عرض وقفات التساؤلات

  • ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴿٦٣﴾    [الفرقان   آية:٦٣]
س: يقول السائل أرجو أن تفسروا لي هذا الجزء من هذه الآية الكريمة وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا ؟ ج: أوضح العلماء رحمة الله عليهم في تفسيرها أن المعنى: أنهم يمشون على الأرض هوناً يعني متواضعين، ليسوا متكبرين وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً، المعنى، قالوا كلاماً طيباً ولا يردون على الجاهل كلاماً قبيحاً، بل يردون عليه كلاماً طيباً، وإذا خاطبهم الجاهل بكلام لا يناسب ردوا عليه بكلام طيب، مثل (هداك الله)، (بارك الله فيك) (أصلحك الله) الواجب كذا- المشروع كذا- يعلمونه ويرشدونه، حتى يتوجه إلى الخير .
  • ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴿٦٧﴾    [الفرقان   آية:٦٧]
س: يقول السائل:ما المقصود بالإنفاق في قوله عز وجل في سورة الفرقان: وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا ؟ ج: المراد الإنفاق على البيت، على أهل البيت، على الزوجة والأولاد والخدم، يتوسط، لا يسرف ولا يبخل، بينهما، لم يسرفوا ولم يقتروا، المقصود لم يبخلوا يعني تكون نفقته وسطاً، هذا هو المشروع هذا هو وصف عباد الرحمن أهل الخير والإيمان لا يسرفون في النفقات ولا يبخلون ولكن وسط .
  • ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴿٦٨﴾    [الفرقان   آية:٦٨]
س: الأخ: م. م. ك.ي: يسأل عن قول الحق تبارك وتعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا هل المقصود في الآية أنه إذا فعل الإنسان الكبائر الثلاث يخلد في النار، أم المقصود إذا ارتكب إحدى هذه الكبائر يخلد في النار، فمثلاً ارتكب جريمة القتل، هل يخلد في النار، أو لا؟ نرجو أن تتفضلوا بالتفسير المفصل لهذه الآية الكريمة . ج: هذه الآية العظيمة فيها التحذير من الشرك، والقتل والزنى وأن أصحاب هذه الجرائم متوعدون بما قاله الله سبحانه: وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا قيل إنه وادٍ في جهنم، وقيل المعنى أثاماً يعني إثماً كبيراً عظيماً، ولهذا فسر بقوله: يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا . هذا جزاء من اقترف هذه الجرائم الثلاث، أنه يضاعف له العذاب ويخلد في العذاب مهاناً لا مكرماً، وهذه الجرائم الثلاث مختلفة في المراتب فجريمة الشرك، هي أعظم الجرائم وهي أعظم الذنوب ، وصاحبها مخلد في النار أبد الآباد، لا يخرج من النار أبداً، كما قال الله سبحانه في كتابه العظيم: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ والعياذ بالله، وقال سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . قال عز وجل: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ . قال في حقهم: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ . والآيات في هذا كثيرة، فالمشرك إذا مات على شركه، ولم يتب فإنه مخلد في النار، والجنة عليه حرام والمغفرة عليه حرام، بإجماع المسلمين، قال تعالى: مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ . وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ . فجعل المغفرة حراماً على المشرك، إذا مات على شركه، أمَّا ما دون الشرك فهو معلق، ما دون الشرك فهو تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى ، فالخلاصة أن المشرك إذا مات على شركه فهو مخلد في النار، أبد الآباد بإجماع أهل العلم، وذلك مثل الذي يعبد الأصنام، ويستغيث بها أو الأشجار أو الأحجار، أو الكواكب أو الشمس أو القمر أو غير ذلك، أو يعبد الأموات الذين يسمونهم بالأولياء، أو يعبد الأنبياء أو يعبد الملائكة ، يستغيثون بهم، وينذرون لهم، ويطلبوا منهم المدد والعون عند قبورهم، أو بعيداً من قبورهم مثل ما يقول: بعضهم يا سيدي فلان، اشفِ مريضي، المدد المدد يا سيدي البدوي، يا سيدي عبد القادر، يا