عرض وقفات التساؤلات

  • ﴿وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿٢٥﴾    [العنكبوت   آية:٢٥]
  • ﴿قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لَّا تَعْلَمُونَ ﴿٣٨﴾    [الأعراف   آية:٣٨]
س/ في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا﴾ (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا) ‏إذا اشترك اثنان في معصية وكانت العاقبة أن يلعن أحدهما صاحبه يوم القيامة هل هذا اللعن سبب لزيادة العذاب أو زيادة مدته؟ ج/ تدل هذه الآيات وغيرها على أن الاجتماع على المعاصي من أسباب العداوة والبغضاء في الدنيا والآخرة، فمن اجتمعا على معصية وتحابا عليها ولم يتوبا منها، فإن محبتهما تنقلب إلى عداوة، لكن هذا ليس على إطلاقه، وإنما هو في الغالب، فقد تدوم محبتهما في الدنيا، لكنها تنقلب في الآخرة إلى عداوة. ‏قال ابن القيم رحمه الله: وأهل المعاصي والفسوق وإن كان بينهم نوع مودة وتحاب، فإنها تنقلب عداوة وبغضا، وفي الغالب يتعجل لهم ذلك في الدنيا قبل الآخرة، أما في الآخرة فـ(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ). ‏ودوام محبة المجتمعين على المعاصي في الدنيا مرهون بحصول أغراضهم و شهواتهم، فإذا انقطعت الأغراض وذهبت الشهوات زالت المحبة وانقلبت إلى عداوة، قال ابن القيم رحمه الله: وهذا شأن كل مشتركين في غرض، يتوادون ما داموا متساعدين على حصوله، فإذا انقطع ذلك الغرض، أعقب ندامة وحزنا وألما، وانقلبت تلك المودة بغضا ولعنة، وذما من بعضهم لبعض، لما انقلب ذلك الغرض حزنا وعذابا، كما يشاهد في هذه الدار من أحوال المشتركين في خزيه، إذا أخذوا وعوقبوا، فكل متساعدين على باطل، متوادين عليه لابد أن تنقلب مودتهما بغضا وعداوة. ‏وليس في الآيات أن تلاعنهم سبب في زيادة عذابهم أو زيادة مدته ولكن اجتماعهم وصداقتهم تنقلب عداوة.
  • ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴿٢٥٥﴾    [البقرة   آية:٢٥٥]
  • ﴿لَّكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴿١٦٦﴾    [النساء   آية:١٦٦]
س/ في قوله تعالى: ﴿أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ﴾، وقوله تعالى: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) هل يفهم من الآيتين أن أسرار القرآن لا يمكن للخلق أن يحيطوا بها مهما كان علمهم؟ ج/ علم الله تعالى واسع؛ كما قال تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) • ‏(وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيءٍ عِلمًا) • (وَسِعَ رَبّي كُلَّ شَيءٍ عِلمًا أَفَلا تَتَذَكَّرونَ) • ‏(وَأَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) • (إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)؛ ‏والآيات التي سألتم عنها في القرآن الكريم لا في علمه وعلمه تعالى أعم. ‏في مصطلح " أسرار القرآن الكريم" كثير من النظر، وفيه وجوه من الصحة، وعامته مما هو اجتهاد مبني على الظن. ‏فالأصل في غالب القرآن أنه بين بنفسه كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾ • ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا﴾. ‏واشتمال القرآن على بعض ما يخفى معناه لا ينفي عنه صفة البيان. ‏فالقرآن كالشمس التي تشرق على كل أحد، وكل يستفيد منها بمقدار طاقته وجديته. ‏ولفهم القرآن الكريم درجات، كل يفهمه بمقدار ما آتاه الله من إيمان، وفطنة، وتأمل، وطهارة نفس، ويقظة قلب. ‏ولأن الله تعالى يسره لفظه ومعناه كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾. ‏وذكر العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: "‏أن الحق الذي لا شك فيه: ‏أن كل من له قدرة من المسلمين على التعلم والتفهم، وإدراك معانى الكتاب والسنة، يجب عليه تعلمهما، والعمل بما علم منهما..". ‏قال ابن هُبَيرة الحنبلي: "من مكايد الشيطان: تنفيره عبادَ الله من تدبر القرآن؛ لعِلْمه أن الهدى واقعٌ عند التدبر، فيقول: هذه مُخاطَرة، حتى يقول الإنسان: أنا لا أتكلم في القرآن تورعًا".
  • ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ﴿٨٨﴾    [الأعراف   آية:٨٨]
س/ من الذي لقّب شعيبًا عليه السلام بخطيب الأنبياء ولماذا؟ ج/ جاء ذلك في آثار عن ابن عباس رضي الله عنهما وسفيان رحمه الله، ويروى مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسند غير متصل. ‏أخرج تلك الآثار الطبري وابن أبي حاتم رحمهما الله. ‏وفيه أنه لقب بذلك لحسن مراجعته قومه وجودة عبارته في محاجتهم وقوة مجادلته لهم.
  • ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٦٥﴾    [النساء   آية:٦٥]
س/ ما تفسير الآية: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾؟ ج/ قسم من الله تبارك وتعالى على نفي الإيمان عن المنافقين الذين تحاكموا إلى غير حكم الله جلَّ ذكره وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحكّمونه فيما تنازعوا فيه ولا يجدون في صدورهم ضيقًا من حكم الرسول صلى الله عليه وسلم وينقادوا ويذعنوا للحكم وينفذوا متطلبات ولوازم الحكم والانقياد والإذعان له والتسليم؛ ‏ثلاثة أمور: (‏تحكيم الرسول عليه الصلاة والسلام)، (قبول الحكم وانشراح الصدر له)، (‏تنفيذ متطلبات الحكم مع الانقياد التام والإذعان). ‏والله أعلم.
  • ﴿لَّعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴿١١٨﴾    [النساء   آية:١١٨]
س/ في قوله تعالى: ﴿لَّعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا﴾ ذكر المفسرون ثلاثة أقوال في معنى الآية: (‏القول الأول): معلوماً مقداره، (‏القول الثاني): حظاً محدودا، (‏القول الثالث): قال الزجاج مؤقتاً؛ ما الدليل على أقوال المفسرين الذين ذكروها في معنى الآية؟ ج/ هذه الأقوال من اختلاف اللفظ واتحاد المعنى. ‏فالمراد أنه يريد عزمه على أن يقتطع من عباد الله - ذرية آدم - جزءًا مقدَّرًا معلومًا من كل جيل منهم. س/ فما الأدلة على هذه الأقوال؟ ج/ هذه المعاني للفظ مأخوذة من لغة العرب وألفاظها واستعمالاتها.
  • ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿٣٧﴾    [آل عمران   آية:٣٧]
س/ ﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا..﴾ هل هو من السماء أم إهداء من الناس؟ ج/ وجد ‌عندها ‌رزقا من الله لغذائها. (‏فقيل): إن ذلك الرزق الذي كان يجده زكريا عندها، فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء. و(قيل): وجد عندها من الرزق فضلا عما كان يأتيها به الذي كان يمونها في تلك الأيام. ‏ذكر القولين الطبري، وهما محتملان، والله أعلم.
  • ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿١٨٩﴾    [الأعراف   آية:١٨٩]
س/ (فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ من المقصود بالآية؟ هل هو آدم عليه السلام؟ ‏ج/ نعم المراد بذلك آدم (عليه السلام)، كما ذكر جمهور المفسرين، وأن ذلك بعد هبوطهما من الجنة. والله أعلم.
  • ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴿١٩﴾    [العنكبوت   آية:١٩]
س/ ما الحكمة من ذكر الآيات (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ..) إلى الآية: (وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ..) في وسط قصة إبراهيم في سورة العنكبوت؟ ج/ قال "ابن عاشور" -رحمه الله-: (ومناسبة التعرض لهذا هو ما جرى من الإشارة إلى البعث في قوله: ﴿إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [العنكبوت؛ آية: ١٧] تنظيرا لحال مشركي العرب بحال قوم إبراهيم).
  • ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ﴿٢٥﴾    [الكهف   آية:٢٥]
س/ هل قال أحد من العلماء عن: ﴿ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾ إنها (٣٠٠) سنة؟ هل المراد بالرقم (٩) هل هو أيام أم شهور أم سنين، ومن قاله؟ ج/ نعم نسب إلى الكلبي وغيره، ونصه: (وأما التسع فلا علم لنا بها). ‏ومن أقوى ما قيل هو الحمل على ظاهر الآية أنهم مكثوا ثلاثمئة وتسع سنين كما هو ظاهر الآية، والمقصود بالحساب الأهلة فهي عدة الشهور عند الله، والله أعلم. ‏وأما سبب هذا التعبير (وازدادوا تسعا) فتعليله في علم البلاغة.
  • ﴿وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ﴿١٥٦﴾    [النساء   آية:١٥٦]
س/ في قوله: ﴿وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا﴾ ذكر المفسرون أن العلة في تكرار (وبكفرهم) قولين: (‏القول الأول): أنه كرر تبكيتا لهم، (‏القول الثاني): وبكفرهم بعيسى ﴿وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا﴾ حين قذفوها بالزنى؛ ما الفرق بين القولين؟ ج/ القول الثاني ليس توكيدًا لمعنى سابق، فلذلك قدّر متعلقه وهو (بعيسى). س/ فما الدليل على القول الثاني؟ ج/ لعل من أدلته أن الأصل في الكلام التأسيس لا التوكيد.
إظهار النتائج من 8441 إلى 8450 من إجمالي 8502 نتيجة.