قال تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ﴾ [آل عمران ١٧٣]
* من فوائد هذه الآية الكريمة:
بيان أن المؤمن كلما ضاقت عليه المصائب فإنه يلجأ إلى ربه، ويزداد إيمانًا به؛ لقوله: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾
ونظير هذا قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب ٢٢]
فالمؤمن كلما أصابته النكبات والمصائب ازداد إيمانًا بالله ومعرفة به
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: جواز إرادة الخصوص بلفظ العموم، وأن هذا أسلوب لغوي لا يخرج به الإنسان عن قواعد اللغة العربية؛ لقوله: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ﴾، والقائل واحد، قيل إنه نعيم بن مسعود . ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ﴾ والجامع لهم بعض من الناس.
تفسير ابن عثيمين *
{ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ }ۖ
لماذا قدم بسطة العلم على الجسم ؟
في تقديم البسطة في العلم على البسطة في الجسم إيماء إلى أن الفضائل النفسية من علم، وأخلاق، وقوة عقل، أعلى وأشرف من الفضائل الجسمانية، بل لا يكاد يكون بينهما نسبة.
{ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ }
إنما لم يقل " أخرجني من الجب " لوجهين :
أحدهما : أن في ذكر الجب " خزيا " لإخوته وتعريفهم بما فعلوه؛ فترك ذكره توقيراً لهم.
والآخر : أنه خرج من الجب إلى الرق، ومن السجن إلى الملك فالنعمة به أكثر.
تفسير ابن جزي (٤٢٧/١)
قال السعدي : وهذا من لطفه وحسن خطابه عليه السلام فلم يقل : " نزغ الشيطان إخوتي "، بل كأن الذنب والجهل صدر من الطرفين.
" في سورة"الفلق" جاءت الاستعاذة بصفة واحدة:{برب الفلق}.
أمّا المستعاذُ منه فثلاثة أمور:{من شر ما خلق..}
وفي سورة "الناس"جاءت الاستعاذة بثلاث صفات:
{برب الناس*ملك الناس*إله الناس
أما المستعاذ منه فواحد:{من شر الوسواس}
وذلك لِخطر الأمر الواحد "
تفسير "أضواء البيان"
قال تعالى :
﴿ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾
لاحظ التعبير القرآني : " لحياتي "
ولم يقل : " في حياتي " !
لأن حياتنا الحقيقية والتي لا موت بعدها .. لم تبدأ بعد..!
ما دلالة اللام في قوله تعالى: ولك ؟
* للتنبيه على أن منافع الرسالة عائدة إليه صلى الله عليه وسلم كأنه تعالى قال: "إنما شرحنا صدرك لأجلك لا لأجلي"
* للاختصاص، أي: لك دون سواك، وفيه دلالة على مكانته العظمى - عند ربه.