س: ج. ع.، يسأل ويقول:ما هو غرور الحياة الدنيا الذي نهى الله عنه؟
ج: الغرور بها هو الاشتغال بها، وإيثارها على الآخرة حبّاً لها، وتعظيماً لها وتلذذاً بها، ولهذا نهى الله عنها، قال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا يعني بما فيها من المتاع والنساء من الذهب والفضة والمزارع والمجالس والمراكب إلى غير ذلك، فالعاقل لا تغره هذه المقاعد ولا يشغل بها عن الآخرة، ولكن يعد العدة للآخرة، ويستعين بهذه النعم على طاعة الله جل وعلا ، أما من غلب عليه الشيطان والهوى لضعف إيمانه وقلة بصيرته فإنه قد يغتر بهذه المظاهر ويلهو بها، ويشتغل بها عن الآخرة، وينسى حق الله عليه، فيهلك ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله .
س: شخص وجد في المسجد مصحفًا فيه تسمية لسورة الإِسراء غير التسمية التي يعرفها وهو تسميتها بسورة بني إسرائيل ، ويسأل عن صحة هذه التسمية؟
ج: تسمية سورة الإِسراء بسورة بني إسرائيل تسمية صحيحة، ومعتبرة لدى أهل العلم.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
س: يقول السائل: ما هو تفسير هذه الآية، إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ؟
ج: هذا ثناء من الله سبحانه على العلماء، وبيان لعظم منزلتهم، وعظم فضلهم على الناس، والمراد بذلك العلماء بالله علماء الشريعة، علماء القرآن والسنة ، الذين يخافون الله ويراقبونه، هم المراد هنا، يعني الخشية الكاملة، خشيتهم أكمل من خشية غيرهم، وإلاَّ كل مؤمن يخشى الله، كل مسلم يخشى الله، ولكنها تتفاوت، فليست خشية العلماء المتبصرين علماء الحق، علماء الشريعة، ليست خشيتهم مثل خشية عامة المسلمين، بل هي أكمل وأعظم، ولهذا يراقبون الله، ويعلمون عباد الله، ويقفون عند حدود الله، وينفذون أوامر الله، فأعمالهم تطابق أقوالهم وتطابق علمهم، هم أكمل الناس خشية لله عز وجل، وليس معناها أن المؤمن الذي ليس بعالم لا يخشى الله، فمراد الرب جل وعلا حصر كمال، مثلما قال جل وعلا : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الآية، ليس معناه أن الذي لا يوجل قلبه عند ذكر الله أو لا يزداد إيماناً عند ذكر الله ليس بمؤمن بل المراد أن هؤلاء هم المؤمنون الكمل، المؤمنون الذين لديهم كمال إيمان، وقوة إيمان وهكذا قوله جل وعلا : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ معناه هم المؤمنون الكمل الذي كمل إيمانهم، وليس معناه أن من لم يجاهد، فلا إيمان له، بل له إيمان بقدره، على حسب حاله وقدرته، المقصود من هذا كله بيان الكمال، كمال خشية الله، وكمال الإيمان وإلاَّ فالمؤمنون جميعاً رجالاً ونساءً، وإن لم يكونوا علماء، عندهم خشية، وعندهم إيمان وعندهم تقوى، لكن المجاهدين
والذين عندهم علم في الكتاب والسنة، أكمل من غيرهم إيماناً ، وأعظم إيماناً، لما حصل في قلوبهم من الخير العظيم، والخشية العظيمة التي حملتهم على أن علموا الناس الخير، وعملوا به، وصدقوا أقوالهم بأعمالهم، وحملتهم خشيتهم لله على البدار في الجهاد في سبيله، والصبر على تقديم أنفسهم للشهادة؛ لأنهم يعلمون أن هذا طاعة لله ورسوله .
س: يرجو الأخ: أ. ه.د.: تفسير قول الحق تبارك وتعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ
ج: هذه الآية آية عظيمة، وهي تدل على أن العلماء وهم العلماء بالله والعلماء بدينه، وبكتابه العظيم وسنة رسوله الكريم، هؤلاء هم أشد الناس خشية لله، وهم أكبر الناس خشية لله فالمعنى إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ يعني الخشية الكاملة، هم العلماء بالله، الذين عرفوا ربهم بأسمائه وصفاته سبحانه، وعظيم حقه وتبصروا في شريعته وعرفوا ما عنده من النعيم لمن اتقاه، وما عنده من العذاب لمن عصاه وخالف أمره فهم بكمال علمهم لله، وكمال بصيرتهم بحقه، هم أشد الناس خشية لله، وهم أكمل الناس
خوفاً من الله، وخشيةً له سبحانه وتعالى، وليس معناه أنه لا يخشى الله إلاَّ العلماء، لا، وكل مسلم ومسلمة يخشى الله، وكل مؤمن ومؤمنة يخشى الله، ولما كان كل مؤمن يخشى الله وكل مؤمنة تخشى الله وتخاف عقاب الله، المسلمون كلهم يخافون الله لكن الخوف متفاوت ليسوا على حدٍّ سواء، فكلما كان المؤمن أبصر بالله، وأعلم بالله كان خوفه لله أكثر ، وهكذا المؤمنة كلما كانت أعلم بالله، وأعلم بصفاته وعظيم حقه، كان خوفها من الله وكانت خشيتها لله أكمل من غيرها، وكلما قل العلم وقلت البصيرة، قل الخوف من الله، وقلت الخشية لله سبحانه وتعالى، فالناس متفاوتون في هذا الباب، حتى العلماء متفاوتون، كلما كان العالم أخشى، وأقوم بحق الله وكلما كان العالم أعلم بالله وبدينه، وأعلم بأسمائه وصفاته، صارت خشيته لله أكمل، وكلما نقص العلم نقصت الخشية لله، ولكن جميع المؤمنين والمؤمنات كلهم يخشون الله سبحانه وتعالى، على حسب علمهم ودرجاتهم في الإيمان، ما بين مقل ومستكثر، ولهذا يقول جل وعلا: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ
وقوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ فهم مأجورون على خشيتهم لله وإن كانوا غير علماء وإن كانوا من العامة، لكن الكمال في الخشية يكون للعلماء؛ لكمال بصيرتهم وكمال علمهم بالله، تكون خشيتهم لله أعظم وبهذا يتضح معنى الآية، وأن معناها إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ يعني الخشية الكاملة العظيمة إنما تكون من أهل العلم بالله، وأهل البصيرة الذين عظموا الله، وعظموا حقه وعرفوا صفاته وأسماءه، فهم أكبر الناس خشية لله سبحانه وتعالى، وبقية المؤمنين والمؤمنات هم على حسب علمهم وتقواهم في الخشية لله سبحانه وتعالى والخوف منه سبحانه وتعالى .
س: مستمع يسأل سماحتكم فيقول: فسروا لنا قول الحق تبارك وتعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ؟
ج: هذه الآية الكريمة تدل على فضل العلماء، وأنهم أهل الخشية لله ، يعني الخشية الكاملة، وعلى رأسهم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ، هو ما يمثل العلماء وهم رؤوس العلماء وأئمتهم، وكل عالم في شريعة الله، فهو من أتباعهم بإحسان، إذا استقام على الطريق، فإنه يخشى الله أكمل من غيره، وكل مؤمن يخشى الله سبحانه، وكله من الكمال، لكن العالم أشد خشية وأكبر خشية؛ لما عنده من العلم بالله، ومن صفاته وبعذابه وعقابه وبكرامته، وإنعامه، وهو أعلم الناس بالله، على حسب ما أعطاه الله من العلم، فالعلماء هم ورثة الأنبياء، وهم أكمل الناس خشية لله عز وجل، بعد الأنبياء والرسل، وكل مؤمن له نصيبه من خشية الله، وهكذا المؤمنة لكن العلماء بالله، الذين أعطاهم الله العلم والبصيرة في دينهم، والاستقامة عليه هم أخشى الناس لله بعد الأنبياء .
س: ما معنى قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ؟
ج: معنى الآية الكريمة: أن الله جل ثناؤه يأمر عباده بإفراده بالعبادة وبالإحسان إلى الوالدين، لا سيما عند كبر سنهما، وينهى عن التضجر منهما، كما يأمر سبحانه بالخضوع لهما ولين الجانب بالقول الجميل الكريم معهما، وبالدعاء لهما جزاء إحسانهما إليه، وقد قرن الله سبحانه بين حقه وحق الوالدين لعظم حقهما في آيات كثيرة من القرآن الكريم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
س: يقول السائل: ما تفسير قوله تبارك وتعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ؟
ج: هذه آية عظيمة فيها الثناء العظيم، على أهل العلم بالله وبدينه، على رأسهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، هم أئمة العلماء، هم رؤوس العلماء، ثم العلماء بشريعة الله بعد الأنبياء والرسل، هم خلفاء الرسل، وهم أهل الخشية لله الخشية الكاملة، فالمعنى إنما يخشى الله خشية كاملة العلماء بالله وبدينه وبأسمائه وصفاته، وحقه على عباده وكمال قدرته وكمال علمه، وليس معناه نفي الخشية عن غير العلماء، كل مسلم ومسلمة يخشى الله، لكن الخشية تتفاوت، كل من كان أعلم بالله صارت خشيته أكبر وأعظم وأكمل، والرسل أكمل الناس خشية، وأكملهم وأفضلهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، وصح عنه أنه قال عليه الصلاة والسلام: أَمَا وَاللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ للَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأرَْقُدُ، وَأتَزََوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنتَّيِ فَلَيْسَ مِنِّي والرسل جميعاً هم أخشى الناس لله ، والأنبياء كذلك، ثم يليهم العلماء بالله وبدينه، وهم يتفاوتون في الخشية لله على حسب علمهم وتقواهم لله سبحانه وتعالى، ثم يليهم أهل الإيمان من غير أهل العلم في الخشية لله سبحانه وتعالى، فكل مسلم له نصيبه من خشية الله، وكل مسلمة كذلك، لكن على حسب العلم بالله وبدينه يكون التفاوت في الخشية .
س: ما معنى قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ؟
ج: معنى الآية الكريمة: أن الله جل ثناؤه يأمر عباده بإفراده بالعبادة وبالإحسان إلى الوالدين، لا سيما عند كبر سنهما، وينهى عن التضجر منهما، كما يأمر سبحانه بالخضوع لهما ولين الجانب بالقول الجميل الكريم معهما، وبالدعاء لهما جزاء إحسانهما إليه، وقد قرن الله سبحانه بين حقه وحق الوالدين لعظم حقهما في آيات كثيرة من القرآن الكريم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم..
س: الأخ: م. ح. ع. ص.، يسأل ويقول: ما هي مراتب التقوى مع ذكر الأدلة لو تكرمتم ؟ جزاكم الله خيراً.
ج: مراتب التقوى فيما نعلم ثلاثة أقسام: بيّنها قوله جل وعلا : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ، فالمتقي لله الكامل هو السابق بالخيرات ، الذي أدَّى الفرائض وترك المحارم، واجتهد في أنواع الخير. فهذا هو في القمة، وهو الأفضل، وهو كامل التقوى. والمرتبة الثانية، مرتبة الأبرار، المقتصدين الذين أدووا الواجبات وتركوا المحرمات ، لكن ليس عندهم مسابقة في أنواع الخير والتطوعات، بل اقتصروا على أداء الواجب وترك المحرم، فهؤلاء يقال لهم المقتصدون، ويسمون الأبرار أيضاً، والمرتبة الثالثة فهي مرتبة الظالم لنفسه، وهو المتقي الموحد لله، لكن عنده شيء من السيئات ، عنده شيء من المعاصي. وهو المراد بقوله: فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ يعني بالمعصية، فهذه أدنى مراتب التقوى، أدنى مراتب التقوى أن يكون موحداً لله، لكن عنده شيء من الذنوب والسيئات، وهؤلاء طبقات بعضهم أخطر من بعض، على حسب معاصيهم، فكلما قلّت المعاصي صار الظلم للنفس أقل، وكلما كثرت المعاصي صار الخطر أكبر، فهي مراتب ثلاث: متق ظالم، ومتق مقتصد، ومتق مسابق للخيرات، الله يجعلنا وإيَّاكم من السابقين .
س: السائل: م. ع. ا. ، من مصر يقول: هل (يس) اسم من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم، أرجو إفادتي، وإفادتي عن بقية أسمائه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؟
ج: (يس) ليست من أسمائه صلى الله عليه وسلم، هذا الصحيح وهكذا (طه) ليست من أسمائه، بعض الناس يظن ذلك وليست من أسمائه، لا (طه) ولا (يس) ولا غيرها من فواتح السور، وإنما حروف مقطعة مثل (الم) ومثل (حم) ومثل (المص) وأشباههها، حروف مقطعة في أوائل السور لله فيها حكمة عظيمة ، سبحانه وتعالى وليست أسماء للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يقال سورة (طه) سورة (يس) سورة (حم) كذا لا بأس، وأما أسماؤه عليه الصلاة والسلام فهي كثيرة ، لكن أشهرها محمد وأحمد عليه الصلاة والسلام ، والماحي والحاشر والمقفي ، كما جاء في الأحاديث، نبي التوبة، نبي الرحمة، نبي الملحمة، كل هذه من أسمائه عليه الصلاة والسلام ، وأشهرها محمد وأحمد عليه الصلاة والسلام .