عرض وقفات أسرار بلاغية

  • ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴿٣٦﴾    [النساء   آية:٣٦]
  • ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ ﴿٨٣﴾    [البقرة   آية:٨٣]
• ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى ﴾ [البقرة :٨٣] مع ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى ﴾ [النساء :٣٦] • ما وجه زيادة الباء في موضع النساء من قوله : ( وَبِذِي الْقُرْبَى )؟ • قال ابن جماعة : لـ " أن آية البقرة : حكاية عما مضى من أخذ ميثاق بني إسرائيل، وآية النساء من أوله إلى هنا في ذكر الأقارب وأحكامهم في المواريث والوصايا والصلات، وهو مطلوب؛ فناسب التوكيد بالباء ".
روابط ذات صلة:
  • ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴿٤١﴾    [النساء   آية:٤١]
  • ﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴿٨٩﴾    [النحل   آية:٨٩]
• ﴿ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء :٤١] مع ﴿ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ ﴾ [النحل :٨٩] • ما وجه الاختلاف في التقديم والتأخير في هاتين الآيتين من قوله : ﴿ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾، وقوله : ﴿ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ ﴾ مع اجتماعهما في معنى واحد من شهادة الرسل على أممهم، وشهادة نبينا (ﷺ)على أمته ؟ • قال الغرناطي : لـ " أن آية النحل : تقدمها قوله تعالى : ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ) فتقدم اسم الشهيد على المشهود عليه، فورد ما نسق على ذلك من الإخبار بشهادته (ﷺ)على أمته مرتباً على ما تقدمه من مقتضى النظم في التناظر والتناسب؛ فقيل : ﴿ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ ﴾ متوازناً مع قوله : ( شَهِيدًا عَلَيْهِم ) وذلك على ما يجب، والله أعلم. أما آية النساء : فلم يرد فيها إفصاح بذكر المشهود عليهم، ولا كناية عنهم بضمير، ولا اسم إشارة، بل في آية النساء داعٍ إلى تقدم المجرور بـ (على)، وهو أنه لما تقدم قوله تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [النساء :٣٨] وذلك من صفة المنافقين؛ ناسب هذا تقديم المجرور في قوله : ﴿ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ حتى كأنه بحسب المفهوم، لم يقصد به غيرهم، ولا شهد على من سواهم ".
روابط ذات صلة:
  • ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ﴿٤٣﴾    [النساء   آية:٤٣]
  • ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿٦﴾    [المائدة   آية:٦]
• ﴿ فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ﴾ [النساء :٤٣] مع ﴿ فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ﴾ [المائدة :٦] • ما وجه زيادة (من) في موضع المائدة في قوله : ﴿ فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ﴾ ؟ • قال الكرماني : " لأن المذكور في هذه بعض أحكام الوضوء والتيمم؛ فحسن الحذف، والمذكور في المائدة جميع أحكامهما؛ فحسن الإثبات والبيان ".
روابط ذات صلة:
  • ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴿٤٨﴾    [النساء   آية:٤٨]
  • ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿١١٦﴾    [النساء   آية:١١٦]
• ﴿ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء :٤٨] مع ﴿ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء :١١٦] • ما وجه تعقيب الموضع الأول بـــ ﴿ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ ، والثاني بــ ﴿ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾؟ • قال الكرماني : " لأن الأول : نزل في اليهود، وهم الذين افتروا على الله ما ليس في كتابهم، والثاني : نزل في الكفار، ولم يكن لهم كتاب؛ فكان ضلالهم أشد ".
روابط ذات صلة:
  • ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴿٨٧﴾    [النساء   آية:٨٧]
  • ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴿١٢٢﴾    [النساء   آية:١٢٢]
• ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ [النساء آية:٨٧] مع ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ [النساء :١٢٢] • ما وجه تعقيب الموضع الأول بـــ ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾، والثاني بــــ ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾؟ • قال الغرناطي : "التعبير الثاني : مبني على ما يجب ربطه به من قوله : ﴿ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ﴾ وقيل : ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ وأنيب مناب وعدا، فكأن قد قيل : ومن أصدق من الله وعدا، وهو ما وعدهم به تعالى من النعيم، وعظيم الإحسان، فجيء بلفظ يوازن المصدر عن قبله، وهما : وعداً وحقاً، ويشابههما في الخفة، فسكون عين الكلمة، وعدد حروفها كالمصدرين قبلها، وكأنه إنما أريد تكرار المصدر بلفظه، فاستثقل التكرار للتقارب، وعادة العرب في ذلك؛ فعدل إلى ما يجاريه ويحرز المعنى؛ ولتجري المصادر الثلاثة مجرى واحداً خفة ووزناً؛ إحرازاً للتناسب والتلاؤم. ولما لم يتقدم في الآية الأولى ما يستلزم هذا، وإن قوله تعالى : ﴿ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾ إخبار وحديث عن البعث بعد الموت، وجمع الخلق لحسابهم ومجازاتهم على الخير والشر؛ فهو إخبار وإنباء، ومثله ما ورد في قوله تعالى - إخبارا عن قول منكري البعث - : ﴿ هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ﴾ [سبأ :٧]، فالإنباء هنا : هو ذلك الخبر الصدق منه تعالى، بقوله : ﴿ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾ فقد وضح ورود كل واحدة من الآيتين على ما يناسب ويلائم، والله أعلم ".