رسول الله، المدد المدد أو يا حسين أو يا فاطمة أو يا ست زينب أو غير ذلك، ممن يدعوهم المشركون هذا كله من الشرك الأكبر والعياذ بالله، إذا مات عليه صاحبه صار من أهل النار، نعوذ بالله والخلود فيها، أمَّا الجريمة الثانية وهي القتل والثالثة وهي الزنى، هاتان الجريمتان دون الشرك معصيتان إذا كان من تعاطاهما لم يستحلهما يعلم أنهما محرمتان يعلم أن هاتين الجريمتين معصيتان محرمتان ، ولكن حمله الغضب أو الهوى أو ما أشبه ذلك، على إقدامه على القتل بسبب البغضاء والعداوة أو أسباب أخرى، وحمله الهوى والشيطان على الزنى وهو يعلم أن القتل محرم، بغير الحق وأن الزنى محرم، هاتان الجريمتان توجبان النار وغضب الله عزو جل، إلاَّ أن يعفو الله عن صاحبهما لأعمال صالحة، أو توبة قبل الموت فإذا تاب عفا الله عنه، وقد يُعفى عنه لأعمال صالحة كثيرة له أو بشفاعة الشفعاء أو بدعاء المسلمين له، إلى غير ذلك وقد يعذب في النار على قدر المعاصي التي مات عليها، وهذا واقع لكثير من الناس، يعذبون على معاصيهم، ثم يخرجهم الله من النار برحمته سبحانه وتعالى، تارة بأسباب الشفعاء كشفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم، وشفاعة الملائكة والأفراط والمؤمنين، وقد يخرج الإنسان من النار بشفاعة هؤلاء بعد ما يمضي فيها ما كتب الله له من العذاب، ويبقى في النار أقوام من أهل التوحيد، لا تنالهم شفاعة الناس فيخرجهم الله سبحانه وتعالى برحمته جل وعلا ؛ لأنهم ماتوا على توحيد، على إيمان ولكن لهم أعمال خبيثة، ولهم معاص دخلوا بها النار، فإذا طهروا منها ومضت المدة التي كتب الله عليهم، أخرجوا من النار رحمة من الله عز وجل، ويلقون في نهر يقال له نهر الحياة، من أنهر الجنة ينبتون فيه كما تنبت الحبة في محمل السيل، فإذا تم خلقهم أدخلهم الله الجنة، وبهذا يعلم أن العاصي كالقاتل والزاني، لا يخلد خلود الكفار، بل خلود خاص غير خلود الكفار، فقوله سبحانه: وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا . هذا خلود متنوع مختلف، فخلود المشرك، هذا خلود دائم ليس لهم منه محيص، وليس لهم منها مخرج، كما قال جل وعلا: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ . هكذا وفي سورة البقرة قال سبحانه: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ . هكذا في سورة المائدة. فالرب عز وجل بين لنا أنهم لا يخرجون من النار، يعني الكفرة، أما العصاة فيخرجون ، إذا تمت المدة التي كتب الله عليهم، يخرجون من النار إمَّا بشفاعة الشفعاء، وإما بمجرد رحمته سبحانه وتعالى، من دون شفاعة أحد، فإن بقايا أهل التوحيد في النار يخرجهم الله منها بدون شفاعة أحد، بل برحمته سبحانه وتعالى فلا يبقى في النار إلاَّ أهلها وهم الكفرة، فتطبق عليهم ولا يخرج منهم أحد بعد ذلك نسأل الله العافية، ويسمى وجود العصاة في النار مدة طويلة يسمى خلوداً، عند العرب الإقامة الطويلة تسمى خلوداً كما في قول بعض الشعراء: أقاموا فأخلدوا ................. يعني طوّلوا الإقامة، فالمقيم طويلاً يسمى مخلداً، يقال أخلد في المكان يعني طوّل في الإقامة، فالزاني والقاتل تكون إقامتهما في النار أكثر من غيرهما من العصاة، والقتل أقبح وأشرّ من الزنى، والزنى من أعظم الجرائم لما فيه من الفساد في الأرض، فهما جريمتان عظيمتان يحصل لأصحابهما الخلود في النار، خلود يليق بهما على حسب معاصيهما، فهو خلود له نهاية، وهكذا خلود الذي يقتل نفسه، مخلد في النار، لكن خلود له نهاية، بخلاف خلود الكافر فإنه لا نهاية له، أمَّا العاصي: من الزاني وقاتل لنفسه، وقاتل لغيره هؤلاء يطول مكثهم في النار ويكثر، لكنهم يخرجون بإذن الله ومشيئته، بعد مضي المدة التي كتبها الله عليهم، وهم فيها متفاوتون، بعضهم أطول من بعض على حسب كثرة معاصيهم، وكثرة تساهلهم بأمر الله، واستخفافهم بحقه، على حسب هذا تكون الإقامة، مع أنها لا تستمر بل لها نهاية، فهو خلود له نهاية .
  • ﴿وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ﴿٢٠﴾    [النساء   آية:٢٠]
س: وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا، أرجو تفسير الآية. ج: بعد أن أمر الله الأزواج بحسن عشرة الزوجات ورغبهم في الإبقاء على الحياة الزوجية، وحذرهم من الإساءة إليهن وإيذائهن ليأخذوا شيئا مما دفعوه لهن مهرا، بعد ذلك نهاهم إذا أرادوا الطلاق ليتزوجوا بدلهن أن يأخذوا مما أعطوهن من الصداق شيئا ولو كان ما دفعوه لهن عند الزواج كثيرا جدا، ثم أكد نهيه عن ذلك بإنكاره سبحانه عليهم أن يأخذوا منه شيئا، وقد دخلوا بهن واستمتع بعضهم ببعض، وأخذن عليهم عهدا عظيما، بإقامة العدل، وحفظ الحقوق، والعشرة بالمعروف، واجتناب الإثم والبهتان. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾    [البقرة   آية:٦٢]
س: أرجو منكم تفسير هذه الآية، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . ج: لما بين الله سبحانه حال من خالف أوامره وارتكب زواجره وتعدى في فعل ما لا إذن فيه وانتهك المحارم، وما أحل بهم من النكال - في الآيات السابقة - نبه تعالى في هذه الآية على أن من أحسن من الأمم السالفة وأطاع فإن له جزاء الحسنى، وكذلك الأمر إلى قيام الساعة، كل من اتبع الرسول النبي الأمي محمدًا صلى الله عليه وسلم فله السعادة الأبدية ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه ولا هم يحزنون على ما يتركونه ويخلفونه، وراجع ( تفسير ابن كثير ) وغيره عند هذه الآية لمزيد الفائدة. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٧٤﴾    [الأنعام   آية:٧٤]
س: من هو أبو سيدنا إبراهيم عليه السلام؟ لأني سمعت بعض العلماء يقولون: إن آزر ليس أبا إبراهيم الذي ولده، بل هو أخو أبيه، وقد جاء بحجة في القرآن والحديث الذي قال الرسول صلى الله عليه وسلم: خرجت من كابر إلى كابر، ولم يمسسني شيء من سفاح الجاهلية ؛ ولذلك قالوا: إن آزر ليس أبا إبراهيم ؛ لأن إبراهيم من أجداد الرسول وكيف يكون أبوه كافرًا، ولهذا قالوا: إن آزر ليس أبا إبراهيم ، وأما أنا وبعض إخواني طلاب سمعنا أيضًا من عالم آخر يقول: إن آزر هو أبو إبراهيم الذي ولده، وقال: إن في القرآن آية تدل على ذلك وهي: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ ، ولذلك أرجو منكم بيانًا واضحًا لتطمئن قلوبنا؛ لأننا طلاب؟ ج: إن الحق هو ما ذكره العالم الثاني، من أن آزر هو أبو إبراهيم؛ لقوله تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ، وهذا نص قطعي صريح لا يحتاج إلى اجتهاد، ورجح ذلك الإِمام ابن جرير وابن كثير . أما الحديث فذكر السيوطي في [الجامع الصغير] عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء رواه الطبراني في [الأوسط] وابن عدي ، وقال الهيثمي : فيه محمد بن جعفر بن محمد صحح له الحاكم ، وقد تكلم فيه، وبقية رجاله ثقات. فالحديث يفيد طهارة سلسلة نسبه صلى الله عليه وسلم فقط، ولم يتعرض للكفر والإِسلام في آبائه، ولا يلزم من كفر آزر أن يكون نكاحه سفاحًا، وعلى فرض صحة الحديث المذكور لا يلزم من كون آزر كافرًا أن يكون نكاحه سفاحًا. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٤٥﴾    [الأنعام   آية:١٤٥]
