عرض وقفات أسرار بلاغية

  • ﴿قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٨﴾    [الأعراف   آية:١٨٨]
  • ﴿قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴿٤٩﴾    [يونس   آية:٤٩]
• ﴿ قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ﴾ [الأعراف :١٨٨] مع ﴿ قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ﴾ [يونس :٤٩] • ما وجه تقديم النفع على الضر في موضع الأعراف، وعكسه بموضع يونس ؟ • قال ابن جماعة : لــ " أن آية الأعراف؛ تقدمها ذكر الساعة، فناسب في حقه تقديم النفع الذي هو ثواب الآخرة، وأخّر الضر الذي هو عقابها، وآية يونس : تقدمها ذكر استعجال الكفار العذاب، في قوله تعالى : ﴿ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [يونس :٤٨]، فناسب تقديم الضر على النفع، ولذلك قال تعالى بعده : ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يونس :٥٠]، وكذلك كلما قدم فيه النفع والضر، فلتقدم ما يناسب ذلك التقديم، أو تأخيره، وذلك ظاهر لمن ينظر فيه ".
روابط ذات صلة:
  • ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٠٠﴾    [الأعراف   آية:٢٠٠]
  • ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٣٦﴾    [فصلت   آية:٣٦]
• ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعراف :٢٠٠] مع ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [فصلت :٣٦] • ما وجه التعريف في قوله : ﴿ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ بموضع فصلت، دون موضع الأعراف، في قوله : ﴿ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ ؟ • قال ابن جماعة : لــ " أن آية الأعراف : نزلت أولاً، وآية فصلت : نزلت ثانياً؛ فحسن التعريف، أي : ﴿ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ الذي تقدم ذكره أولاً عند نزوغ الشيطان ".
روابط ذات صلة:
  • ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿٣٥﴾    [الأنفال   آية:٣٥]
  • ﴿وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴿٣٩﴾    [الأعراف   آية:٣٩]
• ﴿ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ [الأنفال :٣٥] مع ﴿ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف :٣٩] • ما وجه تعقيب كل موضع بما يخص به ؟ • قال ابن جماعة : لــ " أن الآية هنا؛ في قريش وكفرهم بصلاتهم عند البيت مُكاءً وتصدية، وآية الأعراف : في قوم ضلّوا وأضلوا غيرهم بما كسبوا من إضلال غيرهم مع كفرهم؛ فناسب زيادة العذاب وتضعيفه؛ لزيادة الكسب في الضلالة ".
روابط ذات صلة:
  • ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٧٢﴾    [الأنفال   آية:٧٢]
  • ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴿٢٠﴾    [التوبة   آية:٢٠]
• ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [الأنفال :٧٢] مع ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ﴾ [التوبة :٢٠] • ما وجه تقديم قوله : ﴿ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ﴾ بموضع الأنفال، وتأخيره بموضع التوبة ؟ • قال الغرناطي : لــ " أن آية الأنفال : مقصود فيها مع المدحة، تعظيم الواقع منهم من الإيمان والهجرة والجهاد بالأموال والأنفس وتغبيطهم بما منّ الله عليهم به من ذلك، وتفخيم فعلهم الموجِب لموالاة بعضهم بعضاً، فقدم ذكر الأموال والأنفس؛ تنبيهاً، معرفاً بموقع ذلك من النفوس، وأنهم بادروا بها على حبّها وشُحّ الطِّباع بها، وليس تأخير هذا المجرور كتقديمه؛ لأنه إنما يقدم حيث يقصد اعتناء وتخصيص وتنبيه على موقعه. أما آية براءة؛ فتعريف بأمر قد وقع مبني على التعريف بالمفاضلة بين سقاية الحاج، وعمارة المسجد الحرام، وبين من آمن وهاجر وجاهد في سبيل الله بماله ونفسه؛ بقصد ردّ مَن ظنّ أن السقاية، وعمارة المسجد الحرام أفضل، وعرف أن الإيمان وما ذكر معه أعظم درجة عند الله، فلم يعرض هنا داع إلى تقديم ما قدم في الأخرى؛ فتمخضت فضيلة ذلك المجرور هنا؛ فأخّر ".
