﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ ، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ﴾ ، ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾
إياك أن تتنازل عن أمنيتك بحفظِ كتابِ الله مهما كانت الظروف ومهما تقدّم بك العمر، وحَدِّثْ نفسكَ دائمًا بهذه الأمنية واسع لها، فستعلم يقينًا حين خروجك من الدنيا أن (حفظ القرآن) كان من أعظم إنجازاتك في الحياة، وأما الشهاداتُ والأرصدة فستقفُ معك إلى شُرْفَةِ القبر ولن تدخل معك!.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ ، ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ﴾
إذا رأيتَ في زمانِك؛ أن للفاسِد صوتًا قد علا، وللصالِح صوت قد خَبَا، فلا تعجب، وتذكّر؛ أن عمرو بن هشام كانَ يُصّرِح بلسان إبليس وهو بجانبِ الكعبة، ومحمد (ﷺ) كانَ يهمس بكلامِ الله مُتخفياً في دار الأرقم، والنهاية؟ الأول جيفة في قليبِ بَدْر، والثاني عندَ سدرة المُنتهى يُحادِث ربه !.
﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾
"روى الذهبي في تاريخ الإسلام أن مسعود الهمذاني رجل شُهد له بالعفو والصفح وكان يقول عاذرا للناس ومرغبا في ذلك الماضي لا يُذكر، توفي مسعود ورُئيِّ بالمنام فقيل له ما فعل الله بك .. قال أوقفني بين يديه وقال لي يا مسعود الماضي لا يُذكر خذوه إلى الجنة من عامل الناس بصفة عامله الله بها".
﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ﴿٥٠﴾ ﴾
- أيها الطغاة: في مثل هذا اليوم أغرق الله صاحبكم فرعون فاعتبروا.
- أيها المظلومون: في مثل هذا اليوم أنجى الله صاحبكم موسى فلا تيأسوا.
﴿قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ﴾
بدأ بمصلحة موسى قبل مصلحته .. أرأيتم كيف هي الأساليب الراقية (هذا ما يسمى بكرم الأخلاق) من كريم خلقك أن تبدأ بمصلحة الطرف الآخر قبل مصلحتك.
﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا • فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا • فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا • فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا • فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا﴾
جميل أن يكون الشخص متجددا وله في كل حال ومكان عمل يناسب وتعامل يليق .. تأمل كيف ضرب الله لنا أحوال الخيل .. (والعاديات ضبحا) سرعة وانطلاقة، (فالموريات قدحا) قوة وتحمل، (فالمغيرات صبحا) مبادرة وتبكير، (فأثرن به نقعا) أثر وتأثير، (فوسطن به جمعا) موقع ومكانة.
﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾
حينما تدعو الله .. أن ييسر لك أمورًا توقن أنها متيسرة حينها تكون فهمت حقيقة الدعاء!، لم يكن (ﷺ) يتضرع يوم بدر وهو شاك بالنصر، كان يدعو لأن الدعاء عبادة لأن الله يحب أن نظهر له افتقارنا.
﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ﴾
لا تدري! لعلّ بعضَ أقدارِك الجميلة .. مَخْبوءةٌ لك الآن .. لعلها في مكان ما في هذا العالم ! (وكان تحته كنزٌ لهما)، تنتظر أن تكشفَ عن نفسها حين تكون مستعدا لها .. فالأشياء في وقتها أجمل (فأراد ربُّك أن يبلغا أشُدّهما، ويستَخْرجا كنزَهُما رحمةً من ربك).