﴿وَفِي ذَلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾:
في طيات حياة كل مؤمن لا محالة هنالك بلاء .. لكن لا تجزع قربك لا يُقدره لك ليقصم ظهرك؛ بل ليرفع درجتك .. فاصبر واسأل ربك العافية.
﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ ⋄ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ﴾:
كل نعمة تباعدك عن ربك ليست خيـرا، بل شـر! الخير ما قرَّب من الله عز وجل.
﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾:
حداثة السن لا تمنع صاحبها من سلوك طريق الإصلاح والرشد والهداية، فلا لحق نور يتبعه أصحاب النفوس الشريفة التواقة للمعالي (وزدناهم هدى ⋄ وربطنا على قلوبهم).
﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾:
من فضل الله على العبد أن يجعل ألسنة الخلق تذكره بخير .. فقد تُمدح يوماً .. المهم أن يكون المدح صدقا فيك .. وليس شرطا أن تسمع ذكرك الحسن في حياتك ربما تثني عليك الأجيال القادمة..!! فـ أينما توقفت سفينة حياتك اترك أثراً نافعاً .. وامض وشعارك (وَاجْعَل لي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ).
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾:
أحلَّ الله تعالى الأرض بأميالها وخيراتها، وحرم خطوات يسيرة منها. فالحرية أن تعيش في السعة لا في الخطوات.
﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾:
البرّ صلاح الدنيا، والتقَّوى صلاح الآخرة. وبالتعاون على (البِرِّ وَالتقوى) تتوسع دوائر الخير، ويعم الإحسان والعدل والأمان، ويتجلى الحق والحقيقة، ويمحق الله تعالى المفسدين في الأرض من ذوي (الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).
﴿لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ﴾:
علمتني سورة يوسف: بأن المريض سيشفى، بأن الغائب سيعود، بأن الحزين سيفرح، بأن الكيد سيكشف، بأن الكرب سيرفع بإذن الله تعالى. (فإن مع العسر يسراً .. وإن الفرج مع الكرب .. والنصر مع الصبر).
﴿وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ⋄ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ⋄ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ⋄ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾:
في هذه الآيات إشارة إلى العناية بالبهائم والرفق بها، وقد جعل الإسلام رحمتها قربة وعبادة، كما أن تعذيبه وحرمانه حقه وترويعه وإجهاده من نواقض الرحمة، وتستوجب العقوبة لصاحبها في الآخرة!، هذه المخلوقات لها أكباداً رطبة، وأنها - وإن أعياها النطق والبيان - تشعر وتألم، بل تشكو إلى الله ظلم الإنسان لها وتقتص منه يوم القيامة، كما جاء في الحديث الشريف: "دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ".