عرض وقفات التساؤلات

  • ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾    [يونس   آية:٦٢]
س: يسأل السائل من اليمن ، ويقول: ما هو تفسير هذه الآية الكريمة: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ؟ ج: هذه الآية الكريمة، فيها بيان حال أولياء الله، وأنهم لا خوفٌ عليهم ولا حزن عليهم ، لإيمانهم وتقواهم، يقول جل وعلا : أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ثم فسرهم فقال: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ فأولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى، هم الذين أخلصوا لله العبادة ، واستقاموا على دينه واتقوه جل وعلا ، وأدوا فرائضه، وتركوا محارمه، ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله، أهل الإيمان والتقوى، أهل البصيرة، أهل الصدق الذين أخلصوا لله العبادة ولم يشركوا به شيئاً ثم أدوا فرائضه وابتعدوا عن محارمه ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله، ليس عليهم خوف ولا حزن، بل لهم الجنة والكرامة والسعادة، لهذه الآية الكريمة: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لا خوف عليهم في المستقبل ولا يحزنون على ما خلفوا في الدنيا، وهم المذكورون في قوله جل وعلا : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ وفي قوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُـزُلا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا والآيات في هذا المعنى كثيرة .
  • ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾    [هود   آية:١٠٦]
س: يقول السائل الأخ/ أبو صلاح الدين: أرجو شرح معنى هذه الآية التي احترت في فهم معناها كثيراً، والقول الراجح في تفسيرها، يقول (الجزء رقم : 27، الصفحة رقم: 196) الحق تبارك وتعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ هل يفهم من هذا أن من دخل الجنة يخرج منها إذا شاء الله وهل نسخت هاتان الآيتان بشيء من القرآن، إذ إنهما وردتا في سورة مكية؟ ج: أما السؤال فالآيتان ليستا منسوختين، بل هما محكمتان وقوله جل وعلا: إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ اختلف أهل العلم في بيان معنى ذلك مع إجماعهم بأن نعيم أهل الجنة دائم أبداً، لا ينقضي ولا يزول ولا يخرجون منها ولهذا قال بعده سبحانه: عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ لإزالة ما قد يتوهم بعض الناس من أن هناك خروجاً فهم خالدون فيها أبداً وهذا العطاء غير مجذوذ أي غير مقطوع، ولهذا في الآيات الأخرى يبيّن هذا المعنى فيقول سبحانه: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ قوله آمنين أي أمن من الموت، وأمن من الخروج، وأمن من الأمراض، والأحزان وكل كدر، وقوله: وَنَـزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ فهم فيها دائمون، لا يخرجون، وقال عز وجل: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ فأخبر سبحانه أن أهل الجنة في مقام أمين لا يعتريه خراب ولا زوال، وأنهم آمنون أيضاً فلا خطر عليهم من الموت، ولا مرض ولا خروج ولا حزن ولا غير ذلك، وأنهم لا يموتون فيها أبداً، فعلم بهذا أن أهل الجنة مخلدون فقوله: إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ قال بعض أهل العلم: معناه مدة مقامهم في القبور، ليسوا في الجنة وإن كان المؤمن في روضة من رياضها وفي نعيم ، لكن ذلك ليس هو الجنة، وإنّما هو شيء من الجنة، فإنه يفتح إلى المؤمن في قبره باب من الجنة، يأتيه من ريحها وطيبها ونعيمها، ولكنه ليس المحل الجنة، بل ينقل إليها بعد ذلك إلى الجنة فوق السماوات في أعلى شيء، وقال بعضهم: معنى إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ يعني مدة مقامهم في موقف القيامة للحساب والجزاء، هذا مستثنى بعد خروجهم من القبور، فإنهم بعد ذلك ينتقلون إلى الجنة، وقال بعضهم: هو من الأمرين، مدة بقائهم في القبور، ومدة بقائهم في الموقف ومرورهم على الصراط، هذه الأوقات كلها زائدة ليسوا في الجنة لكن ينقلون منها إلى الجنة فقوله إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ يعني إلا وقت مقامهم في القبور وإلا وقت مقامهم في الموقف وإلا وقت مرورهم على الصراط فهم في هذه الحالة ليسوا في الجنة، ولكنهم منقولون إليها، وسائرون إليها وبهذا يعلم أن المقام مقام واضح، ليس فيه شبهة ولا شك ولا ريب، فأهل الجنة