عرض وقفات التساؤلات

  • ﴿بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ﴿١٢٥﴾    [آل عمران   آية:١٢٥]
س: ما هو تفسير (الملائكة المسومين) الذين ورد ذكرهم في الآية ( 125 ) من سورة آل عمران؟ ج: تكلم ابن جرير وابن كثير وغيرهما من المفسرين على المراد بالملائكة المسومين، فذكر ابن جرير قراءتين في (مسومين) فتح الواو وكسرها، واختار قراءة الكسر، وهذا نص اختياره، قال: (أولى القراءتين في ذلك بالصواب قراءة من قرأ بكسر (الواو)؛ لتظاهر الأخبار عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل التأويل منهم ومن التابعين بعدهم بأن الملائكة هي التي سومت أنفسها، من غير إضافة تسويمها إلى الله عز وجل أو إلى غيره من خلقه... ) انتهى المقصود. وبعد أن ذكر ابن جرير جملة من الأقوال التي تبين العلامات التي صارت مميزة لهم قال: قال أبو جعفر : فهذه الأخبار التي ذكرنا بعضها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه: تسوموا، فإن الملائكة قد تسومت ، وقول أبي أسيد : خرجت الملائكة في عمائم صفر طرحوها بين أكتافهم. وقول من قال منهم: (مسومين): معلمين، ينبئ جميع ذلك عن صحة ما اخترنا من القراءة في ذلك، وأن التسويم كان من الملائكة بأنفسها على نحو ما قلنا في ذلك فيما مضى. انتهى. هذا وننصحك بالرجوع إلى كلام ابن جرير وابن كثير وغيرهما على الآيتين لمزيد الفائدة. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴿٤٢﴾    [آل عمران   آية:٤٢]
س: سمعنا بحديث نبوي مفاده أن جميع الذين سيذهبون إلى الجنة ستتاح لهم هذه الفرصة وهم شبان، وذلك بصرف النظر عن أعمارهم، ولكن كثيرًا ما يكرر في صلاة الجمعة أن فاطمة ابنة نبينا صلى الله عليه وسلم ستقود نساء الجنة، بينما سيقود الشباب الحسن والحسين رضي الله عنهما، إذا كان هذا الحديث صحيحًا ألا ترون أنه يناقض الآية القرآنية (42) - سورة آل عمران - حول مكانة مريم ؟ في تقديري أن الحديث مختلق، وأنه من بنات أفكار الشيعة ، ما رأي فضيلتكم؟ ج: قال الله تعالى مبينًا مكانة مريم عليها السلام وفضلها على النساء: وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ قال ابن كثير - رحمه الله تعالى - في (البداية والنهاية) ما نصه: وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ يحتمل أن يكون المراد: عالمي زمانها، كقوله لموسى: إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ، وكقوله عن بني إسرائيل وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ، ومعلوم أن إبراهيم عليه السلام أفضل من موسى، وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم أفضل منهما، وكذلك هذه الأمة أفضل من سائر الأمم قبلها وأكثر عددًا، وأفضل علمًا وأزكى عملاً من بني إسرائيل وغيرهم. ويحتمل أن يكون قوله: وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ محفوظ العموم، فتكون ( مريم ) أفضل نساء الدنيا ممن كان قبلها ووجد بعدها. انتهى كلامه. وقد جاء في السنة ما يؤيد الوجه الثاني، وهو أن مريم أفضل نساء العالمين إلى قيام الساعة، وليس على نساء زمانها فقط باستثناء فاطمة رضي الله عنها ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية امرأة فرعون صححه الترمذي والحاكم وغيرهما، وأخرج النسائي بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون . قال الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية): (وقال أبو القاسم البغوي : حدثنا وهب بن منبه ، حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن عائشة أنها قالت لفاطمة : أرأيت حين أكببت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت ثم ضحكت؟ قالت: أخبرني أنه ميت من وجعه هذا فبكيت، ثم أكببتُ عليه فأخبرني أني أسرع أهله لحوقًا به، وأني سيدة نساء أهل الجنة، إلا مريم بنت عمران فضحكت. وأصل هذا الحديث في الصحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم ، وفيه أنهما - أي مريم وفاطمة - أفضل الأربع المذكورات، وهكذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد حدثنا عثمان بن محمد ، ثنا جرير عن يزيد هو ابن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي نُعْم ، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، إلا ما كان من مريم بنت عمران إسناد حسن، وصححه الترمذي ولم يخرجوه، وقد روي نحوه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولكن في إسناده ضعف، والمقصود أن هذا يدل على أن مريم وفاطمة أفضل هذه الأربع ثم يحتمل الاستثناء أن تكون مريم أفضل من فاطمة ، ويحتمل أن يكونا على السواء في الفضيلة، لكن ورد حديث إن صح عَيَّن الاحتمال الأول، فقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر : أنبأنا أبو الحسن بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، حدثنا أحمد بن سليمان ، ثنا الزبير هو ابن بكار ، ثنا محمد بن الحسن ، عن عبد العزيز بن محمد ، عن موسى بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران ، ثم فاطمة ، ثم