﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾:
رغم أن الاستعانة في ذاتها عبادة، إلا أن الله تعالى أفردها بالذكر بعد العبادة في (إياك نعبد وإياك نستعين). من استعان بالله عز وجل ولجأ إليه فتح الله له أبواب توفيقه بألطف الأسباب التي لا يتصورها.
﴿فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ﴾:
ترْكُ أهل الباطل فترة ليس نسيانًا لهم أو غفلة عنهم، والإملاء للظالمين ليس تكريمًا لهم كما يظنون أو إهانة لغيرهم كما يتوهمون؛ وإنما هو الاستدراج إلى العذاب من حيث لا يشعرون.
﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾:
كلمة (كتاب) وردت في القرآن الكريم (٢٥٥ مرة)، وفي ذلك دلالة على أهميَّة الكتاب (القرآن الكريم والكتب السماوية خاصة وكلُّ كتاب من كتب العلوم النافعة بصفة عامة). الكتب بلسم الأرواح وعالم المعارف وبنك الأفكار وصناعة القيم ومتعة الأوقات وشذى التاريخ ورواية العظماء وسلّم الإبداع وركب التجديد .. وخير جليس في الزمان كتاب.
﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾:
قد يُقدّر الله تعالى قدرًا، ويقضي أمرًا؛ لحكمةٍ تخفى على كثير من الناس، في ظاهرها ابتلاء ومحن، وفي باطنها عطاء ومنح. فالعزيز: من لا يُضام من لاذ بجنابه المنيع، والحميد: من يُحمد في جميع أفعاله وأقواله وشرعه وقدره.
﴿فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا﴾:
ما يزال التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام، فإن الناس مجبولون على الزلات والأخطاء، فإن اهتم المرء بكل زلة وخطيئة تعب وأتعب، والعاقل لا يدقق في كل صغيرة وكبيرة مع أهله وأحبابه؛ كي تحلو مجالسته وتصفو عشرته.
﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ﴾:
عواصف الفتن وشدائد المحن تكون النجاة بـ (القرآن الكريم)؛ فهو عصمة من كل فتنة، ونور في كل ظلمة، ورحمة في كل شدة.
﴿وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾:
"محاسبة النَّفس، أن يتصفّح الإنسان في ليله ما صدر من أفعال نهاره، فإن كان محمودًا أمضاه وأتبعه بما شاكله وضاهاه، وإن كان مذموما، استدركه وانتهى عن مثله في المستقبل".
﴿وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ﴾:
كلما زاد إيمان الإنسان بالآخرة زاد تواضعه، ولا يتكبر إلا ضعيف اليقين بلقاء ربه.