عرض وقفات التساؤلات

  • ﴿وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ﴿٤١﴾    [البقرة   آية:٤١]
س: عندي مشكلة في تفسير آية قرآنية، وهي: وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلا ، أرجو من فضيلتكم التشرف بشرحها بتفصيل؟ ج: قال ابن كثير رحمه الله تعالى في بيان تفسير هذه الجملة المسؤول عنها: يقول: لا تعتاضوا عن الإِيمان بآياتي وتصديق رسولي بالدنيا وشهواتها، فإنها قليلة فانية، وقال أيضًا: وفي [ سنن أبي داود ] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من تعلم علمًا يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلاَّ ليصيب به عرضًا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة يوم القيامة . فأما تعليم العلم بأجرة فإن كان قد تعين عليه فلا يجوز أن يأخذ عليه أجرة، ويجوز أن يتناول من بيت المال ما يقوم به حاله وعياله، فإن لم يحصل له منه شيء وقطعه التعليم عن التكسب فهو كما لو لم يتعين، وإذا لم يتعين عليه فإنه يجوز أن يأخذ عليه أجرة عند مالك والشافعي وأحمد وجمهور العلماء، كما في [صحيح البخاري ] عن أبي سعيد في قصة اللديغ: "إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله"، وقوله صلى الله عليه وسلم في قصة المخطوبة: زوجتكها بما معك من القرآن . فأما حديث عبادة بن الصامت أنه علَّم رجلاً من أهل الصفة شيئًا من القرآن فأهدى له قوسًا، فسأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أحببت أن تطوق بقوس من نار فاقبله رواه أبو داود ، وروى مثله عن أبي بن كعب مرفوعًا، فإن صح إسناده فتركه محمول عند كثير من العلماء، - منهم أبو عمر بن عبد البر - على أنه لما علمه لله لم يجز بعد هذا أن يعتاض عن ثواب الله بذلك القوس، فأما إذا كان من أول الأمر على التعليم بالأجرة فإنه يصح، كما في حديث اللديغ وحديث سهل في المخطوبة، والله أعلم. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾    [البقرة   آية:٥٨]
س: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قيل لبني إسرائيل : ادخلوا الباب سجدًا وقولوا: حطة، فدخلوا يزحفون على أستاههم، فبدلوا وقالوا: حطة حبة في شعرة ، [صحيح البخاري ] المجلد الثاني باب وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ ، الآية ص643، قال محمد حفظ الرحمن في تصنيفه [قصص القرآن] الجزء الثاني صفحة 17: أن يفهم من رواية البخاري : أن بني إسرائيل يزحفون على أستاههم، ولكن ليس هذا مشي المتكبرين مروجًا ومعقولاً في العالم، بل شبههم هكذا أضحوكة للناس، فالتفسير الصحيح لعبد الله بن مسعود أنه قال: (إن بني إسرائيل يمشون مرحًا وتبخترًا رافعًا برؤوسهم حين دخلوا البلد ويتحركون أستاههم ويميلون صدورهم يمينًا وشمالاً كما يمشون المتكبرون)، كذا في [قصص القرآن] لمحمد حفظ الرحمن ، فماذا ترى في هذا الباب أتفسير البخاري حق أم تفسير عبد الله بن مسعود ؟ فصل فيه القول بالقرآن والسنة. فجزاكم الله عنا وعن جميع المسلمين جزاءً حسنًا . ج: أمر الله تعالى بني إسرائيل أن يدخلوا باب بيت المقدس خاشعين شكرًا له تعالى، وأن يقولوا: يا ربنا، حط عنا ذنوبنا حطًّا - أي: اغفر لنا ذنوبنا مغفرة - ووعدهم سبحانه إن هم امتثلوا أمره أن يغفر لهم خطاياهم ويكفر عنهم سيئاتهم، لكنهم لم يمتثلوا أمره، بل بدلوا ما أمروا به من القول والعمل، فدخلوا يزحفون على أستاههم قائلين: حبة في شعرة أو في شعيرة؛ تلاعبًا منهم بأمر الله تعالى، وسخريةً واستهزاءً وتبديلاً لتشريعه سبحانه قولاً وعملاً، بدلاً من طاعته والخضوع لأوامره شكرًا لنعمته، فأنزل على الذين ظلموا منهم بأسه، وأذاقهم عذابه، جزاءً وفاقًا بتبديلهم وتحريفهم شرعه وتمردهم عليه، كما جاء في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسيرًا للآيتين: وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَـزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْـزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ، وتفسيرها بما جاء في الحديث هو الصحيح؛ لأنه عن النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم، وعملهم - مع كونه سخرية واستهزاء - متضمن للتمرد على الله والاستكبار عن طاعته، وبهذا يعلم خطأ تفسير الآية بمجرد الكبر والخيلاء. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥﴾    [البقرة   آية:١٦٥]
س: قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ هل معنى ذلك أن المشركين كانوا يحبون الله ؟ ج: المشركون كانوا يعبدون الله، ولكنهم أشركوا غيره معه، فيحبون الله ويحبون غيره معه، ويدعون الله ويدعون غيره معه من الأنداد والنظراء، وهم في الشدة يخلصون العبادة لله، بخلاف مشركي هذا الزمان، فإنهم يشركون في الرخاء والشدة، قال تعالى: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾    [البقرة   آية:٣٠]
س: نرجو أن تفتونا عن معنى قول الله تعالى: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً . نرجو أن توضحوا لنا معنى ( خليفة ) في هذه الآية، وكيف نوفق بين الآية السابقة وقول الله سبحانه وتعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون لقد حدث عندي لبس بين ما خلق الإنسان له، وما هي الأولى على الإنسان عبادة الله أو الخلافة أو كلاهما معًا، وما علاقة الخلافة بالعبادة؟ ج: معنى قوله تعالى: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً أي: قومًا يخلف بعضهم بعضًا قرنًا بعد قرن وجيلاً بعد جيل، كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ ، وقال سبحانه: وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ ، وقال: وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ وغيرها من الآيات. وأما قوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ فمعناه: أي إلا لآمرهم بعبادتي وأبتليهم بالتكاليف، ثم أجازيهم على أعمالهم إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر. وبمعرفة معنى الآيتين يزول الإشكال الذي توهمته. فالآية الأولى تبين أن الجنس البشري يخلف بعضه بعضًا في هذه الأرض، والآية الثانية بينت الحكمة والغاية التي من أجلها خلق الله الجن والإنس وهي أمرهم بعبادة الله وحده، فتكون الحكمة أنه خلقهم لعبادته وليخلف بعضهم بعضًا. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٤٤﴾    [البقرة   آية:٤٤]
س: ما هو تفسير الآية التالية: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ؟ ج: هذه الآية في بني إسرائيل كما دل عليه ما قبلها، فالخطاب فيها لهم، وقد وبخهم الله تعالى فيها على اعوجاج سيرتهم وفساد عملهم، فإن اليهود كانوا يزعمون الإيمان بالتوراة والعمل بها؛ ولذا كانوا يدعون إلى ما فيها من بر وخير ووجوب طاعة الله تعالى وترك معصيته، وهم مع هذا قد تنكبوا هديها، وزاد القرآن من توبيخهم بنسبتهم إلى النسيان للمبالغة في عدم مبالاتهم وغفلتهم، فإن الإنسان من شأنه أن لا ينسى نفسه من الخير ولا يحب أن يسبقه أحد إليه، وهم لو اتبعوا هدي التوراة لآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه مكتوب عندهم فيها ومبشر به، لكنهم انسلخوا من تلك الآيات حسدًا وتكبرًا وصرفوا وبدلوا، مع أنهم يعرفونه صلى الله عليه وسلم مما عندهم من العلم كما يعرفون أبناءهم. ويذكر أن الآية نزلت في أحبار اليهود ، كانوا يأمرون من نصحوه سرًّا بالإيمان بنبينا صلى الله عليه وسلم ولا يؤمنون به، فكانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم. ومعنى قوله تعالى: وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أي: تعرفون منه ما لا يعرفه من تأمرونه باتباعه، والفرق عظيم بين من يفعل وينقصه العلم بفوائد ما يفعل، ومن يترك وهو عالم بمزايا ما يترك. ومعنى قوله: أفلا تعقلون أي: أفلا عقل لكم يحبسكم عن هذا السفه، ويحذركم وخامة عاقبته، فإن من عنده أدنى عقل لا يدعي كمال العلم بالكتاب ويقوم بالإرشاد إلى هديه، ويبين للناس سبيل السعادة باتباعه، ثم هو لا يعمل به ولا يستمسك بأوامره ونواهيه. وهذا الخطاب وإن كان موجهًا لليهود فهو عبرة وموعظة لغيرهم، فليحذر كل أحد من أن يكون حاله كحال أولئك. