س/ أورد "ابن عاشور" رحمه الله في تفسير: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ﴾ أن ما قدمت هو في أول عمرها، وما أخرت أي في آخر عمرها، فهل يمكن إضافة هذا القول لما ورد عن السلف أم لا؟
ج/ نقل الرازي هذا الوجه في تفسيره عن أبي مسلم، فقال: "ورابعها: قال أبو مسلم: ما قدمت من الأعمال في أول عمرها وما أخرت في آخر عمرها".
س/ لم يتبين لي وجه صنيع الإمام "الطبري" حيث جعل الآية: ﴿يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ﴾ عامة ولم يرجح بينما رجح في آية: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ﴾ من سورة الانفطار! أرجو توضيح ذلك.
ج/ مؤدى فعل الطبري في الآيتين واحد: فالعمل الواجب الذي أخره العبد فلم يفعله مما يخبر به يوم القيامة ويحاسب عليه؛ سواء اعتبرناه من جملة العمل السيء الذي قدّمه العبد، أو اعتبرناه من جملة العمل المؤخر، والله أعلم.
س/ في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾ هل صحيح أن سبب نزول الآية لتبرئة رجل يهودي وأن النبي (ﷺ) كاد أن ينصر المسلم؟
ج/ الآية في عتابٌ للنبي صلى الله عليه وسلم بأن الله أنزل عليه القرآن ليحكم بالعدل ولم ينزله عليه ليدافع عن الخائنين ولذا أتبع ذلك بنهييه عن المجادلة عنهم، والمخاصمة من أجلهم ثم أمر الله نبيه أن يستغفره مما همّ به من مناصرة الخائنين والدفاع عنهم.
س/ ما الحكمة في أن (السَّمَاوَاتِ) تتقدم بالذكر على (الْأَرْضِ) غالبًا؟
ج/ غالبا تذكر السماوات والأرض في سياق الاستدلال على قدرة الله تعالى، ومظاهر قدرة الله تعالى في السماوات أكثر وأظهر؛ كالشمس والقمر والنجوم والسحاب، وغير ذلك. والله أعلم.
س/ في قوله تعالى: ﴿يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي﴾ هل نأخذ منها وجوب اللحية لأنها ذكرت في القرآن الكريم؟
ج/ مجرد الذكر في القرآن الكريم لا يدل على الوجوب، ولا حتى الاستحباب. وجوب إعفاء اللحية له أدلة أخرى في السنة النبوية.
س/ في قوله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾ قرأتُ كلام ابن عاشور عليها .. ذكر أن الآية ليس فيها نسخ لحكم سابق وإنما جاءت لتقرير حكم الإباحة؛ هل كلامه رحمه الله يحتمل أو له وجه؟
ج/ يرى ابن عاشور أنه لم يكن هناك نهي أصلا عن الجماع في الليل حتى يحكم بنسخه، ولا يوجد دليل على التحريم حتى ينسخ ورأيه رأي له حظٌ من الصحة.
س/ هل يدل قوله تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ على حرية العقيدة في الإسلام وأن الإيمان ليس جبرًا؟
ج/ معنى الآية: أنه لا إكراه في الدخول في الإسلام، فقد ظهرت دلائل صحة دين الإسلام. والتدين الصحيح الذي يثاب صاحبه هو ما كان عن اختيار وطواعية، والإكراه على الدين يزيد الناس كرهًا له، ونفورًا منه. ولا يعني ذلك أنه يجوز له الكفر، وإنما المراد أنه لا قيمة لإيمان عن غير اختيار واقتناع.
س/ ما الفرق في التكليف في الآيتين: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا﴾ • ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ وهل الكلمتان بنفس المعنى (وسعها)، و(ما آتاها)؟
ج/ الأولى من القدرة والثانية من العطاء، ولكن لازم معناهما واحد.