عرض وقفات التساؤلات

  • ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا ﴿١٠٦﴾    [الإسراء   آية:١٠٦]
س/ ما معني: ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا﴾؟ ج/ ‏أي "أنزله مفرقا بحسب الوقائع لأنه أتقن في فصلها وأعون على الفهم لطول التأمل لما نزل من نجومه في مدة ما بين النجمين، لغزارة ما فيه من المعاني، وكثرة ما تضمنه من الحكم، وذلك أيضا أقرب للحفظ، وأعظم تثبيتا للفؤاد، وأشرح للصدر" (البقاعي). ‏وفي قوله: (على مكث): "أي مهل وتؤدة وتثبت، وذلك يدل على أن القرآن لا ينبغي أن يقرأ إلا كذلك" (الأمين الشنقيطي). ‏وقال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا). ‏وعلى ذلك فينبغي على طالب العلم أن لا يعجل في تلقي العلم وأن يأخذ منه مقدارًا يتيسر له به أن يتأملَه ويفهمه ويعيَه بقلبه ويعمل به، وهكذا يأخذ العلم مع الليالي والأيام.
  • ﴿إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ ﴿١٢٤﴾    [آل عمران   آية:١٢٤]
  • ﴿بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ﴿١٢٥﴾    [آل عمران   آية:١٢٥]
س/ ﴿إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ﴾ • ﴿بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾ هذه الآيات نزلت في أي غزوة؟ ‏وكم كان عدد الملائكة (٣٠٠٠) أم (٥٠٠٠)؟ ج/ في بدر؛ ‏ولا دلالة في الآيتين أنه أمدهم بذلك ولا دلالة كذلك على أنه لم يمدهم بذلك. ‏بل وعدهم بثلاثة آلاف ثم وعدهم إن صبروا واتقوا أن يمدهم بخمسة آلاف. ‏وقد جاء النص أنه أمدهم بألف. ‏وهذا ما رجحه الطبري رحمه الله. ‏والله أعلم.
  • ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٣٦﴾    [الزمر   آية:٣٦]
س/ ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ ‏هل (عبده) هنا تعود للمؤمنين جميعهم؟ ج/ تعود على قراءة الإفراد (عبده) لمحمد صلى الله عليه وسلم، ‏وعلى قراءة الجمع (عباده) للأنبياء عليهم السلام. ‏وصيغة العموم في الآيتين تشمل المؤمنين المتوكلين على الله. والله أعلم.
  • ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ﴿٥﴾    [السجدة   آية:٥]
س/ قوله تعالى: ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ﴾ ما المقصود بالأمر وهناك من يقول من علماء الفلك أن من يعيش في الفضاء بعيدا سيرجع أصغر عمرا ممن كان في سنه في الأرض؛ هل يدخل الكلام هذا في تفسير الآية؟ ج/ المراد بـ(الأمر): القضاء والقدر، والوحي ونحوه، وما ذكرتم عن علماء الفلك فلا تدل عليه الآية تفسيرا، ولا استنباطا، ومخالف لسياق الآية، مع عدم جواز ربط الآيات بالنظريات العلمية التي لم تثبت يقينا حتى لا تعرض القرآن للتكذيب.
  • ﴿وَالْفَجْرِ ﴿١﴾    [الفجر   آية:١]
س/ كيف يكون المقسم به هو المقسم عليه ﴿وَالْفَجْرِ﴾ بـ(الصورة المرفقة)؟ ج/ المراد: إن الله أقسم بالفجر وهو آخر الليل على الفجر الدال على قدرة الله المدبر للكون، وبين إن عدم ذكر جواب القسم لظهوره وهو قدرة الله تعالى.