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿١٤٣﴾    [البقرة   آية:١٤٣]
س: قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ما هو الذي تشهد به هذه الأمة بين يدي خالقها يوم القيامة، وما صيغة هذه الشهادة، وكيف تتم؟ ج: معنى الآية الكريمة: أن الله سبحانه اختار هذه الأمة وجعلها خيارًا عدلاً، ووهبها من العلم والحلم والعدل والإحسان ما لم يهبه لأمة سواهم ليكونوا شهداء على الناس بسبب عدالتهم وحكمهم بالقسط، فيحكمون على الناس من سائر أهل الأديان، ولا يحكم عليهم غيرهم، فما شهدت له هذه الأمة بالقبول فهو مقبول، وما شهدت له بالرد فهو مردود، ومن شهادة هذه الأمة على غيرهم أنه إذا كان يوم القيامة وسأل الله سبحانه المرسلين عن تبليغهم، والأمم المكذبة عن ذلك، وأنكروا أن الأنبياء بلَّغتهم، استشهد الأنبياء بهذه الأمة، فشهدت لهم بالبلاغ كما ثبت ذلك في ( صحيح البخاري ). وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٢٥١﴾    [البقرة   آية:٢٥١]
س: أستفهم عن تفسير الآية الكريمة: وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ . ج : معناها: لولا أن الله تعالى يدفع أهل الباطل بأهل الحق، وأهل الفساد في الأرض بأهل الإصلاح فيها لغلب أهل الباطل والإفساد في الأرض وبغوا على الصالحين وأوقعوا بهم حتى يكون لهم السلطان وحدهم، فتفسد الأرض بفسادهم، فكان من فضل الله على العالمين وإحسانه على الناس أجمعين أن أذن الله لأهل دينه الحق المصلحين في الأرض بقتال المفسدين فيها من الكافرين والبغاة المعتدين، فأهل الحق حرب لأهل الباطل في كل زمان والله ناصرهم ما نصروا الحق وأرادوا الإصلاح في الأرض. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٢٦٠﴾    [البقرة   آية:٢٦٠]
س: جاء في ( تفسير ابن كثير ) للآية رقم ( 260 ) من سورة البقرة وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى الآية. جاء حديث صحيح عن البخاري يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: نحن أحق بالشك من إبراهيم . فنرجو بيان ما المقصود بالشك هنا. وجاء في الشرح أن النبي صلى الله عليه وسلم ينفي الشك عن سيدنا إبراهيم، فكيف يتأتى ذلك مع أن فهمنا للآية هو أن سيدنا إبراهيم كان يمر بفترة شك قبل تمام الإيمان؟ ج : المقصود بهذا الحديث : نفي الشك عن خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، كما ذكر العلامة ابن كثير وغيره من شُرَّاح الحديث، وتقدير المراد من الحديث هكذا: لو شك خليل الله إبراهيم لكنا أحق بالشك منه، لكنا لم نشك فإبراهيم أولى بعدم الشك منا. ويؤيد ذلك ما جاء في نفس الآية من جواب الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما سأله ربه سبحانه بقوله: أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ، وقد أقره الله تعالى وصدقه في خبره عن نفسه بأنه مؤمن، ولكنه طلب زيادة إيمان واطمئنانًا، ولذلك استدل علماء التوحيد بالآية على تفاوت الإيمان، وأنه يزيد وينقص بزيادة الطاعة والأدلة، فالإيمان المستند إلى الأدلة الحسية والمشاهدة أقوى من الإيمان المبني على الأدلة السمعية والعقلية، وبذلك يتبين من نص الآية سؤالاً وجوابًا ومن تقدير المراد من الحديث أن إبراهيم عليه السلام لم يشك.
  • ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿١٦٨﴾    [البقرة   آية:١٦٨]
س: قال الله تعالى: وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ، ما هي خطوات الشيطان ؟ وهل النظر إلى النساء الغير محارم، سواءً مباشرة أو عبر القنوات الفضائية أو محادثتهن بالهاتف أو في الأسواق بكلام غزلي جنسي، يعد من خطوات الشيطان؟ أو مطالعة كتب الحب والغرام ومجلات الفن والأزياء المشتملة على صور الممثلات والفنانات الفاتنات. هل هذا يعد من هذا القبيل؟ وما واجبنا نحو من وقع في شيء من هذا؟ أفيدونا أفادكم الله. ج: خطوات الشيطان قال ابن كثير في ( تفسيره ج 1 ص 204 ) قال قتادة والسدي : كل معصية لله فهي من خطوات الشيطان. وقال عكرمة : هي نزغات الشيطان. وقال مجاهد : خطؤه وخطاياه. وقال أبو مجلز : هي النذور في المعاصي. وقال القرطبي في ( تفسيره ج 1 ص 308 ): قلت: والصحيح أن اللفظ عام في كل ما عدا السنن والشرائع من البدع والمعاصي. وبذلك يتبين أنها كل ذنب عصي الله به، فمن خالف ما أمر الله به وشرعه الله ورسوله، أو انتهك محارم الله، فقد عصى الله، وجميع ما ذكر في السؤال من خطوات الشيطان وطرائقه ومسالكه التي يأمر بها، قال تعالى: إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ، ومن وقع في شيء من ذلك فعليه التوبة النصوح منه، وعدم العودة لمثل هذه الأعمال السيئة، وعلى من يعرف من يتصف بذلك أن ينصحه بلطف ولين، وأن يبين له الآثار السيئة المترتبة على فعله ويرغبه في فعل الصالحات والتقرب إلى الله بالنوافل والعبادات، وأداء الصلاة جماعة كما أمر الله ورسوله، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
  • ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾    [الذاريات   آية:٥٦]
س: نرجو أن تفتونا عن معنى قول الله تعالى: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً . نرجو أن توضحوا لنا معنى ( خليفة ) في هذه الآية، وكيف نوفق بين الآية السابقة وقول الله سبحانه وتعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ لقد حدث عندي لبس بين ما خلق الإنسان له، وما هي الأولى على الإنسان عبادة الله أو الخلافة أو كلاهما معًا، وما علاقة الخلافة بالعبادة؟ ج: معنى قوله تعالى: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً أي: قومًا يخلف بعضهم بعضًا قرنًا بعد قرن وجيلاً بعد جيل، كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ ، وقال سبحانه: وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ ، وقال: وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ وغيرها من الآيات. وأما قوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ فمعناه: أي إلا لآمرهم بعبادتي وأبتليهم بالتكاليف، ثم أجازيهم على أعمالهم إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر. وبمعرفة معنى الآيتين يزول الإشكال الذي توهمته. فالآية الأولى تبين أن الجنس البشري يخلف بعضه بعضًا في هذه الأرض، والآية الثانية بينت الحكمة والغاية التي من أجلها خلق الله الجن والإنس وهي أمرهم بعبادة الله وحده، فتكون الحكمة أنه خلقهم لعبادته وليخلف بعضهم بعضًا. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
إظهار النتائج من 321 إلى 330 من إجمالي 8502 نتيجة.