عرض وقفات التساؤلات

  • ﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴿٥٩﴾    [مريم   آية:٥٩]
س: يقول: أرجو أن تتكرموا بتفسير قول الحق تبارك وتعالى في سورة مريم : فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا رجلٌ كان في شبابه يعمل كثيراً من الكبائر، ويترك الصلاة ، ثم تاب واهتدى وأقبل على الصلاة ، ويستشهد كثيراً بهذه الآية، ما هو قولكم جزاكم الله خيراً؟ ج: هذه الآية تدل على عظم جريمة من أضاع الصلاة ، يقول سبحانه: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وخلْف بالتسكين هو خلف السوء، يعني الذي يأتي بعد الصالح وهو على غير هدى، يقال له خلْف. فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ يعني قوماً جاؤوا بعدهم، ليسوا على استقامة بل على إضاعة للصلوات وركوب للمحارم، ولهذا قال: وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ يعني المحرمة كالزنى وشرب المسكرات واللواط، وأكل الربا وغير ذلك مما حرم الله. فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا يعني خساراً ودماراً وعاقبةً سيئة، وقال بعض المفسرين غَيًّا يعني وادياً في جهنم، خبيثاً طعمه، بعيداً قعره، نسأل الله العافية، وبكل حال فالّذي يضيّع الصلوات، ويتركها قد أتى منكراً عظيماً، وهو كافر عند جمع من أهل العلم، وإن لم يجحد الوجوب، أمّا إذا جحد الوجوب، قال: إنها لا تجب صار كافراً عند الجميع، نسأل الله العافية، لكن لو تركها تهاوناً وهو يعلم أنها واجبة عليه ، لكن تساهل، فهذا هو محل الخلاف بين أهل العلم، والصواب أنه يكفر بذلك، لقوله صلى الله عيله وسلم: الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ولم يقل إذا جحد وجوبها، وقال عليه الصلاة والسلام : إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاَة خرّجه مسلم في صحيحه، في أدلّة أخرى، غير هذين الحديثين، فيجب على كل مؤمن ومؤمنة العناية بالصلاة ، والمحافظة عليها : طاعةً لله وتعظيماً له، كما قال سبحانه: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ وقال: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ كذلك يحذر الشهوات التي حرم الله عليه، من سائر المعاصي، يجب الحذر منها أينما كان في السفر والإقامة، في الغيبة والشهادة، في جميع الأحوال، كالزنى والمآكل المحرمة والمشارب المحرمة، كالخمر وغير هذه مما حرم الله عز وجل، لكن من تاب تاب الله عليه في ذلك، فالكفر أعظم الذنوب إذا تاب صاحبه، تاب الله عليه ولهذا قال سبحانه: إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فإذا ندم على ما مضى منه وأقلع وعزم أن لا يعود واستقام على الصلاة وغيرها مما أوجب الله، وعلى ترك ما حرم الله، فله الجنة والكرامة، كما قال في آية الفرقان سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا هذا وعيدهم إذا ماتوا على الشرك، أو على قتل النفس بغير حق، أو على الزنى، هذا وعيدهم نسأل الله العافية، ثم قال: إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا فإذا تاب من الشرك والقتل والزنى، أبدل الله سيئاته حسنات ، إذا صحت التوبة وأتبعها بالعمل الصالح، بدل الله سيئاته حسنات وغفر له سبحانه وتعالى، كما قال عز وجل في الآية الأخرى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى وقال سبحانه في آية الزمر: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ سبحانه وتعالى، والمعنى للتائبين، أجمع العلماء على أن المراد بذلك التائبون، من تاب تاب الله عليه وغفر له جميع ذنوبه، فالواجب التوبة والبدار بها، ولا يقنط ولا ييأس، بل يحسن ظنه بربه ويبادر بالتوبة، ويتبعها بالعمل الصالح، بصلوات التطوع، بالصدقات، وعيادة المريض، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله، إلى غير هذا من وجوه الخير، التي تكون تارة واجبة كالأمر بالمعروف، وتكون تارة مستحبة، فالمقصود أنه يتبع توبته بالأعمال الصالحات، من واجب ومستحب، فيحافظ على الصلوات الخمس، ويؤدي الزكاة ويصوم رمضان ويحج البيت ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعو إلى الله ويتعاطى ما يسر الله له من النوافل وغيرها من الطاعات، التي أوجبها على عباده سبحانه وتعالى، وذلك من الدلائل على صدق التوبة، كونه يتبعها بالعمل الصالح، من الدلائل على صدق التوبة، واستقامة صاحبها عليها.
  • ﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ﴿٧١﴾    [مريم   آية:٧١]
س: يسأل أيضاً عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ج: هذا الورود هو المرور على الصراط، يوم القيامة ، ينصب للناس جسر على جهنم يمرون عليه، فالمؤمنون يمرون عليه ويسلمون إلى الجنة، وبعض العصاة يسقط وبعض العصاة ينجو، والكفّار لا يستطيعون المرور عليه، بل يساقون إلى النار، نسأل الله العافية، فالناس واردون إلى هذا الصراط، المؤمنون يردون ويمرون سالمين، كما قال عز وجل: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا فالله ينجي المتقين، ويمرون سالمين، منهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم دون ذلك على حسب أعمالهم الصالحة وعلى الجسر كلاليب من الجانبين، لا يعلم قدرها إلا الله سبحانه وتعالى، تخطف الناس بأعمالهم السيئة، فمنهم من يخطف وينجو ويخدش وينجو ومنهم من يسقط في النار، نسأل الله العافية، بمعاصيه، اللهم سلّم، سلّم، والأنبياء على حافتي الصراط يقولون، اللهم سلم، سلم، دعوة الأنبياء: اللهم سلّم، سلّم ذلك الوقت، فكل الناس الذين دخلوا في الإسلام يمرون على هذا الصراط، فالمؤمن السليم ينجو، وبعض العصاة ينجو، وبعض العصاة يخدش وينجو، وبعض العصاة يسقط لشدة معاصيه ويعذب على قدر معاصيه، ثم يخرجه الله من النار بتوحيده وإسلامه إلى الجنة، أمّا الكفّار فلا يستطيعون، بل يساقون إلى النار، ويحشرون إليها، لأنهم من أهلها وقد أعدت لهم، نسأل الله العافية، فهم واردوها وصائرون إليها، نسأل الله العافية .
  • ﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ﴿٧١﴾    [مريم   آية:٧١]
س: الأخ/ خ. إ.، من مكة المكرمة ، يقول: نرجو من سماحتكم أن تفسروا قوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا لأن بعض الناس يسيئون فهمها، فيعتقدون أن النّاس كلهم سوف يدخلون النار وكلهم سوف يحاسب بعمله، فإن شاء الله أخرج من يشاء ويبقي من يشاء، جزاكم الله خيراً؟ ج: هذه الآية الكريمة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم وهي قوله عز وجل: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا يعني النار ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا فسّرها النبي بأن الورود المرور والعرض على النار، هذا هو الورود، يعني مرور المسلمين عليها إلى الجنة، ولا يضرهم ذلك، وإنما يمرون كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كأجاويد الخيل والرِّكاب، تجري بهم أعمالهم ولا يدخلون النار، المؤمن لا يدخل النار، بل يمر مروراً لا يضره ذلك، فالصراط جسر على متن جهنم، يمر عليه الناس، وقد يسقط بعض الناس لشدة معاصيه، وكثرة معاصيه فيعاقب بقدر معاصيه، ثم يخرجه الله من النار إذا كان موِّحداً مؤمناً، وأمّا الكفار فلا يمرون بل يساقون إلى النار، ويحشرون إليها نعوذ بالله من ذلك، لكن بعض العصاة الذي لم يعفُ الله عنهم قد يسقط بمعاصيه التي مات عليها ولم يتب كالزنى وشرب الخمر المسكر، وعقوق الوالدين وأكل الربا وأشباه ذلك من المعاصي الكبيرة، صاحبها تحت مشيئة الله، كما قال الله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ هو سبحانه لا يغفر الشرك لمن مات عليه ، ولكنه يغفر ما دون ذلك من المعاصي لمن يشاء سبحانه وتعالى، وبعض أهل المعاصي لا يغفر له، يدخل النار، كما تواترت في ذلك الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديث كثيرة أن بعض العصاة يدخلون النار، ويقيم فيها ما شاء الله، وقد تطول إقامته من كثرة معاصيه، التي لم يتب منها وقد تقل ويشفع النبي صلى الله عليه وسلم في العصاة عدة شفاعات، يحدّ الله له حدّاً فيخرجهم من النار، فضلاً منه سبحانه وتعالى عليهم؛ لأنهم ماتوا على التوحيد والإسلام ، لكن لهم معاصي لم يتوبوا منها، وهكذا تشفع الملائكة ، ويشفع المؤمنون، ويشفع الأفراط، ويبقى أناس في النار من العصاة، لا يخرجون بالشفاعة، فيخرجهم الله جل وعلا ، فضلاً منه سبحانه وتعالى، يخرجهم الله من النار بفضله، لأنهم ماتوا على التوحيد، وماتوا على الإسلام ، لكن لهم معاصي ماتوا عليها لم يتوبوا منها، فعذّبوا من أجلها، ثم بعد مضي المدة التي كتبها الله عليهم، وبعد تطهيرهم بالنار يخرجهم الله من النار إلى الجنة، فضلاً منه سبحانه وتعالى، وبما ذكرنا يتضح معنى الورود، وأن قوله سبحانه: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا يعني المرور فقط لأهل الإيمان، وأن بعض العصاة قد يسقط في النار، ولهذا في الحديث: فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ، وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، حَتَّى يمَُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْباً فالمؤمن السليم ينجو وبعض العصاة كذلك، وبعض العصاة قد يخر ويسقط .
  • ﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ﴿٧١﴾    [مريم   آية:٧١]
س: يسأل المستمع ويقول: ما معنى الورود في قوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ؟ ج: هذا بيّنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: الورود المراد بذلك المرور على الصراط، فالمسلم يمر على الصراط وينجو، وقد يقع بعض أهل المعاصي، وأما الكفار فإنّهم يساقون إليها ويردونها، ويحشرون إليها والعياذ بالله، فلابد من المرور فالمؤمن يمر وينجو، والكافر يساق إليها ويدخلها، وبعض العصاة قد يمرّ على الصراط ولا ينجو بسبب معاصيه ، ثم لا يخلّد، العاصي لا يخلّد في النار إذا مات على الزنى أو اللّواط أو الربا، أو عقوق الوالدين، أو غيرهما من المعاصي ولم يتب فهو تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له، وأدخله الجنة بتوحيده، وإيمانه وحسناته، وإن شاء أدخله النار بمعاصيه، فإذا طهّر فيها ومحّص، أخرج منها إلى الجنة، كما قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ فأخبر سبحانه أن الشرك لا يغفر لمن مات عليه ، أمّا ما دون الشرك فقد يغفر، وقد يعفى عنه، لتوبته والتائب يتوب الله عليه، وقد يعفى عنه لحسنات كثيرة وأعمال صالحة قدّمها، أو بشفاعة بعض الشفعاء، كما تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يشفع لجماعة من العصاة فيخرجهم الله من النار وهكذا يشفع غيره والمقصود أن العاصي تحت مشيئة الله، إذا مات على الإسلام ، لكن الذي عنده معاص لم يتب منها ، فهو تحت مشيئة الله عز وجل، إن شاء غفر الله له وأدخله الجنة وإن شاء عذّبه الله على قدر معاصيه ثم يخرجه الله من النار بشفاعة بعض الشفعاء، أو بمجرد رحمته سبحانه وجوده جلّ وعلا .
  • ﴿طه ﴿١﴾    [طه   آية:١]
  • ﴿مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ﴿٢﴾    [طه   آية:٢]
  • ﴿إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى ﴿٣﴾    [طه   آية:٣]
س: طه (1) مَا أَنْـزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى . ما معنى هذه الآية جزاكم الله خيراً ؟ ج: على ظاهرها، طه هذه من الحروف المقطعة مثل: الم ، عسق ، ق ، ص ، ، هذه الحروف المقطعة، الأكثر من أهل العلم أنهم يقولون فيها: الله سبحانه وتعالى أعلم بمعانيها ، والله جعلها فواتح لكثير من السور؛ للدلالة على أن القرآن مؤلف من هذه الحروف التي يعرفها الناس، أمَّا قوله: مَا أَنْـزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى هذا واضح، الله ما أنزل القرآن ليشقى الرسول صلى الله عليه وسلم ويتعب ولكن أنزله للتذكرة، والعمل والاستفادة، الله أنزل كتابه العظيم تذكرة للمؤمنين ولنبيه صلى الله عليه وسلم حتى يعملوا به، ويستقيموا عليه وفيه الراحة والطمأنينة وفيه السعادة العاجلة والآجلة؛ وليس فيه الشقاء بل فيه الراحة والطمأنينة وفيه التقرب إلى الله والأنس بمناجاته وذكره سبحانه وتعالى، وليس منزلاً ليشقى به النبي أو العبد، لا، بل يستريح به ويتنعم به، وليستفيد منه ويعمل به وليفوز بالجنة، والسعادة بعمله به واستقامته عليه .
  • ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴿٥﴾    [طه   آية:٥]
س: ما هو تفسير قول الله سبحانه وتعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى بعض الناس يقولون: إن الله سبحانه وتعالى موجود في كل مكان، بذاته وإذا كان الكلام كذلك فما هو دليل الآية القرآنية؟ ج: الآية الكريمة معناها واضح عند أهل السنة والجماعة، فقد أخبر الله سبحانه وتعالى في سبعة مواضع من القرآن، أنه استوى على العرش، منها هذه الآية، ومنها قوله سبحانه في سورة الأعراف، وفي سورة يونس، إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ومعنى استوى ارتفع وعلا وهو استواء يليق بجلاله، لا يشابه خلقه في استوائهم على الدابة، أو على السفينة أو السيارة أو الطائرة، لا بل استواء يليق به، لا يماثل خلقه سبحانه وتعالى، كما قال جل وعلا: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ،وقال سبحانه: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ وقال عز وجل: فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ والله جل وعلا فوق العرش ، ومن قال: إنه في كل مكان فقد غلط، وضل عن سواء السبيل، وهو كافر عند جمع من أهل العلم، عند أهل السنة والجماعة لأن الله فوق العرش وعلمه في كل مكان، فقول: إنه في كل مكان، قول أهل البدع والضلال، والإلحاد، أمَّا أهل السنة والجماعة، فيقولون: إنه فوق العرش، قد استوى عليه استواء يليق بجلاله وعظمته، وعلمه في كل مكان، لا يخفى عليه خافية سبحانه وتعالى، والعرش هو سقف المخلوقات وأعلاها، والله فوقه سبحانه وتعالى، يعلم أحوال عباده، لا تخفى عليه خافية جل وعلا ، فالواجب على كل مسلم أن يعتقد ذلك، وأن يؤمن بذلك، على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، كما قال ربنا عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ سبحانه وتعالى، هذا قول أهل السنة والجماعة، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأتباعهم بإحسان .
  • ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴿١٢٣﴾    [طه   آية:١٢٣]
  • ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴿١٢٤﴾    [طه   آية:١٢٤]
س: يقول السائل: ما هو تفسير قوله تعالى: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ؟ ج: قد ذكر علماء التفسير عند هذه الآية ما يشرح معناها ويوضح معناها، قال الله جل وعلا في كتابه العظيم في سورة طه: قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في الآية، تكفل الله لمن اتبع هدى الله ألاّ يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة، والمعنى أن من اتبع الهدى واستقام على الحق الذي بعث الله به نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام ، فإنه لا يضل في الدنيا، بل يكون مهتدياً مستقيماً، ولا يشقى في الآخرة، بل له الجنة والكرامة، وهدى الله هو ما دل عليه كتابه العظيم القرآن وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام من فعل الأوامر وترك النواهي وتصديق الأخبار التي أخبر الله بها ورسوله، والإقامة عند حدود الله وعدم تجاوزها، هذا هو الهدى، فاتباع الهدى هو تصديق الأخبار وطاعة الأوامر وترك النواهي والوقوف عند حدود الله فلا يتعدى ما حد الله له، ولا يقع في محارم الله عز وجل، ومن استقام على هذا طاعة لله وإخلاصاً له ومحبة له وتعظيماً له وإيماناً به وبرسله، فإنه لا يضل في الدنيا، بل هو على الهدى ولا يشقى في الآخرة، بل هو سعيد في الدنيا والآخرة، ومن أعرض عن ذكر الله ، يعني عن كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ولم يتبع الهدى فإن له معيشة ضنكاً، والله جل وعلا يبتليه بالمعيشة الضنك وهي ما يقع في قلبه من القلق والضيق والحرج ولو أعطي الدنيا كلها فإن ما يقع في قلبه من الضيق والحرج والشك والريب هو العيشة الضنك، وهذا من العقاب المعجل وله يوم القيامة العذاب الأليم في دار الهوان، في دار الجحيم، ومع هذا يحشره الله أعمى يوم القيامة فعلى العبد أن يحذر معصية الله وأن ينقاد لشرع الله، وأن يستقيم على هداه الذي جاء به كتابه الكريم، وسنة رسوله الأمين، وأن يستقيم على الحق أينما كان، فهذا هو اتباع الهدى والله سبحانه هو الموفق لعباده، فعلى المسلم والمسلمة التضرُّعُ، إلى الله، يسأله سبحانه التوفيق والهداية ، ويجتهد في التفقه في الدين والتعلم والتبصر، فيتدبر كتاب الله ويكثر من تلاوته حتى يستقيم على الأوامر وينتهي عن النواهي وحتى يصدق أخبار الله عمَّا كان وما يكون، وهكذا يعتني بالسنة، سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حفظاً ودراسة ومذاكرة مع العلماء، وطلبة العلم حتى يستقيم على الحق ويسأل عما أشكل، عليه الذي لا يعلم، يسأل أهل العلم ويتبصر ويتفقه حتى يستقيم على هدى، وحتى يكون سيره إلى الله عن علم بما قاله الله ورسوله، إمَّا بطلبه للعلم واجتهاده للخير، وإمَّا بسؤاله أهل العلم كما قال سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ، ومن صدق في الطلب والضراعة إلى الله واجتهد في ذلك وأخلص لله قصده وابتعد عن مساخط الله، وجالس العلماء وسألهم عما يجهله من دينه، فالله سبحانه يعينه ويوفقه كما قال عز وجل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ والفرقان هو الهدى والنور فمن اتقى الله واجتهد في طلب العلم وسأل عما أشكل عليه وأخلص لله في ذلك فالله سبحانه يجعل له الفرقان، يعطيه العلم ويوفقه ويهديه فضلاً منه وإحساناً جل وعلا ، هذا شأنه جل وعلا مع أوليائه وأهل طاعته والصادقين في محبته واتباع ما يرضيه سبحانه، هم أهل البر والفضل يهديهم ويعينهم ويوفقهم .
  • ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴿١٢٤﴾    [طه   آية:١٢٤]
  • ﴿قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴿١٢٥﴾    [طه   آية:١٢٥]
  • ﴿قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ﴿١٢٦﴾    [طه   آية:١٢٦]
س: سائل يستفسر عن الآية الكريمة في سورة طه: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى يقول هل هذه الآية على كل شخص يغفل عن ذكر الله أفيدوني بذلك؟ ج: هذا وعيد شديد فيمن أعرض عن ذكر الله وعن طاعته فلم يؤد حق الله، هذا جزاؤه أن تكون معيشته ضنكا وإن كان في مال كثير وسعة، ولكن جعل الله في معيشته ضنكاً؛ لما يقع في قلبه من الضيق والحرج والمشقة فلا ينفعه، وجود المال، يكون فيه حرج وفيه مشقة بسبب إعراضه عن ذكر الله وعن طاعة الله جل وعلا ، ثم يحشر يوم القيامة أعمى، فالمقصود أن هذا فيمن أعرض عن طاعة الله وعن حقه جل وعلا ولم يبالِ بأمر الله، بل ارتكب محارمه وترك طاعته جل وعلا ، فهذا جزاؤه نسأل الله العافية .
  • ﴿خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾    [الأنبياء   آية:٣٧]
س: السائلة: أم خالد، من الرياض تقول: ما تفسير هذه الآية: خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ في سورة الأنبياء؟ ج: على ظاهرها، خلق الله آدم من تراب، لمَّا عجن بالماء صار طيناً، ثم صار طيناً لازباً ثم حمأً، ثم صلصالاً كالفخار، جاء في الحديث أنه لما نفخ فيه الروح، أراد أن يقوم قبل أن يستكمل، أن تسلم الروح بدنه عجلته، ولهذا قال تعالى: خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ . وقال جل وعلا: وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولا .
  • ﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٤١﴾    [الأنبياء   آية:٤١]
س: السائلة: أم خالد، من الرياض تسأل: ما سبب نزول هذه الآية الكريمة وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ؟ ج: سببها التسلية للرسول صلى الله عليه وسلم ، يقول لا تجزع، فقد استهزئ بالرسل من قبلك، فإن قريشاً تستهزئ به، وكفارهم وغير كفارهم يستهزئون به، فالله يسليه، ويعزيه ويقول له: تعلم من هذا، ولا تحزن من هذا، فإن الرسل قبلك كذلك، قد استهزئ بهم، فلك فيهم الأسوة، كما كُذِّبُوا كُذِّبْتَ، وكما استهزئ بهم استهزئ بك، فلا بد من الصبر، ولهذا قال في الآية الأخرى: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ .
إظهار النتائج من 301 إلى 310 من إجمالي 8651 نتيجة.