روابط ذات صلة:
  • ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿١٢٨﴾    [النساء   آية:١٢٨]
  • ﴿وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿١٢٩﴾    [النساء   آية:١٢٩]
• ﴿ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء :١٢٨] مع ﴿ وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ [النساء :١٢٩] • ما علة مجيء قوله : ( وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا ) في الموضع الأول، ثم ختامه بــــ ( فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )، ومجيء قوله : ( وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا ) في الموضع الثاني، ثم ختامه بـــ ( فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا )؟ • قال ابن جماعة : " أ ما الأول : فالمراد به أن يتصالحا على مال تبذله المرأة من مهر أو غيره؛ ليطلقها، فإنه خير من دوام العشرة بالنشوز والإعراض، ثم عذر النساء بقوله تعالى : ( وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ) ثم قال : ( وَإِن تُحْسِنُوا ) معاشرتهن بترك النشوز والإعراض؛ فإنه خبير بذلك فيجازيكم عليه. وعن الثاني : أن العدل بين النساء؛ عزيز ولو حرصتم؛ لأن الميل إلى بعضهن يتعلق بالقلب، وهو غير مملوك للإنسان، وإذا كان كذلك؛ فلا تميلوا كل الميل فتصير المرأة كالمعلقة التي لا مزوجة ولا مطلقة، ثم قال : ( وَإِن تُصْلِحُوا ) معاشرتهن بقدر الإمكان، وتقوموا بحقوقهن المقدور عليها؛ فإن الله تعالى يتجاوز عما لا تملكونه من الميل بمغفرته ورحمته ".
روابط ذات صلة:
  • ﴿وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴿١٣٠﴾    [النساء   آية:١٣٠]
  • ﴿وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴿١٣١﴾    [النساء   آية:١٣١]
  • ﴿وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿١٣٢﴾    [النساء   آية:١٣٢]
• ﴿ وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴿١٣٠﴾ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴿١٣١﴾ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [النساء : ١٣٠ - ١٣٢] • ما وجه تكرار قوله : ﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ في الآيتين ثلاث مرات ؟ • قال الإسكافي : " إذا أعيد الكلام لأسباب مختلفة؛ لم يُسَمّ تَكراراً، فالأول : بعد الإذن للرجل وامرأته في أن يتفرقا بطلاق، وتسليتهما عن الوصلة بأنه هو الذي يغني المحتاج منهما، وإن كان قبل ذلك أغنى كل واحد منهما بصاحبه، فإنهما بعد الفرقة يرجوان الغنى من عنده؛ لأنه واسع الرزق، وواسع المقدرة، فإن لله ما في السموات وما في الأرض، وأرزاق العباد من جملتها. وأما الثاني : فإنه بعد قوله : ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ أي : اتقوا الله، فإنه واسع النعمة والفضل والرحمة، وقد أوسعكم منها، ووصاكم ومن قبلكم بتقواه، والاستجارة بطاعته من عقوبته، إنكم إن عصيتم وكفرتم لم يكن لله حاجة إلى طاعتكم، وإنما أنتم تحتاجون إليها، والله غني حميد، فوجب عليكم طاعته؛ لأن له ما في السموات وما في الأرض، وهو غني بنفسه حميد؛ لأنه جاد بما استحمد به إلى خلقه من الإحسان إليهم، والإنعام عليهم. وأما الثالث : فلأنه لما ذكر أنه أوجب طاعته على من قبلهم وعليهم؛ لأنه ملك ما في السموات وما في الأرض، وأنعم عليهم من ذلك ما حققت به العبادة، اقتضى ذلك أن يخبرهم عن دوام هذه القدرة له، فكأنه قال : وله ذلك دائماً، وكفى به له حافظاً، أي : لا زيادة على كفايته في حفظ ما هو موكول إلى تدبيره، والوكيل : القيم بمصالح الشيء، وقيل : هو الحافظ، وما قام الله تعالى بمصالحه فهو حافظه؛ فقد بان أن ذلك ليس بتكرار ".
روابط ذات صلة:
  • ﴿وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴿١٣٠﴾    [النساء   آية:١٣٠]
  • ﴿وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴿١٣١﴾    [النساء   آية:١٣١]
  • ﴿وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿١٣٢﴾    [النساء   آية:١٣٢]
• ﴿ وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴿١٣٠﴾ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴿١٣١﴾ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [النساء : ١٣٠ - ١٣٢] • ما وجه تعقيب الموضع الثاني بقوله : ( وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ) والموضع الثالث : ( وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا )، بينما الموضع الأول لم يتبعه شيء من قوله : ( وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ) ؟ • قال الإسكافي : " الموضع الثاني : هو كقوله : ﴿ إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ﴾ [الزمر :٧] أي : أنتم محتاجون إلى طاعته، ولم يقتضِ ما تقدم غير هذا الوصف، ولما اتصف تعالى بالغنى، وكان الغني إذا لم يُجْدِ من غناه؛ مذموماً، والله تعالى قد غمر بعطائه المستحق وغيره، من الكفار؛ كان الغني الحميد، وأما قوله بعد الثالث : ( وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا )؛ فلأنه لما كان المعنى أنه دائم القدرة أخبر أن ما يحفظه مما في السموات وما في الأرض، يكتفي به حافظاً؛ إذ ملكه عليه دائم، وتدبيره فيه قائم ".
روابط ذات صلة:
  • ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿١٣٥﴾    [النساء   آية:١٣٥]
  • ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿٨﴾    [المائدة   آية:٨]
• ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ﴾ [النساء :١٣٥] مع ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ﴾ [المائدة :٨] • ما وجه التعبير بـقوله : ﴿ كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ﴾ في موضع النساء، وبـــ ﴿ كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ﴾ في موضع المائدة ؟ • قال الغرناطي : لـ " أن الآيات المتصلة بآية سورة النساء؛ مبنية على الأمر بالعدل والقسط، وأما آية المائدة : فثبت قبلها الأمر بالطهارة، ثم تذكيره سبحانه بتذكر نعمه، والوقوف مع ما عهد به إلى عباده، والأمر بتقواه؛ فناسبه قوله : ﴿ كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ ﴾ ثم أتبع بما بنى على ذلك من الشهادة بالقسط ". • وقال ابن جماعة : لـ " أن الآية هنا : تقدمها نشوز الرجال، وإعراضهم عن النساء، والصلح على مال، وإصلاح حال الزوجين، والإحسان إليهن، وقوله تعالى : ﴿ وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ﴾ [النساء :١٢٩]، وقوله تعالى :﴿ وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ ﴾ [النساء :١٢٧]، وشبه ذلك؛ فناسب تقديم القسط، وهو العدل، أي : كونوا قوامين بالعدل بين الأزواج وغيرهن، واشهدوا لله، لا لمراعاة نفس أو قرابة، وآية المائدة : جاءت بعد أحكام تتعلق بالدين، والوفاء بالعهود والمواثيق، ولما تضمنته الآيات قبلها من أمر ونهي؛ فناسب تقديم : ﴿ لله ﴾ أي : كونوا قوامين بما أمرتم أو نهيتم لله، وإذا شهدتم فاشهدوا بالعدل لا بالهوى ".
روابط ذات صلة:
  • ﴿إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ﴿١٤٩﴾    [النساء   آية:١٤٩]
  • ﴿إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٥٤﴾    [الأحزاب   آية:٥٤]
• ﴿ إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ ﴾ [النساء :١٤٩] مع ﴿ إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ ﴾ [الأحزاب :٥٤] • ما وجه التعبير بـــ ﴿ خَيْرًا ﴾ في موضع النساء، وبـــ ﴿ شَيْئًا ﴾ في موضع الأحزاب ؟ • قال ابن جماعة : لـ " أن ذكر الخير هنا؛ لمقابلة ذكر السوء في قوله تعالى : ﴿ لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ ﴾ [النساء :١٤٨] عند الجهر به، إلا من المظلوم بدعاء أو استنصار، ثم نبّه على ترك الجهر من المظلوم، إما بعدم المؤاخذة، أو العفو، وآية الأحزاب : في سياق علم الله تعالى بما في القلوب؛ لتقدم قوله تعالى : ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ [الأحزاب :٥١]، ولذلك قال : ﴿ شَيْئًا ﴾؛ لأنه أعم من الخاصة، والمراد : إن تبدو في أمر نساء النبي (ﷺ) شيئاً، أو تخفوه؛ تخويفاً لهم ".
روابط ذات صلة:
إظهار النتائج من 10791 إلى 10800 من إجمالي 11693 نتيجة.