﴿قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾:
الاستهزاء من صفات الجاهلين، حتى لو كان المستهزأ بهم هم أهل ضلال وعناد ومكابرة.
﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾:
من الناس من يتلقف الكلام دون تمحيص، ويلقيه بلا تفكر في صدقه وكذبه، ودون أن يعرضه على قلبه وعقله، ويحسب الأمر هيناً وهو عند الله عظيم.
﴿وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ﴾:
(يمكرون) صيغة مضارعة تفيد التجدد؛ لأن طريق المكر طويل ومتجدد ومستمر، فلا يقابل (بضيق الصدر) وإنما (بالاستعداد والحذر).
﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾:
"الكنود الذي تنسيه سيئة واحدة حسنات كثيرة، ويعامل الله على عقد عوض". تأمل! كم هم الذين ينطبق عليهم هذا الوصف؟!
﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ﴾:
الذنوب إذا تتابعت على القلوب أغلقتها، وإذا أغلقتها أتاها حينئذ الختم من قبل الله تعالى والطبع؛ فلا يكون للإيمان إليها مسلك.
﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا﴾:
لم يأمر شيئاً من خارجها يطفئها، بل أمر النار ذاتها .. حين يأذن القدير جل جلاله بالفرج بعد الشدة، فإن أمره نافذ حتى وإن خالفت أسباب انجلائه سنن الطبيعة .. فاطمئن واستبشر.
﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾:
إذا كانت الإقامة في القبر مجرد زيارة مع أنها قد تمتد آلاف السنين فبما نصف إقامتنا في الدنيا التي لا تتجاوز عدد سنين؟ تأمل .. (قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ). فيا طول حسرة المفرطين.
﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾:
أصعب عملية حسابية يمكن أن تقوم بها على الإطلاق هي حساب النعم التي وهبك الله إياها.