منعّمون فيها وخالدون، أبد الآباد، لا موت ولا مرض ولا خروج ولا كدر ولا حزن ولا حيض ولا نفاس، ولا شيء من الكدر أبداً، بل في نعيم دائم وخير دائم، وهكذا أهل النار مخلدون فيها أبد الآباد، لا يخرجون منها ولا تخرب أيضاً هي بل تبقى وهم باقون فيها وقوله: إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ قيل فيه مدّة بقائهم في المقابر، أو مدة مقامهم في الموقف مما تقدم في أهل الجنة، وهم بعد ذلك يساقون إلى النار ويخلدون فيها أبد الآباد نسأل الله العافية، كما قال عز وجل في سورة البقرة: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ وقال عزّ وجلّ في سورة المائدة في حق الكفرة: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ قال بعض السلف: إن النار لها أمد ولها نهاية ، بعدما يمضي عليها آلاف السنين والأحقاب الكثيرة، إنها تنتهي وإنهم يموتون أو يخرجون، وهذا قول ليس بشيء عند أهل السنة والجماعة، قول ضعيف والذي عليه عموم أهل السنة والجماعة، وإجماع أهل السنة والجماعة أنها باقية أبد الآباد وأنهم لا يخرجون منها وأنها لا تخرب أيضاً بل هي باقية أبد الآباد في ظاهر القرآن الكريم وظاهر السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، نسأل الله العافية والسلامة. وفي قوله سبحانه وتعالى: إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ هذا من المشتبه ولهذا اختلف تفسيرهم له ولكنه يقيناً أنه قبل دخولهم الجنة، فإن هذا مستثنى قبل دخولهم الجنة، فإما أن يراد به مقامهم في القبور، أو مقامهم في موقف الحساب وأمّا بعد دخولهم الجنة فلا يخرجون منها أبد الآباد بإجماع المسلمين .
  • ﴿خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾    [هود   آية:١٠٧]
  • ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾    [هود   آية:١٠٦]
س: ما هو تفسير قوله تعالى: مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ في قوله تعالى في سورة هود: فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ والآية التي بعدها؟ ج: اختلف كلام أهل التفسير في هذا الاستثناء وأحسن ما قيل في ذلك أن الاستثناء يراد به ما يقع حال القيامة في موقف القيامة وما يقع في حال القبور، كل هذا مستثنى، فإن المؤمنين والكافرين، كلهم لهم نصيبهم، المؤمنون لهم نصيبهم من نعيم الله في قبورهم، وفي موقفهم يوم القيامة وما يحصل لهم من التسهيل واللطف، والكافرون لهم نصيبهم من العذاب في المقابر، وفي موقفهم أمام الله يوم القيامة، أما بعد دخول النار فليس فيها استثناء، فأهل النار مخلّدون أبد الآباد، وهم الكفار ، وأهل الجنة مخلّدون في دار النعيم أبد الآباد ، ولا يخرجون ولا يموتون ولا تخرب بلادهم ، وهكذا الكفرة مخلدون في نار جهنم، عند أهل السنة والجماعة، مخلّدون فيها أبد الآباد، لا تخرب ولا يخرجون منها، كما قال الله سبحانه وتعالى في أهل النار: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ وقال سبحانه: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ قال في أهل الجنة: خَالِدِينَ فِيهَا مَا أهل الجنة دائماً في نعيمهم، وفي سرورهم وفي حضرتهم، لا يظعنون ولا تخرب بلادهم : إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ قال سبحانه: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ (46) وَنَـزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ في آيات كثيرات، كلها دالّة على خلود هؤلاء وخلود هؤلاء، أهل الجنة مخلدون فيها أبد الآباد، وأهل النار مخلدون فيها أبد الآباد يعني الكفرة، وقد ذهب بعض السلف إلى أن النار لها نهاية، وأن أهلها يخرجون منها بعد النهاية، أو يموتون فيها وهذا القول شاذ عند أهل السنة والجماعة، لا أساس له من الصحة، والذي عليه جمهور أهل السنة والجماعة أن النار دائمة أبداً، وأن أهلها مخلّدون فيها أبد الآباد، لا تخرب ولا يخرج منها أهلها، بل هم في عذاب دائم، وخلود دائم، وهي باقية مقيمة، لابثين فيها أحقاباً، لا تنتهي، هكذا أخبر ربنا عزّ وجل، في قوله سبحانه: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ وقوله: كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا وقوله: فَذُوقُوا فَلَنْ نَـزِيدَكُمْ إِلا عَذَابًا ومن قال: إن لها أمداً فهو قول ضعيف، شاذ، لا يعوّل عليه عند أهل السنة والجماعة، وأمّا العصاة من الموحدين فهؤلاء عند أهل السنة والجماعة إذا دخلوا النار لا يخلدون فيها، بل يقيمون فيها ما شاء الله ثم يخرجهم الله منها، فضلاً منه ورحمة سبحانه وتعالى؛ لأنهم ماتوا على التوحيد والإسلام ، لكن لهم معاص، ماتوا عليها، لم يتوبوا فيها هؤلاء إذا دخلوا النار، لا يخلدون عند أهل السنة والجماعة، خلافًا للخوارج وخلافاً للمعتزلة ، ومن سار على مذهبهم من أهل البدع، أما أهل السنة والجماعة فمجمعون إجماعاً قطعياً، على أن العصاة لا يخلدون في النار، بل لهم أمد ينتهون إليه، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسََّلمَ، قَالَ: يُحْبَسُ المُؤْمِنُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُهِمُّوا بِذَلِكَ، فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ آدَمُ أَبُو النَّاسِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بيَِدِهِ، وَأَسَْكنَكَ جَنَّتَهُ، وَأَسَْجدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، قَالَ: فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، قَالَ: وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ: أَكْلَهُ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَقَدْ نُهِيَ عَنْهَا، وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا أَوَّلَ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ: سُؤَالَهُ رَبَّهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ ، قَالَ: فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ ثَلاَثَ كَلِمَاتٍ كَذَبَهُنَّ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى : عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ، وَكَلَّمَهُ، وَقَرَّبَهُ نَجِيًّا، قَالَ: فَيَأْتُونَ مُوسَى ، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ قَتْلَهُ النَّفْسَ، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَرُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ، قَالَ: فَيَأْتُونَ عِيسَى ، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَأْتُونِي، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإذَِا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، فَيَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَ، قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشَْفعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ،- قَالَ قَتَادَةُ : وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا يَقُولُ: فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ، وَأُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ- ثُمَّ أَعُودُ الثَّانِيَةَ: فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ، فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَ، قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، قَالَ: ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأَخْرُجُ، فَأُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ،- قَالَ قَتَادَةُ ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ- ثُمَّ أَعُودُ الثَّالِثَةَ: فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ، فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، قَالَ: ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمُ الجَنةََّ،- قَالَ قَتاَدَةُ وَقَدْ سَمِعْتُهُ يقَُولُ: فَأَخْرُجُ فَأخرجهمْ مِنَ النَّارِ، وَأُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ- حَتَّى مَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلاَّ مَنْ حَبَسَُه القُرْآنُ-ّّأَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الخُلُودُ، قَالَ: ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا قَالَ: وَهَذَا المَقَامُ المَحْمُودُ الَّذِي وُعِدَهُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيِْه وَسَلَّمَ . وهكذا الملائكة وهكذا المؤمنون، وهكذا الأفراط يشفعون، كما صحّت به الأخبار عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ثم يبقى بقية في النار لم تشملهم الشفاعات، فيخرجهم الله سبحانه برحمته جلّ وعلا ، كما صح بذلك الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا هو الحق الذي لا ريب فيه، وهو قول أهل السنة والجماعة قاطبة .
  • ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾    [هود   آية:١١٨]
س: ما معنى قوله تعالى: وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وأيضاً ما معنى قوله تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ؟ ج: ليس في هذا إشكال، فالله سبحانه هو الحكيم العليم، ولو شاء لجمع الناس على الهدى، كما قال جل وعلا : وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ وقال سبحانه: وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ فالله سبحانه لو شاء لهداهم أجمعين جل وعلا ، ولكن له الحكمة البالغة، والحجّة الدامغة في إدخال من عصاه وخالف أمره وأشرك به سبحانه النار، لظلمه نفسه وتعديه حدود ربه، ومخالفته ما جاءت به الرسل، وله الحكمة البالغة والفضل الواسع، على أوليائه وأهل طاعته في إدخالهم الجنة وإنجائهم من النار؛ لأنهم أطاعوا أمره واتّبعوا شريعته، ووقفوا عند حدوده فجزاهم سبحانه أحسن الجزاء، هو جل وعلا قد خلقهم ليرحمهم، خلقهم لإدخالهم الجنة وإنجائهم من النار، إذا قاموا بحقه واستقاموا على دينه، فإذا خرجوا عن طاعته، وخرجوا عمّا أمرهم به، فقد توعّدهم بالنار، جزاء وفاقاً لأعمالهم القبيحة، وخروجهم عن طاعة ربّهم سبحانه وتعالى، واتباعهم لأهوائهم، قال جل وعلا : فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى قال سبحانه: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى فهم مؤاخذون بأعمالهم القبيحة، من كفر ونفاق ومعاص، كما أن أهل الجنة مجزيّون بأعمالهم الطيبة، وطاعتهم لربهم وإحسانهم في خدمته، سبحانه، جازاهم جلّ وعلا، بكرامته وإدخالهم جنته، ونظرهم إلى وجهه الكريم يوم القيامة، وهم في دار النعيم، فضلاً منه وإحساناً، هذا فضله جلّ وعلا ولهذا قال جل وعلا: وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ فالمرحومون هم أهل السعادة والنجاة، وهم الذين خلقوا ليرحمهم الله سبحانه وتعالى بتوفيقه وهدايته جلّ وعلا ، وأولئك حُرموا هذه الرحمة، وحرموا هذا الخير، بأعمالهم القبيحة وابتعادهم عن طاعته، وإيثارهم أهواءهم، فلما فعلوا ذلك استحقوا نقمته وغضبه سبحانه وتعالى، والاختلاف واقع ومكتوب عليهم، بسبب ما يقدّمونه من أعمال سيئة وبسبب اتّباعهم لأهوائهم، وشهواتهم وإيثارها على الحق، وقع الاختلاف، فمن رحمه الله سلم من ذلك، واتّبع الحق، ومن لم يوفق لرحمة الله ولم يهد لسبيل الهدى بقي في ضلاله وعماه واختلافه، نسأل الله العافية وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ بل يجازيهم بأعمالهم فمن عمل الصالحات وتابع المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وتابع من قبله من الرسل، رزقوا من ربهم فضله وإحسانه، وفازوا بجنّته وكرامته، ومن تابع الهوى وعصى الرسل، وآثر الدنيا على الآخرة، باء بالخيبة والندامة واستحق العقاب، من ربه سبحانه وتعالى على عمله الخبيث وعلى انحرافه عن طاعة مولاه سبحانه وتعالى .
  • ﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢١﴾    [يوسف   آية:٢١]
س: سائلة من الطائف تسأل عن قول الله سبحانه وتعالى: وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ هل كلمة غالب صفة من صفات الله، وما معنى هذه الآية جزاكم الله خيراً؟ ج: معناها أنه سبحانه غالب على أمره، ولا يهزمه الناس، بل ما شاءه كان ونفذ، وإن لم يرض الناس، كما قال سبحانه وتعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وقال: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ وقال: وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ فمشيئته نافذة سبحانه وتعالى، فإذا قال: ما شاء الله ولا قوة إلا بالله، فهذا الكلام طيب، والله سبحانه هو الغالب على أمره، يعني مشيئته نافذة، إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، فليس لأحد أن يغلبه، لا يغلبه أحد، بل ما شاءه نفذ وإن لم يرض الناس، سواء كان ذلك الشيء إماتة إنسان أو مصرع قوم أو هزيمتهم، أو غير ذلك، من الشؤون، أمره غالب سبحانه وتعالى، أمره جلّ وعلا هو الغالب لأمر الناس ، لا يغلبه شيء جلّ وعلا ، وكلمة غالب صفة من صفات الله سبحانه وتعالى .
  • ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴿٢٤﴾    [يوسف   آية:٢٤]
س: يستفسر السائل عن آية في سورة يوسف في قوله تعالى: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ؟ ج: على ظاهرها، لما اشتدت المراودة منها، همّ بها وهمّت به، لكن الله عصمه وحفظه عليه الصلاة والسلام ، ورأى برهاناً منعه من ذلك، فهذا من فضل الله عليه، أمّا قول بعض الناس أنه همّ بضربها، هذا ما له أصل، ليس بشيء، هم بها، يعني بالفاحشة، إلا أن الله حفظه وصانه؛ لأنه من عباد الله المخلصين، وسلم من شرها والحمد لله .
  • ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴿٢٤﴾    [يوسف   آية:٢٤]
س: سماحة الشيخ هذا السائل: يستفسر عن الآية الكريمة، يقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم في سورة يوسف: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ يقول وما هو البرهان الذي رآه يوسف عليه السلام من ربّه. ؟ ج: يوسف - عليه الصلاة والسلام- همّ بها وهمت به بعد المراودة، لكن الله عصمه وحماه منها، وسَلِمَ ، وهذا البرهان لم يرد فيه نص واضح، شيء أراه الله إيّاه حتى انكفّ عن هذا الأمر، ولم يقدم عليه وحماه الله من ذلك؛ لأنه كان من عباد الله المخلصين، الذي خلصهم الله لعبادته وطاعته ونبوته عليه الصلاة والسلام ، قال بعض السلف: إنه رأى صورة يعقوب أمامه، وقال قوم آخرون: شيء آخر غير ذلك، المقصود أن هذا البرهان، لم يرد فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يفسّره، وأقوال بني إسرائيل لا يعوّل عليها، هو برهان أراه الله إيّاه، أوجب له الكفّ والحذر لأنّ الله جعله من عباده المخلصين، الذين يُطَهَّرُون عن مثل هذا الأمر، ولهذا قال سبحانه: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ يعني المطهرين من هذه الفواحش .