خديجة ، ثم آسية امرأة فرعون فإن كان هذا اللفظ محفوظًا بثم التي للترتيب فهو مبين لأحد الاحتمالين اللذين دل عليهما الاستثناء، ويُقدَّم على ما تَقدَّم من الألفاظ التي وردت بواو العطف التي لا تقتضي الترتيب ولا تنفيه. والله أعلم. وقد روى هذا الحديث أبو حاتم الرازي عن داود الجعفري ، عن عبد العزيز بن محمد ، وهو الدراوردي ، عن إبراهيم بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس مرفوعًا، فذكره بواو العطف لا بثم الترتيبية، فخالفه إسنادًا ومتنًا. فالله أعلم) انتهى كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى . والخلاصة: أن مريم عليها السلام هي أفضل النساء مطلقًا، فالآية على عمومها، إلا في حق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ففيها الاحتمالان: إما أن تكون مريم أفضل، وإما أن يكونا على السواء. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾    [آل عمران   آية:٧]
س: هناك من ينادي بحق كل إنسان في تأويل آيات القرآن تبعًا لمدى فهمه لها ولظروفها ومواقفها، على أساس أن النص مقدس، ولكن الفقه أو فهم النص ليس مقدسًا. ومثال على ذلك النص: آيات الكرسي والعرش ويد الله، وإن كان هذا الزعم باطلاً فمن له حق التأويل، وما مدى قداسة هذا التأويل. ونرجو تفسير الآية ( 7 ) من سورة آل عمران: هُوَ الَّذِي أَنْـزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ . ونرجو توضيح ما هي المتشابهات وما هي المحكمات ، ومن هم الراسخون في العلم الذين وكل الله إليهم تأويله أو هداهم إلى ذلك؟ ج: لا يجوز تفسير القرآن إلا لأهل العلم العارفين بطرق التفسير، ولا يجوز تفسير القرآن بالجهل والهوى ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار . رواه الترمذي . وفهم النص خاص بأهل العلم، ليس لكل أحد أن يعتمد على فهمه وهو جاهل؛ لأن هذا من القول على الله بلا علم، وقد جعل الله القول عليه بلا علم فوق الشرك، قال تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَـزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ وآيات الكرسي والعرش واليد وغيرها هذه من أمور العقيدة لا يدخلها الاجتهاد، وإنما تثبت على معناها كما جاءت من غير تأويل ولا مدخل للأفهام فيها، والآيات المتشابهات هنا والله أعلم هي: الآيات المجملة والآيات المطلقة، والمحكمات هي الآيات المفصلة لهذه المجملة والمقيدة لها، والراسخون في العلم هم أهل التخصص في العلم الشرعي وفهم النصوص. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴿١٥٩﴾    [آل عمران   آية:١٥٩]
س: ما معنى قوله تعالى: وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ؟ والله يحفظكم ويرعاكم. ج: معنى الشورى لغة: هو الأمر الذي يتشاور فيه، وهو استخراج الرأي بمراجعة البعض إلى البعض، من قولهم: شرت العسل إذا اتخذته من موضعه واستخرجته منه. قال القرطبي في ( تفسيره 2\252 ): ( والشورى، مبنية على اختلاف الآراء، والمستشير ينظر في ذلك الخلاف وينظر أقربها قولاً إلى الكتاب والسنة إن أمكنه، فإذا أرشده الله تعالى إلى ما شاء منه عزم عليه وأنفذه متوكلاً عليه، إذ هذه غاية الاجتهاد المطلوب، وبهذا أمر الله تعالى نبيه في هذه الآية ). وقال ابن كثير عند ( تفسير هذه الآية 1\420 ): ( ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه في الأمر إذا حدث تطييبًا لقلوبهم، ليكون أنشط لهم فيما يفعلونه، كما شاورهم يوم بدر في الذهاب إلى العير ). وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴿٦﴾    [المؤمنون   آية:٦]
س: يقول العزيز الحكيم: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ إلى قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ما معنى قوله تعالى: أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ، وهل هو في وقتنا الحاضر أم أنها على وقت الرسول صلى الله عليه وسلم؟ ج: هذه الآيات آيات عظيمات، وصف بها سبحانه أهل الإيمان الموعودين بالفردوس، أعلى الجنة ، قال سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ والفلاح هو الظفر والفوز بكل خير وسعادة، ووصفهم بالخشوع في الصلاة ، يعني الإقبال عليها والطمأنينة فيها وإحضار القلب، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ يعني أعرضوا عن كل ما لا ينبغي، عن الشرك والمعاصي وكل شيء لا فائدة فيه، أعرضوا عنه واشتغلوا بما ينفعهم من الأعمال والأقوال وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ زكاة المال وزكاة الجاه والنفس، فالمؤمن يزكي نفسه بطاعة الله ورسوله، ويزكي جاهه بالشفاعة في الخير والنفع للناس، ويزكي ماله بأداء الحق الذي فيه من الزكوات وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ المؤمن هكذا والمؤمنة هكذا، فالمؤمن يحفظ فرجه إلاَّ من زوجته أو ما ملكت يمينه، والمؤمنة كذلك تحفظ فرجها إلاَّ من زوجها وسيدها، وهو الذي ملكها ملكاً شرعيّاً، هذا معنى الآية. وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ والله المستعان .
  • ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴿٣﴾    [المؤمنون   آية:٣]
س: ما معنى قول الحق تبارك وتعالى، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ؟ ج: قال الله جل وعلا في كتابه العظيم في وصف عباده المؤمنين، قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ فسر العلماء اللغو في أمور ثلاثة، أحدها الشرك؛ لأنه باطل ولغو يجب اطراحه والحذر منه، الثاني المعاصي، لأنها باطلة أيضاً يجب الحذر منها، الثالث كل شيء لا فائدة فيه، ولا مصلحة فيه فهو من اللغو. والمؤمن يجتنبه وهكذا المؤمنة، وكل التفاسير صحيحة؛ لأن المؤمنين يجتنبون الشرك كله ، بأنواعه ويجتنبون المعاصي ويحذرونها، ويجتنبون أيضاً كل شيء لا فائدة فيه، ولا مصلحة لأنه يشغلهم عمَّا هو أهم، فهكذا ينبغي للمؤمن أن يكون حذراً من أنواع الشرك كلها ومن سائر ما حرّم الله من المعاصي، وحذراً أيضاً عمَّا يشغله مما هو أهم من الأشياء التي لا فائدة فيها من قول أو عمل .
  • ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴿٥﴾    [المؤمنون   آية:٥]
  • ﴿إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴿٦﴾    [المؤمنون   آية:٦]
س: يقول السائل: ما تفسير قول الحق تبارك وتعالى وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ؟ ج: معناه عند أهل العلم أن الله عز وجل، حرم على الرجال الزنى كما حرم على النساء الزنى ، والرجل محرم عليه الزنى، والمرأة محرم عليها الزنى، إلاَّ الرجل مع زوجته والرجل مع سريته، ملك يمينه وهي الجارية التي ملكها بالشراء، أو بالإرث أو بالسبي، من الكفار، المملوكة، فلا بأس أن يطأها كما يطأ زوجته. وهكذا المرأة تحفظ فرجها إلاَّ من زوجها أو سيدها الذي يملكها بالإرث أو ملكها بالهبة، أو بالسبي من الكفار، فإنه لا حرج أن يطأها كما يطأها زوجها. هذا معنى الآية. فمن ابتغى وراء ذلك بأن يتعاطى ما حرم الله من الزنى أو اللواط، أو وطئ امرأة ليست زوجة له ولا سرية مملوكة، أو مكنت المرأة رجلاً ليس زوجها، وليس سيدها فإنهم في هذا يكونون عادين، يعني ظالمين، فلا يجوز لهم ذلك، يكونون قد أتوا منكراً ومحرماً، ويدخل في ذلك العادة السرية المعروفة، كل هذا لا يجوز وهو من العدوان، داخل في قوله سبحانه: فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ يعني الظالمين .
  • ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴿٥﴾    [المؤمنون   آية:٥]
س: يقول السائل: ما تفسير قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ الآية ؟ ج: هذا من وصف المؤمنين في هذه الآيات: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ قال سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ثم قال سبحانه: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ، فالمؤمن يحفظ فرجه عن الزنى والفواحش، ولا يأتي حاجته إلاَّ من زوجته، أو ملك يمينه، الزوجة معروفة، ملك اليمين السرية التي يملكها بالشراء أو بالسبي في الجهاد الشرعي، أو يرثها أو بالهبة، هذه ملك اليمين: الجارية التي يملكها بالملك الشرعي، له أن يتسراها، ويتصل بها كزوجته ، فمن ابتغى وراء ذلك، يعني ابتغى أن يقضي وطره، وحاجته بالفرج من غير الزوجة، وملك اليمين، فهو عاد، يعني هو ظالم ومتعدٍّ، ويؤخذ من هذا عند أهل العلم، منع العادة السرية؛ لأنها خروج عن هذا السبيل، وهي الاستمناء باليد ، وهي محرمة وفيها مضار كثيرة، فلا تجوز هذه العادة، بل يجب أن تحارب وتترك، وليس للرجل أن يقضي وطره، إلاَّ من زوجته، أو ملك يمينه على الوجه الشرعي ثم هذه الحاجة تقضى في الفرج، القبل، لا في الدبر لا يجوز أن تؤتى النساء في أدبارهن، لاالزوجة ولا ملك اليمين ؛ لأن هذا من اللواط وإنما تؤتى الزوجة في قبلها، في حال الطهر لا في حال الحيض والنفاس، بل في حال الطهر، فلا يجوز أن تؤتى في الحيض ولا في النفاس، ولا حال كونها محرمة، ولا حال كونها صائمة صوماً مفترضاً، بل يجب أن يتجنب المؤمن ذلك، وإنما يأتيها في وقت أباح الله ذلك، وهي طاهرة من الحيض والنفاس، وليست محرمة ولا صائمة صوماً مفترضاً، فيقضي وطره من زوجته، وملك يمينه، وليس له أن يأتيها في الدبر، وليس له أن يقضي وطره في الذكور، وهو اللواط نعوذ بالله، كل هذا من المحرمات العظيمة، وإنما يقضي حاجته من زوجته، في قبلها وهكذا ملك يمينه في غير الأوقات المحرمة، كالحيض والنفاس والإحرام و الصيام الفرض .
  • ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٢٧﴾    [النور   آية:٢٧]
س: سائلٌ يسأل عن تفسير آية الاستئذان في سورة النور، لو تكرمتم وجزاكم الله خيراً؟ ج: يقول جل وعلا في كتابه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فالسنة أن يستأذن قبل أن يدخل ، يقول: السلام عليكم ويكررها ثلاثاً حتى يؤذن له أو يُسْكَت أو يقال له: لا نأذن لك؛ لأن الناس لهم حاجات وقد يكون عندهم موانع فيستأذن ويقول: السلام عليكم، أأدخل، السلام عليكم، السلام عليكم، فإن أذن له وإلاَّ فلينصرف هكذا شرع الله جل وعلا .
  • ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٨﴾    [النور   آية:٥٨]
س: يقول السائل: ما تفسير آية الاستئذان الواردة في سورة النور؟ ج: آية الاستئذان واضحة، يقول جل وعلا : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلاَةِ الْعِشَاءِ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فالمؤمن إذا كان عنده ملك يمين يستأذن عليه؛ لأنه قد يكون في حالة لا تُرضى، لا يرضون أن يُروا عليها، فيستأذن عليهم في هذه الأوقات، وهكذا أهل بيته يستأذن عليهم في الأوقات الثلاثة، التي بينها الله جل وعلا ، في هذه الآية الكريمة حتى لا يراهن على حال غير مناسب، من قبل صلاة الفجر، يعني في آخر الليل وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة يعني القائلة، ومن بعد صلاة العشاء؛ لأن هذه الأوقات قد يتساهل فيها أهل البيت في عدم التحرز من ستر العورة، وقد تكون ملك اليمين على حالة غير مناسبة وقد ينكشف منها بعض الشيء، المقصود أنه في هذه الأحوال قد يتساهل أهل البيت، في وقت الظهيرة وقبل صلاة الفجر، وبعد صلاة العشاء، كل هذه الأوقات فيها خلوة الإنسان بنفسه، فليستأذن إذا دخل عليهم، يستأذن، سواء كان ملك يمين، أو صبيّاً لم يبلغ الحلم وإن كان صبيّاً؛ لأنه قد لا يرضون أن يطلع على شيء من حالاتهم في هذه الأوقات الثلاثة، فالخادم سواء كان مملوكاً كما نصت عليه الآية أو غير مملوك من باب أولى، وهكذا من لم يبلغوا الحلم من الصبيان، يستأذن في هذه الأوقات الثلاثة، وغير الصبي من باب أولى، الكبير من باب أولى والمقصود من هذا التحرز من كونه يرى أهل البيت على حالة غير مناسبة، فإذا استأذن استعدوا وحرصوا على أن يكونوا على حالة حسنة.
إظهار النتائج من 331 إلى 340 من إجمالي 8502 نتيجة.