﴿وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾:
ها نحن نودع عاماً ماضياً شهيداً، ونستقبل عاماً مقبلاً جديداً؛ وللمسلم مع مرور الأعوام وانقضاء الأيام وقفات ومراجعات وعبرات .. وحساب مع النفس فيما فات وما هو آت .. ماذا أنجز لدينه ودنياه في سنوات تمضي ولا تعود .. فاليوم وقفة مع الذات وغداً وقوفنا بين يدي ملك الملوك: (وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) فالسعيد من حاسب نفسه، وتفكر في انقضاء عمره واستفاد من وقته.
﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ﴾:
لا تتردد بالعودة إلى الله تعالى مهما بلغت ذنوبك، فمن سترك تحت سقف المعصية لن يخذلك تحت جناح التوبة.
﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾:
مطرنا بفضل الله ورحمته .. ما أرحم الله بعباده؛ أنزل رحمته على خلقه بعد ما قنطوا ويئسوا فأغاث البلاد والعباد. إن الذي أنزل الغيث على الأرض الميتة .. سينزل الفرج على قلبك المهموم، ويُذهب حزنك، ويُنفّس كربك، ويشرح صدرك، وييسر أمرك، ويُحقق أملك؛ فارتقب رحمته سبحانه.
﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾:
مَعَ مُرور الأيام سَتُدرك أن الله تعالى حين مَنَع عنك ما كنت تُحِبُّه لم يكُن إلّا ليعوّضك بأجمل مِمَّا مَضَى.
﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾:
كل صداقة وصحبة لغير الله تعالى ستنقلب يوم القيامة عداوةً! وما كان لله عز وجل، فإنه دائم بدوامه.
﴿خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا﴾:
كلما سكن الإنسان مسكناً في الدنيا تمنى غيره، لكن من سكن الجنة في الآخرة لا يبغي غيرها. (اللهم اجعلنا ووالدينا وذرياتنا واحبابنا من أهل الجنة).
﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي (فَغَفَرَ لَهُ) إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾:
ما أقرب الله تعالى لعبده إذا اعترف له بذنبه وطلب العفو منه؛ فما من أحد طرق باب الله معتذراً منكسراً بالذنب إلا استجاب له، لأن الله عز وجل هو الغفور الرحيم. ومن أعظم نعم الله سبحانه على العبد أن يُبدّد ظلمات ذنوبه بنور التوبة.
﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾:
تأمل .. لم يأمر شيئا يطفئها، بل أمر النار ذاتها!، حين يأذن الله جل وعلا بفرجك فإنه: يأمر حزنك ومرضك وفقرك وخوفك وعجزك، ولا أحد يقدر على هذا غير ربك عز وجل.