﴿وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ﴾:
لا يرفع الله البلاء إلا بابتلاء، وهو قادر على رفعه بدونه ولكن ليميز الصفوف ويطهر النفوس. اللهم ثبتنا ولا تفتنا، واستعملنا ولا تستبدلنا.
﴿قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾:
هكذا توزن الأمور، الخبيث يبقى خبيثاً خاسراً وإن كثر وإن انتصر في يوم من الأيام، والطيب يبقى طيباً رابحاً وإن قل أو تراجع في يوم من الأيام.
﴿لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ﴾:
كم هي جميلة معنى هذه الآية الكريمة، فإن كانت سعتك في الكلمة الطيبة فأنفق منها، وإن كانت سعتك في البسمة الصافية فأنفق منها، وإن كانت سعتك في الحنان فأنفق منها، وإن كانت سعتك في معاونة الآخرين فأنفق منها، وإن كانت سعتك في التغافل فأنفق منه، وإن كانت سعتك في التعليم فأنفق منه، وإن كانت سعتك في (الدعاء) وإن كان بظهر الغيب فأنفق منه. فالإنفاق ليس مالاً فقط، فكل ما تمنحه للآخرين يخلفه الله لك انشراحاً وفرحةً في قلبك، وبركة في وقتك، وتأمل: (وَما أَنفَقْتُم "مِن شَيْءٍ" فَهُوَ يُخلِفُهُ).
﴿سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا﴾ ⋄ ﴿وَسَعَى فِي خَرَابِهَا﴾ ⋄ ﴿وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا﴾:
حركة المفسدين في الأرض يعبر عنها القرآن الكريم بالسعي، وفي ذلك إشارة إلى سرعتهم في الإفساد الممنهج لتجفيف كل منابع الإصلاح. وفي تنوع اللفظ (سعى، يسعون) دلالة على أن مصادر الفساد قد تكون أفرادا أو منظومات جماعية.
﴿فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾:
الحق قيمة مطلقة، لا تقبل النسبية ولا التنصيف فإن الشيء إما أن يكون حقاً أو ضلالاً، فلا منزلة ثالثة بينهما!، وعليه إذا التقى حقٌ وباطلٌ فليس في ديننا شيء اسمه حياد بينهما؛ فمن لم يكن مع الحق حينئذ فإنه مع الباطل!.
﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾:
لمن كان له قلب .. مجرد الركون والميل النفسي إلى الظالمين موجبا لعذاب الله تعالى وسخطه.