﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾:
إذا استوى الناس في العافية لم يتمايزوا، فإذا نزل بهم البلاء أدركت تباينهم.
﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ﴾:
عودوا إلى ربكم كلما جمحت بكم النفس الأمارة ، كلما جرفتكم أمواج الدنيا بفتنها، عودوا بألسنتكم إلى ذكره، وبجوارحكم إلى حسن عبادته، وبمعيشتكم إلى شريعته.
﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا﴾:
ما أعظم تعبير القرآن الكريم في كلمة (أفرغ)! استشعر المعنى الحقيقي لـ (ربنا أفرغ علينا صبرًا) واعلم أنه لن تكفيك جرعة أو مكيال من صبر! أنت في أمس الحاجة إلى شلالٍ من الصبر فوق رأسك يغسل آلامك ويشدّ عزمك .. صبر يصمد أمام الكيد والمكر والظلم وتقلبات الأيام ورواج الفتن وخفوت الحقيقة وضبابية المواقف وصعوبة الطريق .. فبعد الصبر يأتي الفرج.
﴿يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ◦ فَسَبِّحْ﴾ ⋄ ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ﴾ ⋄ ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ﴾:
• في سورة الحجر: (يضيق صدرك بما يقولون - فسبح).
• وفي سورة طه: (فاصبر على ما يقولون وسبح).
• وفي سورة ق: (فاصبر على ما يقولون وسبح).
جاءت في هذه الآيات خبر الداء، وأن التسبيح أعظم أسباب الدواء.
﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾:
إنها الرحمة التي تسع كل معصية مهما كانت، إنها دعوة العصاة المبعدين في تيه الضلال إلى الأمل والثقة بعفو الله، فإذا ما تسلطت عليه لحظة يأس وقنوط، سمع هذا النداء الندي اللطيف، الذي يعلن أنه ليس بين المسرف على نفسه إلا الدخول في هذا الباب الذي ليس عليه بواب يمنع، ولا يحتاج من يلج فيه إلى استئذان.