﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾:
كلما خلا الإنسان بنفسه كان لله أقرب: (ادعوا رَبَّكُم تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) يحب الله أن يُسأل سراً لكمال غناه سبحانه، ويحب الإنسان أن يُسأل علانية لحاجته إلى المنّة.
﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾:
تتعثر وتخطئ في حق الله وهو يصفك بالتقوى (إن الذين اتقوا) يمدحك ولو عثرت! فسبحان ربي الرحيم اللطيف.
﴿كَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ⋄ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا﴾:
ستجد أن تلك الشّجرة هي في حقيقتها احتفال باعتقاد كادت السماوات أن تنفطر من حرمته، والأرض أن تنشق من شدّته،
والجبال أن تنهد من عظمته!
﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾:
مهما كانت الظروف المادية قليلة والحياة قاسية، لا تفقد الأمل بالله وأحسن الظن به سبحانه.
﴿لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا﴾:
سماع اللغو عذاب لا يسمعه أهل الجنة، واللغو هو: الكلام الباطل الذي لا فائدة منه. (فكم في الدنيا من عذاب .. أسأل الله أن يبعد عنّا اللغو).
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ (مُرْسَاهَا)﴾:
حين (ترسو) سفينة الآخرة لن يكون لك فيها إلا ما أودعته من أعمال صالحة، فاجتهد ما دمت في سفينة الحياة.
﴿فَابْعَثُوا أَحَدَكُم﴾:
قال الله ﴿ﷻ﴾ على لسان أصحاب الكهف: (فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ) تأمل كلمة (أحدكم): أي واحد منكم .. كلهم سواسية، لم يكن فيهم سادة وعبيد وأشراف وغيرهم .. بل كانوا إخوة متواضعين متحابين في الله يخدم بعضهم بعضاً.