( وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْض )
قال البويطي للشافعي : إنك تتعب في تأليف الكتب، والناس لا يلتفتون إلى تصنيفك.
فقال : يا بني إن هذا هو الحق، والحق لا يضيع.
( ولَكنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وزيَّنَ لهُمُ الشَّيْطَانُ ما كانوا يَعْمَلُون )
البدن إذا سقم لم ينجح فيه طعام ولا شراب ولا نوم ولا راحة، كذلك القلب إذا علق حب الدنيا لم تنجح فيه المواعظ.
( ولا تَيْأَسُوا منْ رَوْحِ الله )
المؤمن لا يقنط من رحمة الله، ولا يكون نظره مقصورًا على الأسباب الظاهرة، بل يكون متلفتًا في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب، الكريم الوهاب، ويكون الفرج بين عينيه، ووعده الذي لا يخلفه، بأنه سيجعل له بعد عسر يُسرا، وأن الفرج مع الكرب.
( فلا أقسم بمواقع النجوم * وإنه لقسم لو تعلمون عظيم* إنه لقرآن كريم ) :
أقسمَ اللهُ قسمًا عظيمًا بالنجوم التي يُهتدى بها في ظلمات البر والبحر، والمقسم عليه وهو القرآن الذي يُهتدى به في ظلمات الجهل والغي، فمن أراد الهداية فعليه بالقرآن.
﴿ وأَنكِحُوا الأيامى مِنكُم والصّالِحينَ مِن عبادِكُم وإمائِكُم إن يَكونوا فُقَراءَ يُغنِهِمُ الله مِن فَضلِه ﴾
في هذه الآية دليل على تزويج الفقير
ولا يقولن كيف أتزوج وليس لي مال؟
فإن رزقه ورزق عياله على الله.
﴿ إنه لقول فصل ﴾
قاطع لكل من ناوأه وعاداه، ولهذا نجد المسلمين- لما كانوا يجاهدون الكفار بالقرآن، نجدهم- غلبوا الكفار، وقطعوا دابرهم فلما أعرضوا عن القرآن هُزموا بقدر بُعدهم عن القرآن وكلما أبعد الإنسان عن كتاب الله ابتعدت عنه العزة، وابتعد عنه النصر حتى يرجع إلى كتاب الله.