س: يقول الله في كتابه الكريم: قُلْ لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْـزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ إلى آخر الآية. ويفهم من هذه الآية التأكيد على أنه لا يوجد حيوان حرمه الله أكلاً إلا الخنزير، وقد تكرر هذا في آيات أخرى من القرآن الكريم. وفي الحديث الشريف: إن الله حرم كل ذي ناب من الحيوان، وكل ذي مخلب من الطير، ولحوم الحمر الأهلية . ألا تجد فضيلتكم تعارضًا بين ما ورد في القرآن وبين ما ورد في الحديث الشريف ( إن صح )؟ وحيث إن القرآن لا يُنسخ إلا بالقرآن ومبلغ علمي أنه لم تُنسخ هذه الآيات بآيات أخرى، والله أعلم. لذا أرجو من فضيلتكم الإيضاح والإفتاء أفادكم الله وجزاكم عنا خيرًا. ج: لا تعارض بين الآية والحديث؛ لأن الحديث فيه زيادة محرمات لم تُذكر في الآية الكريمة، وقد قال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وفي الآية الأخرى يقول تعالى: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ، وليس هذا أيضا من قبيل النسخ كما توهمت، وإنما هو من قبيل البيان والزيادة لأحكام لم تُذكر في القرآن. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ ﴿٥٨﴾    [الأنعام   آية:٥٨]
س: كيف يمكن الجمع بين الآية: قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ . وبين ما ثبت في ( الصحيحين ) عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال: لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد ظللتني، فنظرت فإذا فيها جبرائيل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال وسلم عليَّ، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فيما شئت إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئًا ؟ ج: لا تنافي بين الآية والحديث؛ لأن الآية فيها تهديد بأن الأمر لو كان إلى النبي صلى الله عليه وسلم لقضي الأمر بينه وبين قومه. والله سبحانه يعلم من نبيه أنه لا يريد إطباق الأخشبين على قومه؛ لأنه بعثه رحمة للعالمين؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم للملك: بل أستأني بهم، لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئًا . وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٥٧﴾    [الأعراف   آية:١٥٧]
س: قال الله تعالى: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ فهذا وصف للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كان أميًّا، وقال تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ فالذي يقرأ لا يكون أميًّا، فكيف يا ترى نوفق بين الآية الأولى والآية الثانية؟ وهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم أميًّا؟ ج: الأمي هو: الذي لا يكتب ولا يقرأ الكتابة، والنبي صلى الله عليه وسلم أمي بهذا الاعتبار، قال تعالى: وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ أما قوله: اقْرَأْ فالمراد به إلقاء القرآن إليه بواسطة جبريل، وحفظه له من غير كتابة، فلا تعارض بين أميته صلى الله عليه وسلم وقراءته القرآن بالتلقي. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿١٧٥﴾    [الأعراف   آية:١٧٥]
س: ما معنى قوله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ؟ ج: الآية تعني رجلاً من بني إسرائيل علمه الله التوراة فلم يعمل بها، وهي عامة لكل من علمه الله علمًا فلم يعمل به.
إظهار النتائج من 351 إلى 360 من إجمالي 8502 نتيجة.