• ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ﴾ [الصف :٧] مع ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الأنعام :٢١]
• ما وجه تعريف، قوله : ( الْكَذِبَ ) بموضع الصف، وتنكيره في بقية المواضع ؟
• قال الكرماني : " بالنكرة؛ لأنها أكثر استعمالاً في المصدر في المعرفة، وخصت هذه السورة بالمعرفة؛ لأنه إشارة إلى ما تقدم من قول اليهود والنصارى ".
• ﴿ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ [المنافقون :٧] مع ﴿ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [المنافقون :٨]
• ما وجه تعقيب كل موضع بما يختص به ؟
• قال ابن جماعة : " لما قالوا : ( لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ )؛ ختم بأنهم ( لَا يَفْقَهُونَ ) أي : لا يفهمون أن الأرزاق على الله تعالى، وأن منعهم ذلك لا يضرهم؛ لأن الله تعالى يرزقهم إذا منعوهم من جهة أخرى، فلما كان الفكر في ذلك أمراً خفياً يحتاج إلى فِكْر وفهْم، وأن خزائن الله سبحانه مقدورته إذا شاءها، قال : ( لَا يَفْقَهُونَ ).
وأما ( لَا يَعْلَمُونَ )؛ فردّ على عبد الله بن أُبي، حين قال : ( لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ )؛ لأن ذلك يدل على عدم علمه أن العزة لله وللرسول، يعز من يشاء، ويذل من يشاء، فمنه العزة، وهو معطيها لمن يشاء، وليس ذلك إلى غيره، وذلك من الأمور الظاهرة لمن عرف الله تعالى، فجهَّلَهم بقولهم ذلك مع ظهور دليله ".
• ﴿ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التغابن :١] مع ﴿ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [التغابن :٤]
• ما وجه زيادة، قوله : ﴿مَا﴾ ببَداءة السورة، ثم حذف من قوله : ( مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )؟
• قال ابن جماعة : " لما كان تسبيح أهل السموات، يختلف مع تسبيح أهل الأرض في الكمية والكيفية والإخلاص والمواظبة؛ ناسب ذلك التفصيل، بـ (ما)، ولما كان (العلم) معنى واحداً لا يختلف معناه باختلاف المعلومات؛ ناسبه ذلك حذف (ما) لاتحاده في نفسه ".
• ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق :٢] مع ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق :٤] و ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق :٥]
• ما وجه تعقيب كل موضع بما يختص به ؟
• قال الكرماني : " أمر بالتقوى في أحكام الطلاق ثلاث مرات، ووعد في كل مرة نوعاً من الجزاء، فقال أولا: ﴿ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾ يخرجه مما دخل فيه، وهو يكرهه، ويبيح له محبوبه من حيث لا يأمل، وقال في الثاني : ﴿ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ يسهل عليه الصعب من أمره،ويبيح له خيراً ممن طلقها، والثالث : ﴿ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ وعد عليه أفضل الجزاء، وهو ما يكون في الآخرة من النعماء ".
• ﴿ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الحاقة :٤١ - ٤٢]
• ما وجه تعقيب كل موضع بما يختص به؟
• قال ابن جماعة : لــ " أن مخالفة نظم القرآن لنظم الشعر؛ ظاهرة واضحة فلا يخفى على أحد، فقول من قال : (شعر) كفر وعناد محض، فختمه بقوله تعالى : ﴿ مَّا تُؤْمِنُونَ ﴾، وأما مخالفته لنظم الكهان، وألفاظهم؛ فيحتاج إلى تذكير وتدبر؛ لأن كلاً منهما على أوزان الشعر ونظمه، ولكن يفترقان بما في القرآن من الفصاحة والبلاغة والبديع، وتبع بديعه لبيانه، وألفاظه لمعانيه، بخلاف ألفاظ الكهان؛ لأنها بخلاف ذلك كله، والله أعلم ".
• ﴿ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿٢٦﴾ وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ﴾ [المعارج : ٢٦ - ٢٧] و ﴿ وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ﴾ [المعارج :٣٣]
• ما وجه زيادة هذه الأوصاف الثلاثة بموضع المعارج، دون موضع المؤمنون؟
• قال ابن جماعة : " لما تقدم في هذه السورة : ذكر النقائص الثلاثة في الإنسان، فيقوله تعالى : ﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ﴿١٩﴾ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ﴿٢٠﴾ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ﴾ [المعارج : ١٩ - ٢١]؛ ناسب ذلك جبر المؤمنين بذكر أوصافهم الثلاثة الجميلة حين استثناهم من عموم الإنسان، وأيضاً لما تقدم ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المعارج :٣٢]، وتحمل الشهادة من جملة الأمانة؛ ناسب ذكر الشهادة بعد الأمانة ".