روابط ذات صلة:
  • ﴿وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿١٥﴾    [التوبة   آية:١٥]
  • ﴿ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٧﴾    [التوبة   آية:٢٧]
• ﴿ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة :١٥] مع ﴿ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [التوبة :٢٧] • استوت الآيتان في إعلامه تعالى نبيه والمؤمنين أنه يتوب على من يشاء، وفي ختم الآيتين بصفتين من صفاته سبحانه، ثم اختلفت الصفتان، فما وجه تعقيب كل موضع بما يخص به ؟ • قال الغرناطي : لــ " أن الآية الأولى؛ أعقب بها ما تقدمها متصلاً بها من الآي في كفار مكة، وفعلهم مع رسول الله (ﷺ) وأصحابه من التضييق والإحراج، وبَدئهم بالقتال يوم بدر، ونقضهم العهد في قصة خزاعة في صلح الحديبية، وهذا كله مبسوط في كتب السير والتفسير، فأمر الله تعالى بقتالهم، ووعد بتعذيبهم وخزيهم، والنصر عليهم، وشفاء صدور من آمن من خُزاعة وغيرهم ممن آذوه، قال تعالى : ﴿ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة :١٤] ثم قال تعالى : ﴿ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ ﴾ كأبي سفيان بن حرب، وعكرمة بن أبى جهل إلى من أسلم منهم بعد ما صدر من اجتهادهم في الأذية، والصد عن سبيل الله، ثم قال : ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ أي : بما في القتال، وفى طي ما جرى من ذلك كله بتقديره السابق أولاً؛ إذ لا تتحرك ذرة إلا بإذنه، وتقدم علمه أولاً، وما في ذلك من الحكمة، وختم أفعالهم السيئة بالأوبئة، والرجوع إليه سبحانه بسابق سعادة لمن شاهدها له منهم؛ فهذا وجه النظم والتناسب فيه واضح ".
روابط ذات صلة:
  • ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٩﴾    [التوبة   آية:١٩]
  • ﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٤﴾    [التوبة   آية:٢٤]
  • ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٧﴾    [التوبة   آية:٣٧]
• ﴿ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [التوبة :١٩] مع ﴿ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة :٢٤] و ﴿ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [التوبة :٣٧] • ما وجه تعقيب كل موضع بما يختص به : ﴿ الظَّالِمِينَ ﴾ ثم ﴿ الْفَاسِقِينَ ﴾ ثم ﴿ الْكَافِرِينَ ﴾ ؟ • قال ابن جماعة : لــ " أن الأولى : نزلت في الذين فضّلوا سقاية الحاج، وعمارة المسجد الحرام على الإيمان والجهاد، فوضعوا الأفضل في غير موضعه، وهو معنى الظلم، أو نقصوا الإيمان بترجيح الآخر عليه، والظلم : النقص أيضاً، كقوله تعالى : ﴿ وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا ﴾ [الكهف :٣٣]. والثانية : في المسلمين الذين اتخذوا أقاربهم الكفار أولياء، وبعض الفسق لا ينافي الإيمان. والثالثة : في الكفار الذين كانوا ينسئون الشهور؛ فيحلون حرامها، ويحرمون حلالها، ولذلك قال تعالى : ﴿ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ﴾ [التوبة :٣٧] ".
روابط ذات صلة:
  • ﴿لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَّاتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٤٢﴾    [التوبة   آية:٤٢]
  • ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿١٠٧﴾    [التوبة   آية:١٠٧]
  • ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿١١﴾    [الحشر   آية:١١]
  • ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾    [المنافقون   آية:١]
• ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [التوبة :٤٢] مع ﴿ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [التوبة :١٠٧] و ﴿ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [الحشر :١١] و ﴿ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ [المنافقون :١] • ما وجه التعبير بقوله : ﴿ يَعْلَمُ ﴾ بالموضع الأول من التوبة، وبقوله : ﴿ يَشْهَدُ ﴾ في غيره ؟ • قال الغرناطي : لــ " أن الاستطاعة وعدمها، حكم لا يطّلع عليه في الغالب، بل ينفرد كل بحاله في ذلك إلا أن يعلم ذلك بقرينة، فقول المنافقين في إخبار الله تعالى عنهم : ﴿ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ ﴾ غير مشاهد من ظاهرهم، فقد كان يمكن صدقهم، أو صدق بعضهم؛ لولا أنه سبحانه أعلم نبيه (ﷺ) بحالهم، وما يكون من اعتذارهم قبل أن يقع منهم، وبتقاسعهم عن الخروج، فقال تعالى : ﴿ لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَّاتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ ﴾ فأعلم تعالى بما يكون منهم قبل أن يكون، وذلك غيب، وأعلم بوجه تقاعسهم وتثبطهم، ثم أعلم بكذبهم، فقال : ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ فحصل العلم بحالهم بإخباره تعالى، ثم تكاثرت الشواهد عنهم. أما الآية الثانية : فهي في أهل مسجد الضرار وأمرهم، مما قد كانوا تواطؤوا عليه، ولم يخف َحال بعضهم عن بعض، وذلك بخلاف حال الاستطاعة، وما يمكن فيها من الخفاء، فكان هذا مما يرجع إلى حكم الظهور والشهادة؛ فكان ورود قوله تعالى هنا : ﴿ وَاللَّهُ يَشْهَدُ ﴾ أنسب، وكذا الحكم في آية الحشر؛ لبنائها على قوله تعالى : ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ ﴾ وكل هذا قول مُشاهد معلوم مُدْرَك بحاسة السمع، وما وعدوا به إخوانهم من نصرتهم، والخروج معهم إن خرجوا، فكل ذلك مما كان يشاهد لو وقع، وليس شيء من ذلك كالاستطاعة في خفائها وغيابها؛ فناسب هذا قوله تعالى : ﴿ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾، وأما الوارد في سورة المنافقين؛ لأن قولهم : ﴿ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ﴾ قول مدرك بالسمع، مع أن هذه الآية قولهم : نشهد، فطابق هذا وناسبه قوله : ﴿ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ وجاء كل من هذه الآي على ما يجب ويناسب، والله أعلم ".
