﴿فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ كن مُحسناً في حياتك، ودوداً في عَلاقاتك، كريماً بعَطاءاتك، لا تُبالي بِسخط الناس وما قالوا، يَكفيك أنك قد أَحسنت.

﴿يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾ لكل حاجةٍ سألتَها اللهِ مستغنياً عن النّاس، لِكُلّ أُمنيةٍ استودعتَها ربّك، لِكُلّ دعوۃٍ دعوتَ بها ونسيتَها ولم ينساها الله، لِكُلّ حاجةٍ من فرط الرغبة بها دمعت عيناك؛ لكلَّ هاذي قُل بيقين: (يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ).

﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ تلك الفوضى التي تسكن داخلك والحزن الذي يعتري قلبك ترممها آیة: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا).

﴿وَلَا تَيْئَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ﴾ لم يقلها يعقوب علیه السلام مع بوادر الفرج حين وجد ريح يوسف عليه السلام وأُلقي إليه قميصه. بلْ قالها وقد ابيضّت عيناه وبلغ الحزن به منتهاه. لنعلم أن الثقة بالله والفأل الحقيقي هو الذي يكونْ في أَوْجِ المعاناة.

لا توجعوا قلوبكم بالاسترسال في الأحزان، وأبهجوها بالبشارات فالحزن قاطعٌ مُحرق والاستبشار رافعٌ مُشرق، ولن تعدموا خيراً من رَبّ كريم يُنعم بالجزيل.

﴿فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾ عمق الراحة في كلمتين.

﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ لا تترك الشكر فتُحرَم الزيادة. ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ ولا تترك الذكر فتُحرم ذِكر الله لك. ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ ولا تترك الدعاء فتُحرم الاستجابة. ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ ولا تترك الاستغفار فتُحرم النجاة.

﴿وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ﴾ اطمئن يعلم حتى أنات وجعك وشدة ألمك، فكل ما لم تستطع إيصاله لأحد هو يعلمه ويسمعك ويراك سبحانه.

﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ إن أصابك همُّ من هموم الدنيا فلا ضير عليك فإن الله قد تكفّل بك، اطمئن فأقدار الله كلها خير.

﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ ربما تتأخر وظيفتك، وربما يتأخر زواجك، أو علاجك، ولكن اطمئن بقدر صبرك لن يتأخر أجرك.