روابط ذات صلة:
  • ﴿وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ﴿٣٣﴾    [الزخرف   آية:٣٣]
س/ لم أفهم هذه الآية حتى عندما رجعت إلى التفسير؛ قوله تعالى: ﴿وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ﴾؟ ج/ يقولُ تعالى محقِّرًا الدُّنيا، مبيِّنًا هوانَها عليه: ولولا أن يَصيرَ النَّاسُ كُلُّهم كُفَّارًا إذا رأَوا ما أُوتِيَه الكُفَّارُ مِن سَعةٍ في الأرزاقِ، لَجَعَل اللهُ لأولئك الكُفَّارِ لِبُيوتِهم سُقُفًا مِن فِضَّةٍ، ومَصاعِدَ يَصعَدونَ ويَرتَفِعونَ بها، ولجَعَل لِبُيوتِهم أبوابًا، وأسِرَّةً يتَّكِئُونَ عليها، وجعَلْنا معَ ذلك لهم ذَهَبًا، وما كُلُّ ذلك إلَّا مَتاعٌ وعَرَضٌ زائِلٌ، ونَعيمُ الآخِرةِ عندَ رَبِّك - يا محمَّدُ - للمُتَّقينَ. ‏وفي الآية أنَّ الدُّنيا لا تُساوي عِندَ الله تعالى شَيئًا، وأنْ لا يَتعلَّقَ الإنسانُ بها؛ وأن لا يَهتمَّ بها؛ فليس له مِن الدُّنيا إلَّا ما أكَل فأفْنَى، أو لَبِسَ فأبْلَى، أو تصدَّق فأمضَى. ‏وفي الآية أنَّ كُلَّ هذه المذكوراتِ مَتاعُ الحياةِ الدُّنيا، مُنغَّصةٌ مُكَدَّرةٌ فانيةٌ، وأنَّ الآخِرةَ عندَ اللهِ تعالى خَيرٌ للمُتَّقينَ لِرَبِّهم بامتِثالِ أوامِرِه واجتِنابِ نواهيه؛ لأنَّ نَعيمَها تامٌّ كامِلٌ مِن كُلِّ وَجهٍ، وفي الجنَّةِ ما تَشتَهيه الأنفُسُ وتَلَذُّ الأعيُنُ، وهم فيها خالِدونَ؛ فما أشَدَّ الفَرقَ بيْنَ الدَّارَينِ! ‏وقد وردت هذه الآية مورد الذم للحياة الدنيا، بأن الله تعالى لو شاء لأعطى الكافر منها كل ما يشتهي، من هوانها عليه وهوان الكافر عليه سبحانه، وأنه تعالى لم يفتح على بعض عباده المتقين أبواب الدنيا كلها، لئلا يفتتنوا بذلك، وينسوا الآخرة . ‏وقد صح عن ابن مسعود أنه قال: "إِنَّ اللَّهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الْإِيمَانَ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ، فَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا أَعْطَاهُ الْإِيمَانَ". ‏فإذا كان المتقي والمسلم في ضيق من الدنيا، وهو يرى الكافر في سعة منها: ألا يحزن، بل يحسن الظن بالله، وأن الله جل جلاله لم يمنعه الدنيا لهوانه عليه، ولم يعطها الكافر لكرامة له؛ بل الأمر على العكس من ذلك. ‏روى البخاري، ومسلم : "أن عمر رضي الله عنه دخل على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد نام على حصير أثَّر في جنبه صلى الله عليه وسلم، وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ [جلد] حَشْوُهَا لِيفٌ، قال عمر: فَرَأَيْتُ أَثَرَ الحَصِيرِ فِي جَنْبِهِ فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: (مَا يُبْكِيكَ ؟)، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هُمَا فِيهِ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ! فَقَالَ: (أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الآخِرَةُ؟)".
  • ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴿١٣﴾    [الرعد   آية:١٣]
س/ ﴿وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾ ‏هل (شديد المحال) من أسماء الله الحسنى؟ ج/ قال تَعالَى: (وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ)؛ ‏قال ابنُ عبَّاسٍ: شديدُ الحَولِ، ومنه قَولُه: لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، ‏وقال مجاهِدٌ، والسُّدِّيُّ: المِحَالُ القُوَّةُ. أي: شديدُ القُوَّةِ. ‏وقال الزَّجَّاجُ: يقالُ: ماحَلْتُه مِحالًا: إذا قاوَيْتَه حتى يتبيَّنَ أيُّكما أشَدُّ، والمَحْلُ في اللُّغةِ: الشِّدَّةُ. ‏وعن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنه: شديدُ الأخذِ. وقيل: شديدُ الإهلاكِ. وقيل: شديدُ المِحالِ: شديدُ الانتِقامِ. ‏قال ابنُ الأعرابيِّ: المِحَالُ: المَكْرُ، وفي (الصَّحاح): (المُمَاحلةُ: المُماكرةُ والمُكايدةُ). ‏وقال الخَطَّابيُّ: (الْمِحَالِ: الكَيْدُ، ومنه قولُ اللهِ تعالى: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ). ‏ونقَل الأزهريُّ قولَ القُتيبيِّ في قولِ اللهِ جَلَّ وعَزَّ: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ، أي: شديدُ الكيدِ والمكْرِ، وقولَ سفيانَ الثوريِّ: شَدِيدُ الْمِحَالِ؛ قال: شديدُ الانتقامِ، وقولَ أبي عُبَيدٍ: الْمِحَالِ: الكيدُ والمَكْرُ، وقولَ الفرَّاءِ: الْمِحَالِ: المُمَاحلةُ، وغيرَها مِن الأقوالِ . ‏وقدِ استشهدَ ابنُ تيميَّةَ بهذه الآيةِ على إثباتِ هذه الصِّفةِ مع الآياتِ التي فيها صفةُ المَكْرِ والكيدِ، ‏وقال ابنُ كثيرٍ في تفسيرِ هذه الآيةِ: "هذه الآيةُ شبيهةٌ بقولِه تَعالَى: (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [النمل: 50] . ‏فهذه صِفاتٌ فِعليَّةٌ تُثبَتُ للهِ كما يَليقُ بجلالِه وعَظمتِه. ‏ومعناها: الأخْذِ بشِدَّةٍ وقوَّةٍ، والمِحَالُ والمُمَاحلةُ: المماكرةُ والمغالَبةُ.
  • ﴿وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٤٩﴾    [آل عمران   آية:٤٩]
س/ ﴿وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ كم نفس أحياها عيسى عليه السلام؟ ج/ قال الله تعالى عن نبيه عيسى عليه السلام: (وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ)، ‏وقال تعالى مخاطبا عيسى عليه السلام: (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي..) ‏بعث الله كل نبي من الأنبياء بمعجزة تناسب أهل زمانه، فكان الغالب على زمان عيسى الأطباء فجاءهم من الآيات بما لا سبيل لأحد إليه، إلا أن يكون مؤيدا من الذي شرع الشريعة ، فلا قدرة للطبيب على إحياء الجماد، أو على مداواة الأكمه، والأبرص، وإحياء من هو ميت. ‏والظاهر أن إحياء عيسى الموتى، كان بدعاء الله؛ فيدعو عيسى عليه السلام، لمن أذن الله له في حياته بعد موته، فيستجيب الله له . ‏ولم يرد عن النبي ﴿ﷺ﴾ شيء يُذكر فيه من أحياهم عيسى عليه السلام. ‏وإنما يروى ذلك عن بعض الصحابة ولا يثبت عنهم. ‏والأولى بالمسلم أن ينشغل بما يحتاج اليه وينفعه، لأن العلم النافع كثير والعمر قليل لا ينبغي إضاعته فيما ليس وراءه عمل صالح ولا علم نافع. ‏والله تعالى بين لنا كل ما نحتاج إليه؛ قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم) (وما كان ربك نسيا) ‏ولو كان مما يحتاج إليه المسلمون لبين لنا نصا. ‏فالسكوت عن مثل ذلك والتوقف أولى. ‏وقد صح عن جابر أن النبي ﴿ﷺ﴾ قال: "اللهم إني أسألك علماً نافعاً". ‏وأخرجه ابن ماجه بلفظ: "سلوا الله علمًا نافعًا، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع". ‏وحسنه الألباني. ‏وصح عن أبي هريرة أنه ﴿ﷺ﴾ كان يدعو: "‏اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علما". ‏ومن صور العلم الذي لا ينفع تكلف الإنسان تعلم ما لا يعنيه في دينه ولا في دنياه؛ ‏وفي هذا النوع حقيقتان: ‏١- أنه بقدر الانشغال به ينصرف الإنسان عما يعنيه ويهمه فيجهله. ‏٢- أن الشريعة لا تبينه والبيان يكون بقدر الحاجة، ومن تتبع نصوص الوحيين بان له أن البيان بقدر الحاجة، واعتبر ذلك بالتوحيد الذي لم يوجد بيان فيهما كبيانه؛ ثم انظر إلى ما لا يحتاج المسلمون إليه كمسألتكم هذه لا تجدها منصوصة. ‏وروي أنه ﴿ﷺ﴾ سئل: "ما بال الهلال يبدو رَقيقًا كالخيط، ثمَّ لا يزال ينمو حتى يصير بدرًا، ثم ينقص إلى أن يصير كما كان؟ فأنزل الله تعالى ماهو أولى بالجواب مما يحتاجونه ﴿يسألونك عن الأهلة...﴾ الآية، فأعرض عن إجابة السؤال، وأجاب بما يفيد السائل في دينه؛ لأنه سؤال ليس وراءه فائدة. ‏وذكر بعضهم أن في الآية إشارة إلى أن المشتغل بهذه المسائل كالذي يأتي البيوت من ظهورها. ‏ومما ورد ولم يثبت ما روي عن ابن عباس أنه قال: ‏"قد أحيا أربعة أنفس، عازر وابن العجوز، وابنة العاشر، وسام بن نوح". فأما عازر، فكان صديقا له فأرسلت أخته إلى عيسى عليه السلام: أن أخاك عازر يموت وكان بينه وبينه مسيرة ثلاثة أيام، فأتاه هو وأصحابه فوجدوه قد مات منذ ثلاثة أيام، فقال لأخته: انطلقي بنا إلى قبره، فانطلقت معهم إلى قبره، فدعا الله تعالى فقام عازر وودكه يقطر، فخرج من قبره، وبقي وولد له. ‏وأما ابن العجوز: مر به ميتا على عيسى عليه السلام على سرير يحمل، فدعا الله عيسى، فجلس على سريره، ونزل عن أعناق الرجال، ولبس ثيابه، وحمل السرير على عنقه ورجع إلى أهله، فبقي، وولد له. ‏وأما ابنة العاشر: كان أبوها رجلا يأخذ العشور، ماتت له بنت بالأمس، فدعا الله عز وجل باسمه الأعظم، فأحياها الله تعالى، وبقيت بعد ذلك زمنا وولد لها. "‏وأما سام بن نوح عليه السلام: فإن عيسى عليه السلام جاء إلى قبره، فدعا باسم الله الأعظم فخرج من قبره، وقد شاب نصف رأسه خوفا من قيام الساعة، ولم يكونوا يشيبون في ذلك الزمان فقال: قد قامت القيامة؟ قال: لا ولكن دعوتك باسم الله الأعظم، ثم قال له: مت. قال: بشرط أن يعيذني الله من سكرات الموت، فدعا الله ففعل" ذكره البغوي والقرطبي وغيرهما. ‏وفي رواية ضعيفة جدا عن ابن عباس أن الذي أحياه هو "حام بن نوح" وليس "سام". ‏وأورد السيوطي في الدر المنثور أن عيسى عليه السلام مر ذات يوم: "بامرأة قاعدة عند قبر، وهي تبكي، فسألها، فقالت: ماتت ابنة لي، لم يكن لي ولد غيرها، فصلى عيسى ركعتين، ثم نادى: يا فلانة قومي بإذن الرحمن، فاخرجي، فتحرك القبر، ثم نادى الثانية، فانصدع القبر، ثم نادى الثالثة، فخرجت وهي تنفض رأسها من التراب . ‏فقالت: أماه ما حملك على أن أذوق كرب الموت مرتين، يا أماه اصبري، واحتسبي فلا حاجة لي في الدنيا، يا روح الله: سل ربي أن يردني إلى الآخرة، وأن يهون علي كرب الموت، فدعا ربه فقبضها إليه، فاستوت عليها الأرض". ‏وروي عن بعض التابعين من قولهم مما أخذوه عن أهل الكتاب. ‏والموقف من هذه القصص عدم التصديق وعدم التكذيب، مع قلة الجدوى.
