• ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ الفاتحة مع موضع الجاثية ﴿ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ ﴾
• ما علة تقديم الخبر على المبتدأ في سورة الجاثية ؟
• قال الغرناطي : موضع الفاتحة ورد خطاباً للمؤمنين وتعليمًا
للمستجيبين، بخلاف موضع الجاثية؛ فقد ورد توبيخاً للمكذبين،
فعند وضوح الأمر كأن قد قيل: لمن الحمد، ومن أهله ؟ فكان
الجواب على ذلك، فقيل: ﴿ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ ﴾.
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا ﴾
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
• ما وجه تخصيص كل آية منها بما ورد من أوصافه تعالى المُتْبَع بها حمده ؟
• قال الغرناطي:
أن أمّ القرآن لما كانت أول سورة، ومطلع آياته، وهو المبين لكل شيء، والمعرف بوحدانيته سبحانه، وانفراده بالخلق وملك الدارين؛ فناسب ذلك من أوصافه العلية ما يشير إلى ذلك كله من أنه رب العالمين.
وأما الأنعام: لأن السورة مشيرة إلى إبطال مذهب الثنوية، وإلى من عبد الأنوار، وجعل الخير والشر من الظلمة؛ فافتتحها بوصفه بأنه خالق السماوات والأرض.
وأما الكهف: لأنها تضمنتْ قصة أصحاب الكهف، وذي القرنين وما منحهم الله من فضله ورحمته مما لم يعرف بغير الوحي، فافتتحها بذكر كتابه الكريم.
وأما سبأ: لتضمنها قصة دواد وسليمان عليهما السلام، وما منحهما من تسخير الجبال والطير والجن مما لم يكن لغيرهما؛ فافتتحها بأن الكل ملكه وله.
وأما فاطر: تضمنت ذكر السموات، والأرض، والملائكة وما منحهم الله من الفضل والتمكين مما لم يكن لغيرهم؛ فافتتحها بذكر ذلك كله.
﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴾
﴿ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ • مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ ﴾
• ما السر في تخصيص الهدى بالمتقين في موضع البقرة دون موضع آل عمران ؟
• قال الغرناطي:
الكتاب المشار إليه هو الكتاب العزيز، وهو مما خصت به هذه
الأمة، والتوراة كتاب موسى عليه السـلام لبني إسرائيـل، والإنجيـل
كتاب عيسى عليه السلام، ولأمة محمد صلى الله عليه وسلـم الفضل
المعلــوم؛ فأشيــر بالمتقيـن إلى حـال المخصوصيـن به، وقيـل فـي
الآخرين: ﴿ هُدًى لِّلنَّاسِ ﴾ ليشعـر بحـال أهل الكتابيـن، وفضـل أهـل
الكتاب العزيز عليهم.
• ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴾ ، ﴿ هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ ﴾
• ما السر في أنه جاء في البقرة : ﴿ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴾ ، وفي لقمان : ﴿ هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ ﴾ ؟
• قال ابن جماعة : لما ذكر هنا مجموع الإيمان ناسب: ﴿ لِّلْمُتَّقِينَ ﴾، ولما ذكر في لقمان الرحمة ناسب : ﴿ لِّلْمُحْسِنِينَ ﴾.
• ﴿ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾
• ما السر في أنه ليس في القرآن غيره: تكرار العامل مع حرف العطف ؟
• قال ابن جماعة: { تكرار العامل مع حرف العطف، لا يكون إلا للتأكيد، وهذه حكاية كلام المنافقين، وهم أكدوا كلامهم؛ نفياً للريبة، وإبعاداً للتهمة }.
• ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ ﴾ مع ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِن لَّا يَعْلَمُونَ ﴾
• ما السر في نفي الشعور عنهم ثم العلم ؟
• قال الغرناطي: " لما كان الفساد في الأرض، ورَوْم مخادعة من لا ينخدع؛ منتحل لا يخفى فساده على أحد، ويوصل إلى ذلك بأول إدراك؛ ناسبه نفي الشعور، ولم يكن ليناسبه نفي العلم،ولما كان الإيمان وهو التصديق لا يحصل إلا عن نظر وفكر، يحصل العلم بالمصدق به، ولا يكون النظر والفكر إلا من عاقل يعرف الصواب من الخطأ؛ نسبه نفي العلم ".