س/ هل سبأ اسم لرجل أم لقبيلة؟
ج/ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم وما سَبأٌ، أرضٌ أو امرأةٌ؟ قالَ: ليسَ بأرضٍ ولا امرأةٍ، ولَكِنَّهُ رجلٌ ولدَ عشرةً منَ العربِ فتيامنَ منهم ستَّةٌ، وتشاءمَ منهم أربعةٌ. فأمَّا الَّذينَ تشاءموا فلَخمٌ، وجُذامُ، وغسَّانُ، وعامِلةُ، وأمَّا الَّذينَ تيامنوا: فالأزدُ، والأشعرون، وحِميرٌ، وَكِندةُ ومَذحِجٌ، وأنمارٌ،. فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ، ما أنمارٌ؟ قالَ: الَّذينَ منهم خثعَمُ، وبَجيلةُ" أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح وصححه الألباني في: صحيح الترمذي.
س/ هل ممكن أن يكون الزلزال وقت تحدث الأرض أخبارها نسبه لسورة الزلزلة وذبذبات الأصوات زلزالها الخاص بها ولم تذكر الآخرة أثقالها (الأخبار) أوحى لها (أذن لها وإن وقع ضرر)؟
ج/ السؤال غير واضح؛ لكن إذا ظن السائل بأن الزلزلة: أصوات يسمعها الناس الآن فسيخالف الإجماع ومقتضى السياق القبلي والبعدي:
- القبلي: (إذا) تتحدث عن إخراج الأرض لأثقالٍ لم تكن أخرجتها في الدنيا.
- البعدي: خروج الناس أشتاتاً من قبورهم ليس في الدنيا.
في الدنيا الأرض كِفاتٌ للناس أحياء وأمواتاً.
س/ قول آدم عليه السلام: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا...﴾ في توبته، هل يستفاد منها أنه يدعى بها عند التوبة؟
ج/ أفضل الأدعية هي ما جاء في السنة النبوية وما يناسب حال الداعي من الأدعية القرآنية لأنها جوامع وتمس أهم المطالب في الدنيا والاخرة. ويشرع للعبد أن يتوسل الى الله بذكر ظلمه نفسه فهذا يدخل في التوسل بحال السائل كالذي ذكرتم من توبة أبينا آدم عليه السلام ومثله قول ذي النون في دعائه: (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، وقول موسى: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي)، وعن أبى بكر أنه قال لرسول الله ﴿ﷺ﴾: علمني دعاء أدعو به في صلاتي؛ قال: "قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك أنت الغفور الرحيم". (متفق عليه).
س/ قال تعالى: ﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ من هو الضمير في قوله (يَأْتِينَ)، وما الحكمة من عدم ذكره في الآية؟
ج/ (عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ) أي بعير مهزول؛ وهو يطلق على الذكر والأنثى «يأتين» أي الضوامر حملا على المعنى.
س/ عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما كان عمر رضي الله عنه يُدْخِلُنِي مع أَشْيَاخِ بَدْرٍ فَكَأَنَّ بَعْضَهُم وَجَدَ فِي نفسه، فقال: لم يُدْخِلُ هذا معنا ولنا أبناء مثله؟! فقال عمر: إنه من حَيْثُ عَلِمْتُمْ! فدعاني ذاتَ يومٍ فَأَدَخَلَنِي مَعَهُمْ فَما رأيتُ أَنه دعاني يَوْمَئِذٍ إِلا لِيُرِيَهُم، :قال ما تقولون في قول الله: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾، فقال بعضهم: أَمَرَنَا نَحْمَدُ اللَّهَ ونَسْتَغْفِرُهُ إذا نصرنا وفَتَحَ علينا، وسكت بعضُهُم فَلَمْ يَقُلْ شيئًا، فقال لي: أكذلك تقولُ يا ابنَ عباس؟ فقلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أَجَلُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَهُ له، قال: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) وذلك علامةُ أجلك، (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) فقال عمر رضي الله عنه: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَقُولُ.[صحيح] - [رواه البخاري] .. أين الدلالة التي تدل على قرب أجل الرسول صلى الله عليه وسلم في سورة النصر خاصةً أن بعض الصحابة لم يفسرها كما فسرها عمر وابن عباس؟
ج/ قال ابن القيم رحمه الله: "وهذا من أدق الفهم وألطفه، ولا يدركه كل أحد، فإنه سبحانه لم يعلق الاستغفار بعمله، بل علقه بما يحدثه هو سبحانه من نعمة فتحه على رسوله، ودخول الناس في دينه". "بعمله"، يعني: مثل الصلاة، فإذا صلى يستغفر، فلم يعلقه بعمله هنا، بنصر الله وفتحه على رسوله، ودخول الناس في دينه، وهو لا يستغفر من شيء فعله الله، من إيقاع النصر، ودخول الناس في الإسلام أفواجًا، فعلم أن سبب الاستغفار غيره وهو حضور الأجل فهذا الملحظ الدقيق الذي أشار إليه ابن عباس.
