسمى سورة (النّعم) وذلك لكثرة ما ذُكر فيها من النعم؛ فإن فاتك شي من نعيم الدُنيا فتذكر هذه الآية التي جاءت في ثنايا هذه السورة: (إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون ◦ ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
﴿كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾:
اعلم بأن ملازمة الورد اليومي من القرآن، أوله مشقة، وأوسطه راحة، وآخره لذة وحلاوة. الورد القرآني ليس آيات تتلى فحسب؛ بل قلب يرفرف، و روح ترتوي، و فكر ينضج، و عبادات تتيسر، و بركات تحلّ.
﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ﴾:
في كل شيء، في كل أمر، في كل قضاء، في كل قدر، في كل اختيار، في المنع والعطاء، في الأشخاص والمواقف .. يكون الخير للعبد في الوقت والتوقيت مما اختار الله تعالى له: (والله يعلم وأنتم لا تعلمون). اليقين والرضا بخيرة الله طمأنينة في القلب وراحة للبال، مهما دكت أعاصير الحياة وزلزلت الأرض واختلطت الأحداث.
﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾:
يُحب المتوكلين؛ لأن التوكل علامة صدق الإيمان، وفيه ملاحظة عظمة الله تعالى وقدرته، واعتقاد الحاجة إليه، وعدم الإستغناء عنه، وهذا أدب عظيم مع الخالق يدل على محبة العبد ربه فلذلك أحبه الله عز وجل.
﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾:
إن الشدة بعد الرخاء، والرخاء بعد الشدة، هما اللذان يكشفان عن معادن النفوس، وطبائع القلوب، ودرجة الغبش فيها والصفاء، ودرجة الهلع فيها والصبر، ودرجة الثقة فيها بالله أو القنوط، ودرجة الاستسلام فيها لقدر الله أو الضجر منه والجموح به.
﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾:
ما أعظم شأن الصلاة!
⋄ عند الابتلاء: (استعينوا بالصبر والصلاة).
⋄ في الخوف: (فإن خفتم فرجالا أو ركبانا).
⋄ عند التمكين: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة).
⋄ عند الحزن: (فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين).
⋄ في الحرب: (فلتقم طائفة منهم معك).
⋄ في الأمن: (فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة).