عرض وقفات التساؤلات

  • وقفات سورة التوبة

    وقفات السورة: ٣٧٦٦ وقفات اسم السورة: ٥٧ وقفات الآيات: ٣٧٠٩
س: سور القرآن الكريم تبدأ بـ: (بسم الله الرحمن الرحيم) على كل منها، ولماذا لم تبدأ سورة التوبة ببسم الله الرحمن الرحيم؟ وما سبب نزول تلك السورة؟ ج: سبب عدم ذكر البسملة في أول سورة التوبة؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم لم يكتبوها في أولها في المصحف الإِمام، واقتدوا بأمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد أخرج الترمذي في السنن بسنده، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قلت لعثمان بن عفان : ما حملكم أن عمدتم إلى (الأنفال) وهي من المثاني وإلى (براءة) وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتموها في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه شيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وإذا نزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت (الأنفال) من أوائل ما أنزلت بالمدينة، وكانت (براءة) من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم) فوضعتها في السبع الطوال . وأما فيم نزلت سورة براءة؟ فقد ذكر ابن كثير في تفسيره: أن أول هذه السورة نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من غزوة تبوك وهمَّ بالحج، ثم ذكر أن المشركين يحضرون عامهم هذا الموسم على عادتهم في ذلك، وأنهم يطوفون بالبيت عراة فكره مخالطتهم وبعث أبا بكر الصديق رضي الله عنه أميرًا على الحج تلك السنة؛ ليقيم للناس مناسكهم، ويعلم المشركين ألا يحجوا بعد عامهم هذا، وأن ينادي في الناس بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، كما أنها نزلت في شأن المنافقين؛ فضيحةً لهم، وكشفًا لأسرارهم . وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
  • وقفات سورة التوبة

    وقفات السورة: ٣٧٦٦ وقفات اسم السورة: ٥٧ وقفات الآيات: ٣٧٠٩
س: على من أنزل الله سورة التوبة، وما أسباب نزولها؟ ج: لم تنزل سورة (براءة) جملة واحدة، بل نزلت على فترات لعدة أسباب، فنزل أولها حينما عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك ، وهمَّ بالحج، وذكر له أن المشركين يحضرون عامهم هذا على عادتهم في ذلك، وأنهم يطوفون بالبيت عراة، وكره مخالطتهم، وبعث أبا بكر رضي الله عنه أميرًا على الحج تلك السنة؛ ليقيم للناس مناسكهم، ويعلم المشركين ألا يحجوا بعد عامهم هذا، وأن ينادي فيهم: بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، فلما توجه إلى مكة أتبعه بعلي بن أبي طالب ؛ ليكون مبلغًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لكونه عصبة له. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٧٥﴾    [التوبة   آية:٧٥]
س: لقد ورد في (تفسير الطبري ) عن ابن عباس : أن ثعلبة موجود. ولقد قال لي بعض الإخوان: إنه غير موجود، نفاه المحقق الحافظ ابن حجر ، هل هي من القصص المكذوبة أم هي موجودة، علمًا بأنهم كانوا يسمونه حمامة المسجد، وهو من الأنصار. ما الصحيح في ذلك؟ ج : ما ورد في سبب نزول قوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ الآية، أنه: ثعلبة بن حاطب - لا يصح سنده. وثعلبة بن حاطب أنصاري معدود في البدريين، استشهد يوم أحد ، كما حقق ذلك جماعة من أهل العلـم، منهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٩٧﴾    [التوبة   آية:٩٧]
س: أنا رجل من البادية، وعندما أتقابل مع سكان المدن ويحدث أي نقاش فيحرجـوني بهذه الآية: الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا مع العلم بأني رجل مسلم، ولا نشرك بالله شيئًا. أفيدونا أفادكم الله، وجزاكم الله خيرًا، نرجو تفسير الآية هل يوجد في زماننا هذا أعراب؟ وما الفرق بين العرب والأعراب المستعربة؟ ملحوظة: مع العلم أننا من أتباع السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين. ج : كثيٌر من الناس يغلطون في مثل هذا، من الاستشهاد بآيات القرآن الكريم في غير مواضعها، كمواجهة البدوي المسلم بقول الله تعالى: الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا الآية. والله تعـالى يقول بعدها بآية من سورة التوبة: وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ؛ لهذا فـلا يجوز لمسلم أن يواجه مسلمًا ويغيظه باستشهاد في غير محله، ولا يجوز توظيف الآيات القرآنية في غير محلها . وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٧٥﴾    [التوبة   آية:٧٥]
س: ثعلبة الذي نزلت فيه الآية: وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ . هل هو نفس ثعلبة الذي شارك في غزوة بدر ، وهل قبل الله توبته أم لا؟ ج: الآية المذكورة نزلت في أحد المنافقين؛ لأن الله تعالى يقول فيهم: ومنهم أي: المنافقين. وأما الحديث الذي فيه أنها نزلت في ثعلبة بن حاطب ، فهو غير صحيح عند أهل العلم. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٧٥﴾    [التوبة   آية:٧٥]
س: نشرت جريدة ( الاتحاد ) في الملحق الخاص برمضان في مسابقة ( أسماء خلدها القرآن ) رقم ( 22 ) سؤالاً مضمونه أن صحابيًّا طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعوا الله أن يرزقه مالاً، فلما صار غنيًّا أرسل إليه الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب منه الزكاة، فلم يخرج الزكاة، ولما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل هذا الصحابي بالزكاة إلى أبي بكر فلم يقبلها، وفي عهد عمر أرسل الصحابي الزكاة إلى عمر فلم يقبلها، ثم مات في عهد عثمان . ما قصة هذا الصحابي؟ وهل هي حقيقة وبالتالي أفلا يجب إصدار فتوى عبر العالم لتكذيبها أو تأكيدها؟ ج: ثعلبة بن حاطب، ويقال: ابن أبي حاطب الأوسي الأنصاري ، أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد بدرًا وأحدًا ، وهو رضي الله عنه بريء مما نُسب إليه من أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله أن يدعو الله له بالمال، فدعا له صلى الله عليه وسلم فأغناه الله فمنع الزكاة فنزلت فيه آية التوبة. وهذه القصة رواها الطبراني في ( المعجم الكبير 8\260 رقم 7873 ) من طريق معان بن رفاعة عن علي بن يزيد الألهاني ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبي أمامة : أن ثعلبة بن حاطب فذكرها. ومن طريقه ساقها ابن جرير في ( التفسير ) وفي ( التاريخ ) ومن بعده عيال عليه في سياقها مطولة ومختصرة في سبب نزول قول الله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ الآية. ومنهم من ساقها وسكت عن إسنادها مثل ابن كثير رحمه الله تعالى في ( تفسيره )، ومنهم من تكلم عليها بعدم صحتها منهم القرطبي في ( تفسيره 8\209 ) وقال: ( ثعلبة بدري مقارب، وممن شهد الله له ورسوله صلى الله عليه وسلم بالإيمان، فما روي عنه غير صحيح ). ونقل عن ابن عبد البر أنها لا تصح. وقال البيهقي في ( دلائل النبوة ): ( في إسناد هذا الحديث نظر، وهو مشهور بين أهل التفسير). وقال ابن حجر في ( الإصابة ): ( وفي كون صاحب هذه القصة - إن صح الخبر وما أظنه يصح - هو البدري المذكور نظر... وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل النار أحد ممن شهد بدرًا والحديبية وحكى عن ربه تعالى أنه قال لأهل بدر: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم . فمن يكون بهذه المثابة كيف يعقبه الله نفاقًا في قلبه، وينزل فيه ما نزل؟ فالظاهر أنه غيره والله أعلم ) ا هـ ( 1\198 ). وقال في ( تخريج أحاديث الكشاف ): ( هذا إسناد ضعيف جدًّا ). وقال في ( الفتح ): ( جزم ابن الأثير في ( التاريخ ) بأن أول فرض الزكاة كان في السنة التاسعة... وقوى بعضهم ما ذهب إليه ابن الأثير بما وقع في قصة ثعلبة بن حاطب المطولة... لكنه حديث ضعيف لا يحتج به ). وحكم ببطلانها ابن حزم في ( المحلى 11\207-208 ). وقال الذهبي في ( تجريد أسماء الصحابة 1\66 ) في ترجمة ثعلبة ابن حاطب وبعد أن أشار إلى هذه القصة: ( ذكروا حديثًا منكرًا بمرة ). ثم ساقها الطبري في ( تاريخه 3\124 ) عن ابن عباس بسند مسلسل ببيت العوفيين عن محمد بن سعد العوفي ، عن أبيه عن عمه عن أبيه عن عمه عن أبيه: عطية بن سعد العوفي ، وعطية ضعيف. والخلاصة: أن هذه القصة لا تصح، وفي متنها ما يردها، فإن هدي النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الزكاة من مانعها بالقوة مع تعزيره على منعها، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، أنه صلى الله عليه وسلم قال: في كل سائمة إبل في كل أربعين بنت لبون لا تفرق إبل عن حسابها، من أعطاها مؤتجرًا بها فله أجرها، ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا عز وجل، ليس لآل محمد صلى الله عليه وسلم منها شيء رواه أحمد وأبو داود والنسائي . والذي في القصة يخالف هذا الهدي، فهي إذًا باطلة سندًا ومتنًا. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ﴿٥٠﴾    [يوسف   آية:٥٠]
س: أورد ابن كثير في تفسير سورة البقرة بنفس الصفحة فيما يتعلق بتفسيره للآية رقم ( 260 ) أيضًا حديث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم: لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي ونحن حسب فهمنا أن الداعي من قصة سيدنا يوسف هي امرأة العزيز، فهل معنى ذلك أن النبي يقصد أنه لو سُجن مثل ما سُجن سيدنا يوسف لكان لبى طلبها. وما رأيكم في هذا الحديث؟ ج: ليست امرأة العزيز هي الداعي في الآيات التي ورد فيها هذا الحديث، إنما الداعي في هذه الآيات رسول الملك، قال الله تعالى: وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ الآيات. وهذا بعد دخوله السجن وتأويله رؤيا الملك وتهيؤ أسباب خروجه منه. أما قصته مع امرأة العزيز ودعوتها إياه للشر، فكانت قبل دخوله السجن، وعلى هذا يكون معنى الحديث: لأجبت الداعي لأجبت رسول الملك بالخروج من السجن والحضور بمجلس الملك؛ لأنه سُجن ظلمًا، وقد هيأ الله له طريق الخلاص من الظلم، وليس في هذا غضاضة على النبيين عليهما الصلاة والسلام. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴿٨٧﴾    [الحجر   آية:٨٧]
س: ما هي السبع المثاني ولم سميت بذلك؟ ج: قيل: السبع المثاني: هي السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، أو الأنفال والتوبة، عند من جعلهما في حكم سورة واحدة، وقيل: السبع المثاني: سورة الفاتحة، وهي سبع آيات في أصح قولي العلماء من دون البسملة، وقد اختار هذا القول ابن جرير وابن كثير ؛ لما رواه البخاري من قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد بن المعلى في فضل الفاتحة: هي السبع المثاني والقرآن العظيم ، وما رواه البخاري أيضًا من طريق أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم ، وسميت آيات الفاتحة السبع بالمثاني؛ لأنها تثنى: أي تكرر في ركعات الصلوات فرضًا ونفلاً.
  • ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴿٨٧﴾    [الحجر   آية:٨٧]
س: ما هي السبع المثاني في القرآن الكريم؟ ج: المراد بالسبع المثاني في قوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ : سورة الفاتحة؛ لما رواه البخاري عن أبي سعيد بن المعلى ، قال: كنت أصلي فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجبه، قلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، قال: ألم يقل الله: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ ، ثم قال: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد، فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج قلت: يا رسول الله، إنك قلت: لأعلمنك أعظم سورة من القرآن، قال: الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته . وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٤٣﴾    [النحل   آية:٤٣]
س: صار نقاش في تفسير الآية: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ، فمنا من قال: هي عامة في أمور الدنيا والدين، ومنا من قال: هي خاصة في أمور الدين من كل فرائضه وسننه فقط. نرجو توضيح الجواب وجزاكم الله خيرًا. ج: يطلق الذكر على القرآن، كما في قوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَـزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ، وفي قوله: وَأَنْـزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُـزِّلَ إِلَيْهِمْ ، ويطلق على اللوح المحفوظ، كما في قوله: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ، فالزبور: الكتب السماوية. والذكر: هو اللوح المحفوظ، فحكم الله تعالى قدرًا وشرعًا بأن الصالحين هم الذين ينصرون في الدنيا والآخرة، فلهم السعادة في الدنيا، والفوز بسكنى جنات النعيم في الآخرة، ويطلق الذكر على الشرف والرفعة، وعلى ذكر الناس لربهم وذكر الله لهم، إلى غير ذلك من المعاني التي تبين لمن تتبع آيات القرآن ولغة العرب، لكن المراد بالذكر في قوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ سورة النحل، وفي قوله: وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (7) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لاَ يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8) ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ سورة الأنبياء، المراد في الآيتين: الكتب المنزلة على الرسل قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأهل الذكر: من نزلت تلك الكتب على رسلهم كاليهود والنصارى، والمأمور بسؤالهم: المشركون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين أنكروا أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً؛ لكونه من البشر، والرسل إنما تكون من الملائكة، ليبين لهم أهل الذكر من اليهود والنصارى أن من سبقه من الرسل إنما كانوا من البشر لا الملائكة، غير أن هاتين الآيتين وإن نزلتا في أمر أولئك المشركين أن يسألوا أهل الكتب السابقة عن رسلهم ليتبين لهم أنهم من البشر، فهما دالتان على أمر كل من يجهل شيئًا ينفعه أن يسأل عنه أهل العلم به؛ ليستفيد ما يعود عليه بالخير وينهض به في دينه ودنياه، فيدخل في ذلك شؤون الدين أولاً، وما يحتاجه من شؤون دنياه التي لها تعلُّق بالدين، فإن المكلف مأمور أن يعمل لدينه ودنياه. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
إظهار النتائج من 361 إلى 370 من إجمالي 8502 نتيجة.