روابط ذات صلة:
  • ﴿فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿٥٥﴾    [التوبة   آية:٥٥]
  • ﴿وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿٨٥﴾    [التوبة   آية:٨٥]
• ﴿ فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ﴾ [التوبة :٥٥] مع ﴿ وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ ﴾ [التوبة :٨٥] • ما وجه التعبير بالفاء، في قوله : ﴿ فَلَا تُعْجِبْكَ ﴾ بالموضع الأول، ثم بالواو في الموضع الثاني : ﴿ وَلَا تُعْجِبْكَ ﴾ ؟ • قال ابن جماعة : لــ " أن الآية الأولى : ظاهرة في قوم أحياء، والثانية : في قوم أموات، فأما الفاء في الأولى : فلأن ما قبلها أفعالاً مضارعة يتضمن معنى الشروط كأنه قيل : إن اتصفوا بهذه الصفات من الكسل في الصلاة، وكراهية النفقات ﴿ فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ﴾، والآية الثانية : تقدمها أفعال ماضية، وبعد موتهم، فلا تصلح للشرط؛ فناسب مجيئها بالواو ".
روابط ذات صلة:
  • ﴿رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴿٨٧﴾    [التوبة   آية:٨٧]
  • ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٩٣﴾    [التوبة   آية:٩٣]
• ﴿ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ﴾ [التوبة :٨٧] مع ﴿ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ﴾ [التوبة :٩٣] • ما وجه التعبير، بقوله : ﴿ وَطُبِعَ ﴾ بالموضع الأول، وبقوله : ﴿ وَطَبَعَ اللَّهُ ﴾ بالموضع الثاني ؟ • قال ابن جماعة : لــ " أن الأولى : صدرت بما لم يُسم فاعله، في قوله تعالى : ﴿ وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ ﴾ [التوبة :٨٦] مع العلم بالفاعل، فختمت كذلك؛ مناسبة بين صدر الكلام، وختمه. والثانية : جاءت بعد بسط الكلام في عذر المعذورين؛ فناسب البسط في توبيخ مخالفيهم، والتوكيد فيه بتصريح اسم الفاعل، ولذلك صدر الآية ( إنما ) الحاصرة لــ ﴿ السَّبِيلُ ﴾ ".
روابط ذات صلة:
  • ﴿رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴿٨٧﴾    [التوبة   آية:٨٧]
  • ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٩٣﴾    [التوبة   آية:٩٣]
• ﴿ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة :٨٧] مع ﴿ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة :٩٣] • ما وجه التعقيب، بقوله : ﴿ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ بالموضع الأول، وبقوله : ﴿ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ بالموضع الثاني ؟ • قال ابن جماعة : " أما الأولى : فلأنهم لو فهموا ما في جهادهم مع رسول الله (ﷺ)، من الأجر؛ لما رضوا بالقعود، ولا استأذنوا عليه. والثانية : جاءت بعد ذكر الباكين؛ لفوات صحبة رسول الله (ﷺ) لعلمهم بما في صحبته من الفوز والمنزلة عند الله تعالى، فلو علم المستأذنون ما علمه الباكون؛ لما رضوا بالقعود، لكنهم لا يعلمون ".
روابط ذات صلة:
إظهار النتائج من 10581 إلى 10590 من إجمالي 11693 نتيجة.