  • ﴿وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ ﴿٦٥﴾    [يوسف   آية:٦٥]
س: فسِّروا لي هذه الآيات، قال تعالى: وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ ما هو المتاع وما المقصود بالبضاعة جزاكم الله خيراً؟ ج: يوسف عليه الصلاة والسلام أمر فتيانه، أن يجعلوا بضاعة إخوته في متاعهم، حتى يستعينوا بها على الرجوع للميرة بأخيهم الذي طلب منهم أن يأتوا به: وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ المتاع الأثاث الذي معهم في المزاود والخروج التي فيها حاجاتهم، يقال لها المتاع، وجدوا الدراهم معهم، فقالوا: ما نبغي؟ ما لنا حجّة في هذا، معنا فلوس نستطيع أن نرجع ونشتري مرة أخرى ومع هذا نزداد كيل بعير، إذا كان معنا أخونا، هناك الابن العاشر، يكون عندهم عشرة أحمال، فطلبوا من أبيهم أن يرسله معهم، ما دامت النقود موجودة ويزدادون حمل بعير، هذا فيه مصلحة، الدراهم موجودة ووجود الأخ معهم، يحقق رغبة يوسف عليه الصلاة والسلام ، مع هذا يزدادون كيل بعير، هذا هو على ظنهم أنه يرجع معهم بحمل .
  • ﴿يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴿٨٧﴾    [يوسف   آية:٨٧]
س: السائل/ ص. م. من اليمن ، يقول: ما المقصود في قوله تعالى في سورة يوسف : في الآية السابعة والثمانين مِنْ رَوْحِ اللَّهِ جزاكم الله خيراً؟ ج: المعنى، النهي عن اليأس من رحمة الله وإحسانه وجوده ، روح الله رحمته وإحسانه إلى عباده، وإنعامه عليهم جل وعلا ، الإنسان منهيّ عن اليأس، يقول جل وعلا في الآية الأخرى: لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ فسّرها بقوله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وفي سورة يوسف وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ يعني: رحمته وإحسانه وفَرَجَهُ وتيسيره .
  • ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ﴿١١﴾    [الرعد   آية:١١]
س: ما هو تفسير الآية في سورة الرعد: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ؟ ج: الآية الكريمة هي آية عظيمة، تدل على أنّ الله سبحانه لكمال عدله، وكمال حكمته لا يغيّر ما بقوم من خير، إلى شر ومن شر إلى خير، ومن الرخاء إلى الشدة، ومن شدة إلى رخاء، حتى يغيّروا ما بأنفسهم، فإذا كانوا في صلاح واستقامة ثم غيروا، غيّر عليهم بالعقوبات والنقمات والشدائد والجدب، والقحط والتفرق وغير هذا من أنواع العقوبات، جزاءً وفاقاً وما ربك بظلاّم للعبيد، وقد يملي لهم سبحانه ويمهلهم ويستدرجهم لعلّهم يرجعون ثم يؤخذون على غرة، كما قال تعالى: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ يعني آيسين من كل خير نعوذ بالله، قال سبحانه: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ وقد يؤجلون ويمهلون إلى ما بعد الموت، نسأل الله السلامة ويكون ذلك أعظم للعقوبة، وأشدّ للنقمة، وقد يكونون في شرّ وبلاء ومعاص، ثم يتوبون ويرجعون إلى الله ويندمون ويستيقمون على الطاعة فيغير الله ما بهم من بؤس ومن فرقة ومن شدة ومن فقر، إلى رخاء ونعمة واجتماع كلمة، وصلاح حال بأسباب أعمالهم الطّيبة، وتوبتهم إلى الله سبحانه وتعالى، وفي الآية الأخرى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ فهذه الآية تبيّن لنا، أنهم إذا كانوا بنعمة وخير، ثم غيّروا بالمعاصي غيّر عليهم ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقد يمهلون كما تقدم، والعكس كذلك إذا كانوا في سوء ومعاص، أو كفر وضلال ثم تابوا وندموا واستقاموا على طاعة الله، غيّر الله حالهم السيئة إلى حال حسنة، غيّر تفرقهم إلى اجتماع ووئام، غيّر شدتهم إلى نعمة وعافية ورخاء، غيّرهم من الجدب والقحط الذي هم فيه، وقلّة المياه ونحو ذلك إلى إنزال الغيث، ونبات الأرض وغير ذلك من وجوه الخير، هكذا معنى الآية الكريمة .
إظهار النتائج من 261 إلى 270 من إجمالي 8651 نتيجة.