- قال ابن القيم رحمه الله: "ويدل عليه أيضًا أنه سبحانه شرع التوبة والاستغفار في خواتيم الأعمال، فشرعها في خاتمة الحج، وقيام الليل، وكان النبي ﴿ﷺ﴾ إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثًا، وشرع للمتوضئ بعد كمال وضوئه أن يقول: "اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين"، فعلم أن التوبة مشروعة عقب الأعمال الصالحة، فأمر رسوله ﴿ﷺ﴾ بالاستغفار بعد توفيته ما عليه من تبليغ الرسالة..".
س/ قال الله عز وجل عن الملائكة ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾ هل يجوز أن نستدل بهذه الآية على أفضلية الملائكة على البشر؟
ج/ مذهب جمهور أهل السنة تفضيل الأنبياء وصالحي البشر على الملائكة. لقوله تعالى: (وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)، وقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)، وقوله: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) وخالفهم ابن حزم وقليل من العلماء .. ولا دلالة في الآية التي ذكرتم، لأن عبادة التوبة المحبوبة إلى الله تكون بسبب التقصير في الطاعات والمعاصي. والواجب علينا الإيمان بالملائكة والنبيين، لا أن نعتقد أيهما أفضل؛ ولو كان من الواجبات لبين لنا نصا. قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) فالسكوت والتوقف أولى.
وقد صح عن جابر أن النبي ﴿ﷺ﴾ قال: "اللهم إني أسألك علماً نافعاً". وأخرجه ابن ماجه بلفظ: "سلوا الله علمًا نافعًا، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع". وحسنه الألباني.
وصح عن أبي هريرة أنه ﴿ﷺ﴾ كان يدعو: اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علما".
ومن صور العلم الذي لا ينفع تكلف الإنسان تعلم ما لا يعنيه في دينه ولا في دنياه؛ وفي هذا النوع حقيقتان:
١- أنه بقدر الانشغال به ينصرف الإنسان عما يعنيه ويهمه فيجهله.
٢- أن الشريعة لا تبينه والبيان يكون بقدر الحاجة ولا حاجة.
ومن تتبع نصوص الوحيين بان له أن البيان بقدر الحاجة، واعتبر ذلك بالتوحيد الذي لم يوجد بيان فيهما كبيانه؛ ثم انظر إلى ما لا يحتاج المسلمون إليه كمسألتكم هذه لا تجدها منصوصة.
وروي أنه ﴿ﷺ﴾ سئل: "ما بال الهلال يبدو رَقيقًا كالخيط، ثمَّ لا يزال ينمو حتى يصير بدرًا، ثم ينقص إلى أن يصير كما كان؟ فأنزل الله تعالى ما هو أولى بالجواب مما يحتاجونه ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ...﴾ الآية؛ فأعرض عن إجابة السؤال، وأجاب بما يفيد السائل في دينه؛ لأنه سؤال ليس وراءه فائدة. وذهب بعضهم إلى أن في الآية إشارة إلى أن المشتغل بهذه المسائل كالذي يأتي البيوت من ظهورها.
س/ قال الله تبارك وتعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ هل تدل على أن زينة وجود الوالدين وحياتهما أقل من زينة المال والبنون عند عموم الناس؟
ج/ وللأسف أنها عند كثير ممن لم يفقد والديه.
س/ هل كان قوم موسى عليه السلام يعرفون أن موسى ذهب ليكلم ربه، ويعلمون أنه يكلم ربه، لمّا عبدوا العجل؟
ج/ نعم ظواهر الآيات تدل على أنهم كانوا يعلمون أن موسى عليه السلام ذهب لميقات ربه، وقد أضلهم السامري من هذا الباب فقال إن العجل هو إله موسى الذي ذهب ليكلمه ولكنه نسي ربه!
س/ ﴿قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ ما وجه المحذور كونهم تمنوا مثلما لقارون إذ أنّ هذا ليس بحسد، ولكن أهل العلم أنكروا عليهم إنكار شديدا حتى قالوا لهم (ويلكم). كما أن قولتهم أوجبت خوفهم وقالوا (لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا)!
ج/ المحذور في تمني هؤلاء يظهر فيما يلي:
- أولًا: أنهم ابتداءً يريدون الحياة الدنيا (قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا....) ومجرد إرادة الحياة الدنيا دون الآخرة هو ما جاء سياق الآيات للتحذير منه حيث لم يقل سبحانه قال الناس أو قال المؤمنون وإنما نص بقوله: (يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) وجاء في آخر القصة (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا) ففيه إشارة إلى أن الإرادة وتوجه القلب لها عميق الأثر في صلاح العبد وفساده ولذا جاء تقرير هذا المعنى في أكثر من موطن في القرآن أن من أعظم أسباب الكفر والنفاق هو استحباب الدنيا على الآخرة.
- وبذلك يتبين الأمر الثاني: وهو أن مجرد التمني لا محذور فيه فكل إنسان جُبل على حب المال وزُيِّن له بل إذا تمنى بذلك المال إنفاقه في سبل الخير كان مأجورا على إرادته كما دلت على ذلك النصوص. وإنما المحذور هو أن ينبهر بذلك حتى يكون هو منتهى إرادته وأن يرى ذلك هو الحظ العظيم الذي لا حظ وراءه كما قالوا (إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) وهذا أصل عظيم من أصول فساد القلب إذا تمكن من قلب العبد استحب الدنيا على الآخرة وقدم الفاني على الباقي وهذا هو ما توجه إليه إنكار الذين أوتوا العلم..