عرض وقفات التساؤلات

  • ﴿نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿١٣﴾    [الكهف   آية:١٣]
س/ (نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ نَبَأَهُم بِالحَقِّ إِنَّهُم فِتيَةٌ آمَنوا بِرَبِّهِم وَزِدناهُم هُدًى) هل يدخل التوحيد في قوله تعالى [بالحق] وقد سأل المشركون الرسول عنهم تعجيزا وأظهرها لهم أهل الكتاب عدًا للإعجاز، ‏بينما أخبر الله عن الاصل التوحيد ‏وأنها لم تكن عجبا من الآيات. وتدلنا الآيات التي جعلها الله لهم وأخبرنا عنها على أصل وجودها وتسخيرها والولاية لهم وهو التوحيد؟ ج/ الحق في قوله تعالى: (نحن نقص عليك نبأهم بالحق) هو عند عامة المفسرين، وهو لا غيره الذي يدل له السياق: الصدق واليقين الذي لا شك فيه. وهو أصل معنى هذه الكلمة ومحورها. ولفظ (الحق) ورد في القرآن الكريم في ثلاثة وثمانين ومائتي موضع، جاء فيها كلها إلا اثنين وعشرين موضعا بصيغة الاسم وإن كان (الحق) وصفا صادقا على معان كثيرة من أعظمها التوحيد، لكن السياق هنا لا يساعد عليه. والتوحيد أعظم مدلول عليه في القرآن الكريم وأبينه، فليس بحاجة لتكلف بيانه في موضع لا يتعين فيه. ووصف الحق يفسر في بعض موارده في القرآن الكريم بالرب تعالى والقرآن الكريم والإسلام والتوحيد..
  • ﴿وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾    [الزخرف   آية:٣٦]
س/ قال تعالى (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا) هل لمعنى العشو علاقة بفهم القرآن وتدبره وأن من يعرض عن مسألة الفهم والاعتناء بها يعاقب بتسلط الشيطان عليه؟ ج/ العشو عن ذكر الله هو التغافل والإعراض عنه عموماً، ويدخل تحته الإعراض عن القرآن فهو من ذكر الله.
  • ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ﴿٣٢﴾    [الأحزاب   آية:٣٢]
س/ {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ} لماذا (أحد) وليس إحدى؟ ج/ لأن (أحداً) نفي من المذكر والمؤنث والواحد والجماعة، فهي أشمل في الدلالة. فمعناها لستنّ كأحدٍ واحدة أو جماعة من النساء.
  • ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿١١﴾    [الحج   آية:١١]
س/ (الخاسرين) ما مفهوم الخسارة في القرآن؟ هل هي الخسارة المادية في الدنيا أم الخسارة المعنوية كالشقاء الروحي والحرمان من التوفيق أم الحرمان من الثواب في الآخرة؟ وهل يدخل فيها نقص الدرجة وإن دخل الإنسان الجنة؟ ج/ كل ما ذكرتم يدخل تحت مفهوم الخسارة، والخسران الحقيقي المبين هو خسران الآخرة. وقد وصف الله عمل بعضهم بأنه (خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين).
  • ﴿وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٧٣﴾    [آل عمران   آية:٧٣]
س/ ما تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ . ج/ ولا تصدقوا إلا من كان تابعًا لدينكم، قل -أيها الرسول-: إن الهدى إلى الحق هو هدى الله تعالى، لا ما أنتم عليه من تكذيب وعناد، مخافة أن يؤتى أحد من الفضل مثل ما أوتيتم، أو مخافة أن يحاجوكم عند ربكم إن أقررتم بما أُنزل عليهم، قل -أيها الرسول-: إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء من عباده، لا يقتصر فضله على أمة دون أمة، والله واسع الفضل عليم بمن يستحقه.
  • ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾    [البقرة   آية:٢٦]
س/ (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها...) هل في الآية ما يشير إلى إعجاز علمي بوجود كائن ميكروبي يعيش فوق البعوضة، وهل يؤخذ به في تفسير وتوجيه الآية؟ ج/ لا، فتفسير المفسرين خلاف هذا القول المستحدث. ومعنى الآية واضح سهل، وهو أن الله يضرب المثل بكل مخلوقاته حتى لو كانت بعوضةً حقيرة أو أقلّ منها.
  • ﴿ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴿١٤﴾    [المؤمنون   آية:١٤]
س/ «... فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ* ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ». لم هذا الانتقال المفاجئ بعد تفصيل مراحل خلق الإنسان بدقة إلى الموت دون أي ذكر لولادة الإنسان ونشأته وكدّه ومراحل عمره الأخرى؟ ج/ لعل ذلك تهويناً من شأن الدنيا، وإشارة لقصر زمنها حتى لا يكاد يذكر.
  • ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٥١﴾    [الشورى   آية:٥١]
  • ﴿وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ ﴿١٤٨﴾    [الأعراف   آية:١٤٨]
س/ (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ...) و في قصة عبادة العجل: (أفلا يرون أنه لا يكلمهم...) من صفات الإلٰهية عدم تكليم الناس مباشرة فكيف جعلها الله سبحانه صفة أساسية لدحض شبهة عبادة العجل الذي اتخذه بنو إسرائيل؟ ج/ الله سبحانه وتعالى كلّم بعض عباده مباشرةً مثل موسى ﷺ، وسيكلم عباده يوم القيامة مباشرةً، وصفة الكلام ثابتة لله سبحانه على الوجه الذي يليق به بأدلة كثيرة يتكلم متى شاء بما شاء مع من شاء. وإنما ذكر الله في هذه الآية صور الوحي للبشر كيف تكون. وأما عدم تكليم العجل المنحوت لهم فهو لعجزه وعدم قدرته، وضعفه فهو لذلك دليل على نقصه وعدم استحقاقه للعبادة. بل هو استدلالٌ على أن الكلام صفة كمال ينبغي اتصاف الإله الحق الكامل بها. س/ هل في ذلك رد ضمني على المعتزلة الذين ادّعوا خلق القرآن، إذ كيف أن الله ينفي صفة الإلٰهية عن العجل وكلامه، وفي ذلك إثبات منه سبحانه لصفة الكلام لنفسه؟ ج/ نعم صحيح فيه إثبات لصفة الكلام لله، ورد على من أنكر ذلك كالمعتزلة وغيرهم.
  • ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ ﴿١٠﴾    [العنكبوت   آية:١٠]
س/ أريد وقفة تدبرية لهذه الآية: ﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يَقولُ آمَنّا بِاللَّهِ فَإِذا أوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتنَةَ النّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ﴾. ج/ من الناس من لا صبر لهم على المحن، ولا ثبات لهم على بعض الزلازل التي تعرض لهم في طريق الحق كضرب، أو أخذ مال، أو تعيير، فيرتد عن دينه، ويرجع للباطل .. وهذا يرشدنا إلى أهمية الصبر، وأنه "لا إيمان لمن لا صبر له" كما أُثر عن علي رضي الله عنه.
  • ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ﴿١١﴾    [الرعد   آية:١١]
س/ ﴿لَهُ مُعَقِّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ وَمِن خَلفِهِ يَحفَظونَهُ مِن أَمرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَومٍ سوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُم مِن دونِهِ مِن والٍ﴾، ما معنى (أمر الله)؟ ج/ قيل (من أمر الله) متعلق بالمعقبات، بمعنى: بأمر الله، فيكون أصل النظم: له معقبات بأمر الله يحفظونه.. وقيل أن (من أمر الله) متعلق بـ (يحفظونه) أي: يحفظون الإنسان من أمر الله وهو جملة الأقدار التي كتب الله لهم منعها عنه.. والله أعلم.
إظهار النتائج من 2191 إلى 2200 من إجمالي 8502 نتيجة.