قال الله تعالى( أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم * ) وفي هذه الآية الكريمة إرشاد من الله تعالى لعباده أن يكونوا بحالة لا يُزعزعهم عن إيمانهم أو عن بعض لوازمه فقدُ رئيسٍ ولو عظُم.
قال الله تعالى * (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون) "
فما بالكم تضعفون وتهنون عند القرح والألم ؟!
وقد أصابهم ذلك في سبيل الشيطان وأنتم أصبتم في سبيلي وابتغاء مرضاتي !.
قال الله تعالى ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )
قال القرطبي رحمه الله ( خص التربية بالذكر ليتذكر العبد شفقة الأبوين -وتعبهما في التربية ؛ فيزيده ذلك إشفاقاً لهما ، وحنانا
عليهما .)
وقال السعدي عليه رحمة الله ( تواضع لهما ذلا لهما ورحمة واحتسابا للأجر لا لأجل الخوف منهما أو الرجاء لما لهما ....
* وفهم " من هذا أنه كلما ازدادت التربية ازداد الحق . وكذلك من تولى تربية الإنسان في دينه ودنياه * تربية صالحة غير الأبوين فإن له على من رباه حق التربية .)
وقال ابن عاشور رحمه الله ( وما أجمل ما قال ) في الآية إيماء إلى أن الدعاء لهما مستجاب لأن الله أذن فيه . إهـ
قدم الذل على الرحمة ....
كمال البر أن يشعرا بتذللك لهما أكثر من رحمتك .
إِنْ خَفضت لهما في حال قوتك ، قيض الله من يخفض لك حال ضعفك
قال بعضهم : أثمن ما يقدمه الولد لوالديه الدعاء وهو عبادة ميسورة ومن أوفى البر في حياتهما وبعد مماتهما
لم يقل كما أطعماني ليعلم قيمة وأثر التربية على الأبناء .
قال الله تعالى * (لَقَدِ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَومَ حُنينٍ إِذ أَعْجَبَتْكُم كَثرَتِكُم فَلَمْ تَعْنِ عَنكُم شَيئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحْبَت ثم وليتم مدبرين ) التفات القلب للأسباب بعد فعلها سبب للخذلان ، وهذا ما وقع للصحابة لما التفتت قلوبهم لكثرتهم. فإذا أراد الله بالعبد توفيقا أيّسه من الأسباب الدنيوية ،وجعل قلبه بكليته ملتفتاً إليه ..
(رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)
هذه جملة جامعة للشكر والثناء والدعاء، وقد رزق الله بها موسى - عليه السلام -الزوجة والسكن والعمل.
قال الله تعالى (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالبَصَرِ)
كل أمر الله في كونه كلمح البصر فلا تستبعد فرجاً
ولا تستبطىء خيراً فما يأذن الله به لا يمنعه مانع ولا يردُّه راد.
قال الله تعالى ( أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهَا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )
في مرض الموت ! والأولاد كبار. وفيهم من هو نبي ! ولا زال هم التربية وترسيخ العقيدة مستمراً...
قال الله تعالى * (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )**
قال ابن عثيمين رحمه الله فإذا علمت أنك سوف ترى ربَّك عياناً بالبصر، فو الله لا تساوي الدُّنيا عندك شيئاً...