إذا تخاذل الناس فليكن لك موقف صدق، تأمَّل في قصة فتح بيت المقدس وكيف قال بنو إسرائيل لموسى ( إنَّ فيها قومًا جبارين ) .
فحفظ القرآن موقف رجال الصدق في هذا المشهد المليء بالتخذيل ( قالَ رَجُلاَنِ منَ الذينَ يخَافُونَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عليهم الْبَابَ ) .
(المَالُ وَالْبَنُونَ زينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)
وجود المال والبنين سعادة وفرحة في هذه الدنيا، لكن إنْ قصَّرت في حقوقهما كانت حسرة وبلية يوم القيامة.
( وكل شيء عنده بمقدار )
لو استقر مفهوم هذه الآية في شغاف قلبك لاستطعت أن تقابل الدنيا بوجه جديد، وقلب حديد، ويقين راسخ تهون معه شدائد الدنيا وابتلاءاتها.
تعيين الأشهر الحرم واختيارها هو مظهر من مظاهر كمال حكمة الله وعلمه :
﴿ وربُّكَ يَخْلُقُ ما يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ﴾
وهذه الأشهر هي :
ذو القَعدة، وذو الحِجة، ومحرم، ورجب.
﴿ وكان الله على كُلِّ شيءٍ رقيبًا ﴾
إن كان أحدنا لا يجرؤ أن يفعل ما يُستحيا منه أمام عظماء الدنيا، فكيف يجرؤ على ذلك أمام الله العظيم الرقيب؟! "و الله أحقّ أن يُستحيا منه"