  • ﴿وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾    [الإسراء   آية:٥٥]
س/ ما ترتيب الأنبياء من حيث الأفضلية من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وما الدليل من القرآن؟ ج/ أخبرنا الله تبارك وتعالى أنه فضل بعض النبيين على بعض، فقال جل وعلا: ‏(وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا) ‏وقد أجمعت الأمة على أن الرسل أفضل من الأنبياء، والرسل بعد ذلك متفاضلون فيما بينهم كما قال تعالى: ‏(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ … ) (البقرة؛ 253). ‏ثم المشهور أن أفضل الرسل والأنبياء خمسة: ‏محمد ﴿ﷺ﴾ ، ونوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى عليهم الصلاة والسلام جميعا. ‏ويقال إنهم هم أولو العزم من الرسل ، المذكورون في قوله تعالى: ‏(فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ) (الأحقاف:35). ‏وجاءت تسمية الخمسة مجموعين من دون وصفهم بأولي العزم في موضعين من القرآن الكريم وهما: • ‏قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً (الأحزاب:7). • قوله تعالى: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ …) (الشورى: 13). ‏وقد خص الله تعالى مَن فَضَّلَه منهم ببعض الفضائل، ‏فَفَضَّلَ نوحا بأنه أول الرسل إلى أهل الأرض، وسماه عبدا شكورا. ‏وفَضَّلَ إبراهيم باتخاذه خليلا: ( واتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ) (النساء: 125)، ‏وجعله إماما للناس ( قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ) (البقرة: 124) ‏وفَضَّل موسى بكلامه سبحانه له: (قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ) (الأعراف: 144)، ‏واصطنعه لنفسه سبحانه كما قال: (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) (طه: 41)، ‏وصنعه على عينه: (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) (طه: 39)، ‏وفضَّل عيسى بأنه كلمة الله ألقاها إلى مريم، وروح منه، ‏يكلم الناس في المهد. ‏وأفضل أولي العزم نبينا محمد ﴿ﷺ﴾. ‏عن أَبُي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﴿ﷺ﴾:‏"أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ". رواه مسلم. ‏وأما ما سوى ذلك من الترتيب والتفضيل على ذكر الأسماء فلا دليل عليه في كتاب الله وسنة رسوله، ‏ولا حاجة بالمسلم إلى تكلف طلبه والبحث عنه ، ولأجل ذلك لم يذكره أحد من أهل العلم في مصنفاتهم في العقيدة وأصول السنة.
  • ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٦﴾    [لقمان   آية:٦]
س/ هل جاءت الآية: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ...﴾ في الغناء؟! ج/ الآية عامة ويدخل فيها كل لهو يصد عن سبيل الله ومنه الغناء.
إظهار النتائج من 8451 إلى 8460 من إجمالي 8502 نتيجة.