• ﴿ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴾ [الصافات :١٦] مع ﴿ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ﴾ [الصافات :٥٣]
• ما وجه التعبير، بقوله : ( لَمَبْعُوثُونَ ) بالموضع الأول، وبقوله : ( لَمَدِينُونَ ) بالموضع الثاني؟
• قال الغرناطي : لــ " أن الموضع الأول : لم يتقدمه شيء يوجد عدولهم عن التعبير عن معتقداتهم في إنكار الإحياء بعد الموت؛ فورد على ما يطابق معتقدهم، وأما الآية الأخرى : فقد تمهد قبلها ذكر الجزاء الأخراوي، وذكر السؤال؛ فناسب : ( لَمَدِينُونَ ) ".
• ﴿ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ﴿١٧٤﴾ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ﴾ [الصافات : ١٧٤ - ١٧٥] مع ﴿ وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ﴿١٧٨﴾ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ﴾ [الصافات : ١٧٨ - ١٧٩]
• ما وجه التعبير، بقوله : ( وَأَبْصِرْهُمْ ) بالموضع الأول، وبقوله : ( وَأَبْصِرْ ) بالموضع الثاني؟
• قال ابن جماعة : لــ " أن ( حِينٍ ) في الأولى : يوم بدر، ثم ( وَأَبْصِرْهُمْ ) كيف حالهم عند بصرك عليهم وخذلانهم، و ( حِينٍ ) الثاني : يوم القيامة، ثم ( وَأَبْصِرْ ) حال المؤمنين، وما هم فيه من النعم، وما هؤلاء فيه من الخزي العظيم، فلما كان الأول خاصاً بهم؛ أضمرهم، ولما كان الثاني عاماً؛ أطلق الأبصار والمبصرين، والله أعلم ".
• ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ ﴾ [ص :٦٥] مع ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾ [الأحزاب :٤٥]
• ما وجه التعبير، بقوله : ﴿ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ ﴾ بموضع ص، مع أن (إنما) للحصر، وبقوله : ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾ بموضع الأحزاب؟
• قال ابن جماعة : لــ " أن ما يتقدمه التخويف؛ يناسب أن يليه الإنذار، وهاهنا كذلك؛ لأنه جاء بعد ذكر جهنم والنار، وعذاب أهلها، ومحاجتهم فيها، وآية تقدمه الترجيه، أو التخويف والترجيه يليها الوصفان، وآية الأحزاب كذلك، وكذلك آية فاطر، لما تقدم الأمران، قال : ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴾ [فاطر :٢٤]، والله أعلم ".
• ﴿ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الزمر :٤٨] مع ﴿ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الجاثية :٣٣]
• ما وجه التعبير، بقوله : ( مَا كَسَبُوا ) بموضع الزمر، وبقوله : ( مَا عَمِلُوا ) بموضع الجاثية ؟
• قال الإسكافي : " إنما جاء قوله : ( مَا كَسَبُوا ) في هذه السورة؛ بناء على ما وقع الخبر به عن الظالمين في الآية التي قبل هذه الآية، حيث يقول : ﴿ أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾ [الزمر :٢٤]، وأما الآية التي في سورة الجاثية : فالطريق في اختيار ( مَا عَمِلُوا ) فيها كالطريق في اختيار ( مَا كَسَبُوا ) في سورة الزمر؛ لأن قبلها قوله تعالى: ﴿ وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الجاثية :٢٨] ".